عزة مصطفى عن واقعة مدرس الجيولوجيا: شكله شاطر    محمد سلماوي من احتفالية «المصري اليوم»: هذا النجاح بسبب تكاتف وجهود مجلس الإدارة وأسرة تحرير الجريدة وثقة المواطنين    ارتفاع أسعار النفط 2% بدعم من آمال زيادة الطلب    «مياه الأقصر»: تطهير مطابق الصرف الصحي استعدادا لعيد الأضحى    سفير مصر السابق بإسرائيل: غانتس عانى من التجاهل في مجلس الحرب    مدفيديف: انتخابات البرلمان الأوروبي تجسد السياسة الحمقاء ل«شولتس وماكرون»    تفاصيل اختفاء نائب رئيس مالاوي.. بدء عمليات البحث والإنقاذ    فتح: استقالة قائد العمليات الإسرائيلية في غزة يشكل ضغطا على نتنياهو وحكومته    بعد كيليان مبابي.. ريال مدريد يقترب من حسم صفقة نارية    ظهور نادي مصري منافس.. مصدر يكشف لمصراوي آخر تطورات صفقة الأهلي المرتقبة    أماكن البعثة الطبية في مكة والمدينة.. 19 عيادة للحجاج المصريين    بث مباشر .. كيف تشاهد مؤتمر أبل WWDC 2024 اليوم    لميس الحديدى تتصدر التريند بعد إعلان إصابتها بالسرطان.. هذه أبرز تصريحاتها    ملك الأردن يؤكد ضرورة التوصل لوقف فورى ودائم لإطلاق النار فى غزة    ياسمين صبري تنشر جلسة تصوير جديدة من أثينا والجمهور يعلق (صور)    أمين الفتوى يرد على شبهات «ذبح الأضاحي وحقوق الحيوان»: هناك قواعد وآداب    للتهنئة بعيد الأضحى.. رئيس جامعة بنها يستقبل وفد الكنيسة الأرثوذكسية    «المصريين الأحرار» يُشارك احتفالات الكنيسة بعيد الأنبا أبرآم بحضور البابا تواضروس    موعد محاكمة ميكانيكي متهم بقتل ابن لاعب سابق شهير بالزمالك    نائب رئيس غينيا الاستوائية يشيد بحجم إنجازات مصر في زمن قياسي    10 صور ترصد استطلاع محافظ الجيزة أراء المواطنين بالتخطيط المروري لمحور المريوطية فيصل    «الصحة» تنظم برنامج تدريبي للإعلاميين حول تغطية الشؤون الصحية والعلمية    وسط حراسة مشددة، بدء التحضيرات لانطلاق العرض الخاص ل "أهل الكهف"    بالفيديو| كريم قاسم يروج لفيلم "ولاد رزق 3": "لازم الصغير يكبر"    ختام الموسم الثاني من مبادرة «طبلية مصر» بالمتحف القومي للحضارة المصرية    يعقبه ندوة نقاشية.. عرض ثان لفيلم "جحر الفئران" لمحمد السمان    مصر تتربع على عرش جدول ميداليات البطولة الأفريقية للسلاح للكبار    رشا كمال عن حكم صلاة المرأة العيد بالمساجد والساحات: يجوز والأولى بالمنزل    زيادة سعر دواء شهير لعلاج الجرب والهرش من 27 إلى 55 جنيها    غدًا.. ولي عهد الكويت يتوجه إلى السعودية في زيارة رسمية    سفر آخر أفواج حُجاج النقابة العامة للمهندسين    المرصد المصري للصحافة والإعلام يُطلق حملة تدوين في "يوم الصحفي المصري"    الرئيس الأوكراني يكشف حقيقة استيلاء روسيا على بلدة ريجيفكا    قافلة جامعة قناة السويس الطبية تفحص 115 مريضًا ب "أبو زنيمة"    ليونيل ميسي يشارك في فوز الأرجنتين على الإكوادور    "بايونيرز للتنمية" تحقق أرباح 1.17 مليار جنيه خلال الربع الأول من العام    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    اسكواش - مصطفى عسل يصعد للمركز الثاني عالميا.. ونور الطيب تتقدم ثلاثة مراكز    المنيا تعلن استمرار فتح باب التقدم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    توفير فرص عمل ووحدات سكنية ل12 أسرة من الأولى بالرعاية في الشرقية    «القومي للبحوث» يوضح أهم النصائح للتغذية السليمة في عيد الأضحى    أفيجدرو لبيرمان يرفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    الأوقاف: افتتاح 27 مسجدًا الجمعة القادمة| صور    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    تاريخ فرض الحج: مقاربات فقهية وآراء متباينة    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    سرقا هاتفه وتعديا عليه بالضرب.. المشدد 3 سنوات لسائقين تسببا في إصابة شخص بالقليوبية    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    محمد عبدالجليل يقيّم أداء منتخب مصر ويتوقع تعادله مع غينيا بيساو    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة مكان عقب أول زيارة لوزير خارجية أمريكى
هيروشيما.. مدينة تنهض من تحت الرماد
نشر في الأهرام اليومي يوم 16 - 04 - 2016

بنايات مرتفعة وناطحات سحاب على أحدث طراز، وسائل مواصلات وقطارات سريعة ومعالم الحضارة تبدو فى كل مظاهر المدينة، يكفى فقط كتابة كلمة «هيروشيما الأن» فى محرك البحث على الإنترنت وستشاهد صورا لمدينة يابانية لن تتخيل أنها تعرضت فى يوم من الأيام لقنبلة نووية تم إلقاؤها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية أخفت المدينة فى لحظات, فقوة الإنفجار وحدها قتلت فى الحال أكثر من 70 ألف شخص، وقبل نهاية تلك السنة كان أكثر من 140 ألف من سكان هيروشيما قد لقوا حتفهم جراء الإشعاع الذري, ناهيك عن المشوهين والمرضي.
«واجبنا تكريس كل جهودنا لتجنب الحروب أيا كان شكلها» هذا ما كتبه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى سجل الزائرين فى متحف هيروشيما الذى يحوى تخليدا ضخما لهذه الكارثة, والذى قام كيرى بزيارته فى إطار إستضافة اليابان وللمرة الأولى لإجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع, دعوا فيها إلى عالم بلا أسلحة نووية, ورغم أن الزيارة وصفت ب "التاريخية" كونها أول زيارة لوزير خارجية أمريكى للمدينة, غير أن اليابانيين لم يستطيعوا الحصول على إعتذار رسمى عن هذه الكارثة كما كانوا يأملون.غير أن 71 عاما كانت كفيلة لهيروشيما بإبهار العالم, فالمدينة اليابانية ترقى أصولها إلى عام 1589 عندما شيد الاقطاعى مورى تروموتو قصرا على الدلتا الواسعة لنهر أوتا، ومن هنا جاء اسم هيروشيما (هيرو تعنى الواسع وشيما تعنى الجزيرة), وكما تستطيع «الجزيرة الواسعة» التى تعبرها ستة أنهر ويصلها بحر داخلى بمدينة أوساكا المزدهرة، أن تتباهى بماضيها التجارى العريق, فقد كانت تحتضن صناعات ثقيلة ومركزا عسكريا استراتيجيا خصوصا خلال الحرب العالمية الثانية، تستطيع أيضا التباهى بأنها أصبحت من أهم وجهات السياحة العالمية, حيث يزورها الملايين سنويا, لكن أبدا لم تكن المهمة سهلة على الشعب اليابانى فى تجاوز أزمته الشاقة, فالبناء بدأ فى الأيام التالية للإنفجار, حيث بدأت عمليات جمع الجثث وحرقها ثم بدأت عملية أكثر صعوبة فى القيام بتنظيف آثار الحطام والركام الناتج من المبانى المحطمة.
كان على اليابانيين أن يقوموا بعملية تنظيف لمساحة تبلغ حوالى 2٫4 مليون متر مربع وتم هذا بالفعل على مدى أربع سنوات كاملة. بعد هذا بدأت الحياة تعود للمدينة، بشكل متقطع لكن ببطء شديد ولتسيطر على غالبية السكان مشاعر الانتقام.
من هنا فإن التحدى فى إعادة بناء المدينة لم يكن فقط من الناحية الفيزيائية كالمبانى والمنشآت والمساكن، ولكن من الناحية النفسية والعاطفية أيضا. كيف يمكن إزالة المشاعر السلبية للسكان وسط كل مشاعر الغضب والصدمة وتحويلها لمشاعر إيجابية تعيد بناء المدينة من جديد؟
كان من المهم جدا لدى اليابانيون توثيق تلك الفترة فى متحف هيروشيما التذكارى للسلام والذى يعتبر أهم مَعلم من معالم المدينة, على الزائر أن يكون متماسكا لهول مايرى، سيرى عرضا سينمائيا للمدينة قبل القصف الذري، عمال يذهبون إلى المعامل وموظفون إلى مكاتبهم وطلبة إلى معاهدهم وأطفال تدفعهم أمهاتهم بالعربات, ثم تتغير الصورة رأسا على عقب، خراب ودمار وقتلى مشوهون وحيوانات نافقة ومصانع مهدمة ولسان بشرى قد اندلق من فم صاحبه!
ثانى أهم معالم المدينة هو نصب السلام ويطلق علية "القبر الخاوي" حيث سجلت أسماء الضحايا وفى كل صباح يُبدل إكليل الزهور بأخر، هذا النصب أصبح الجاذب الأبرز لأعداد كبيرة من السياح كل عام وصل عددهم تقريبا إلى 363 مليون زائر عام 2014, النصب التذكارى الذى شيده اليابانيين عام 1954 إعتبرته منظمة اليونسكو إحدى مواقع التراث العالمي, المدهش فى الأمر أن غالبية هؤلاء الزوار كانوا من الأمريكيين يليهم الأستراليون ثم الصينيين, ثم خلف النصب هناك الشعلة المتوهجة للسلام.
أما بناية القبة فهى فى الحقيقة قبة القنبلة الذرية, وهى أكثر معلم باق يشير إلى حجم المأساة التى طالت المدينة بتدشين أول قنبلة ذرية سقطت بالقرب منها. صمم هذه البناية معمار تشيكى فى عام 1915، والبناية تحفة معمارية، صمد الهيكل الصخرى وكل ما عداه دمِّر، وبقى هيكل لقبة البناية يمنع الدخول إليها لمخاطر الإشعاع! مدينة هيروشيما حاليا تعد مركزا صناعيا هاما, فالبضائع الواردة من المدينة لا تتوقف عبر مطارها الدولى ومينائها الكبير, تتمثل أبرز الصناعات فى هيروشيما فى صناعة الصلب والسيارات والمطاط والكيماويات والسفن وآلات النقل. كل هذه الأمور أدت إلى جذب الكثير من الاستثمارات والأعمال إلى المدينة خصوصا وأن تكاليف بدء عمل ما فى هيروشيما يقل عن مثيلاتها من المدن اليابانية الكبرى الأخرى. هيروشيما الأن تبدو تماما مثل شجرة الصفصاف, تلك الشجرة الوحيدة التى نجت من القنبلة الذرية, فرغم أنها كانت قريبة جدا من مركز الإنفجار وقت إلقاء القنبلة, وعلى الرغم من سقوط الشجرة بسبب الإنفجار إلا أن جذورها قد نجت وترعرعت براعم جديدة فى قاعدتها, لقد نهضت من الرماد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.