مقاطع من قصيدة فارس من ضمير بلادى

إلى روح فلاح مصر الفصيح الفنان حمدى أحمد ابن نخيل المنشاة وابن سوهاج البار رحمه الله فارسٌ من ضميرِ البلادِ تَعَشَّقَ هذا الوطن ..
كانَ مولِدُهُ فى بلادِ الصعيدِ،
فشبَّ عنيداً
لا قيدَ يمنعُهُ
من مقولةِ صدقٍ تُغَشَّى الوجيب
فتهطل منه المِنَنْ...
آهِ يا كبرياءَ النخيلِ
ويا لهفَةَ الناى
حينَ يُغَنِّى النشيدَ.. فيهربُ منهُ الوَهَنْ...
يا سُمُوقَاً لأشجارِنا الوارِفاتِ
تقحم أعتى المِحَنْ ..
يا عنادَ الصخورِ العَفيَّةِ
إذْ تعانقُ مبدأهُ
لا يبيعُ بأيِّ ثمنْ
فيهِ صَبرٌ لصفصَافَةٍ
تتحدَّى جَفَافَ المياه
وتقتاتُ مِنْ رُوْحِها لمْ تَهُنْ..
والعطاءُ لديهِ كما الواهب النيل
ليسَ يوقفهُ أيُّ شيءٍ
وليسَ يَضِنْ ..
وكأنَّ البلادَ الجَسورةَ قد
صنعتهُ على عينِهَا أملاً يؤتَمَنْ
كمْ تحدَّى الرياحَ بأسمائِها
وتحدَّى بها انفلاتَ الشَجَنْ...
وترفرفُ أعلامُها فى مآقيهِ
تهزمُ زَيْفَ الوَثَنْ ...
وتمزِّقُ قَيْدَ الكَفَنْ...
ويُشَخِّصُ أدواءَنا كاشِفَاً
عن خلايا العَفَنْ
ويشيرُ كما يفعلُ النُّطْس والآسي
لمواطِنِ دَاءٍ عُضالٍ
ثم يكويهِ بالنارِ, والكيُّ فَنْ...
واصِفَاً للجراحِ الدواءَ المكين,
رؤيً فى القَتَامِ تُسَنْ...
وللحظةِ تطهيرِ مسرَحِنَا جَلْوَةٌ
يتعالى نداها على أيِّ وزنْ ...
كانَ من بين فُرسانِهِ النجباء
بصوتِ الصعيدِ المُرِنْ ...
ساخراً مِنْ جَهَالَةِ مَنْ ضَلَّلوا خَطْوَنَا
فهوينا لدرْكِ الإِحَنْ...
آهِ يا ابنَ (مِنْشَاةِ سوهاج)
يا ترجماناً لتاريخِنا المُرْتَهَنْ ...
آهِ يا (حمدي) يا نشيداً
لأرضٍ تجلَّتْ ولا تَعْرِفُ العُرْيَ
ولا يَتَعَرَّى لها جَسَدٌ
فى الرياحِ العواصِفِ طُوْلَ الزمَنْ
هيَ مَنْ تَتَغَطَّى بثوبِ دماءِ الشهادَةِ
للعاشقينَ أَمَامَ رِمَاحٍ تُجَنْ،
أنتَ.. جِئتَ لها مُؤنِسَاً
صدرَهَا..صوتَهَا وشموخَاً لها مُخْتَزَنْ...
صوتَ دهْمَائِهَا والفقيرِ الذى
ليسَ يُحنى ب(بولاقَ) قامَتَهُ
لو أتاهُ عُتُلٍ فُتِنْ ...
صوتَهُ .. كُنْتَ فى مجلسِ الشعبِ
صوتَ معارضةٍ لا يَحِنْ
ويُجابِهُ كُلَّ الطواغيتِ بالحَقِّ
يقولُ ل(فِرْعَوْنِهَا):
إنَّنى جئتُ .. فلاَّحُ أرضى الفصيحُ يصيحُ
بوجْهِكَ إذْ يَحْتَقِنْ ...
...........................
...........................
أنتَ مَنْ كُنْتَ تُعْطى بِغَيْرِ رِيَاءٍ وَمَنّ ...
فإذَا هبَّتْ صيْحَةُ الفَنِّ ..
صارَ الحكيْمَ المِفَن...
آهِ .. والقَلمُ المبصِرُ السِنَّ
يكْتُبُ كِلْمَتَهُ لا تَخَافُ وليسَتْ تَئِنْ ..
إنَّهَا رأيُهُ .. غَضَبُ القلْبِ
يا صدوقَاً وعَصْفُ الرزايَا هَتَنْ...
عِشْتَ تَعْشَقُ(نَاصِرَ)
فى كُلِّ آرائِهِ ، والعُرُوبَةُ فى نَبْضِهِ
الوجودُ الأَجَلّ
والبقَاءُ الأصيلُ
وطبيعةُ أَبْنَاءِ (يَعْرُبَ) مُنْذُ قديمِ الزَمَنْ ...
إِنَّهَا الدِّرْعُ ، شَطُّ النجَاةِ
بِجُبٍّ عَميقٍ .. تَغَيَّا الرَّسَنْ..
فى اللقاءِ الأَخير
لَمْ تَقُلْ لى
بأنَّك تَنوى الرحيلَ ...
كُنْتَ فى عَزْمِ هَذَا النخيلِ
وصَبْرِ الشَّجَرْ
تَتَحَدَّى .. تُقَاومُ بأَسَ المَرَضْ
صَوْتُكَ الصَّفْوُّ لمْ يَنْتَفِضْ ...
ومَدَارُ الشِّفَاءِ قَريْبٌ
وسَوْفَ يُنِيْل..
كانَ إِيْمَانُكَ الوَاثِقُ الخُطو
يَرْفَعُ رَأْسَاً .. بعينِ الرِّجَاءْ
وصوتُ الدُّعاءِ تَعَلَّقَ فَوْقَ الفَنَنْ ..
فلماذَا تُبَاغِتُنَا بِالرَّحيلْ
فيبْكى بأرْضِ الصعيدِ النَّخيلْ؟؟!!
ويَنْتَحِرُ الغُصْنُ فَوْقَ الشَّجَرْ ...
فَقْدُ مِثْلِكَ يُدْخِلُنَا
فى المَدَى المُنْدَحِرْ بينمَا أنتَ أُغْنيَةُ النَّصْر
أنتَ مَرايَا الظَفَرْ ...
والوجِيْعَةُ حِيْنَ تَغيْبُ ...
تَسُوخُ الخُطَى وَسْطَ وَحْلِ الفِتَنْ ...
مَنْ تُرى .. سوفَ يُنْصِفُنى
والوجُوهُ تُعَاقِرُ فى سُكْرِهَا
للشياطين دَن ...
والقِنَاعُ المَقِيْتُ يُبَدِّلُ أَلْوَانَهُ
كُلَّ وَقْتٍ بِلَوْن...
والرؤى وحُشَاشَاتُ رُوْحِ البُطولَةِ
تَدْخُلُ فى فَلَكٍ مِنْ حَزَنْ ...
.يا فَجيْعَةَ أرْضى وقوْمى وصحْبى ...
تُزَلْزِلُ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِنَا كُلَّ شَئٍ سَكَنْ ...
أَيُّهَا الفَارِسُ المُتَسَنِّمُ
عَرْشَ اصْطِفَاءِ الوَطَنْ