غريبة هي تقلبات الزمن تتشابك وتتساقط مثل سحب الشتاء وغيومه وتهوي بمن كانوا في القمة الي القاع لينطفيء امامهم اخر شعاع للشمس وتسود امامهم الدروب ليبدأوا السير في طريق اليأس حتي يأتي ملك الموت يطرق بابهم ليزيح عنهم هموم الحياه واوجاعها، هي شابة تلفعت بالنعيم في منزل والديها وتوجها اشقاؤها تاجا فوق رءوسهم وسطع نجمها في سماء عائلتها حتي جاء قدرها وارتجفت اوصالها بشاب اختلف عنها في كل الاشياء وامام لوعة الحب والتهاب المشاعر دهست بقدميها علي كل الفوارق بينهما. ورغما عن انف اسرتها تزوجته وعلي اعتاب عش الزوجية كان الشقاء في انتظارها وتجرعت من اسرته كل اصناف العذاب والهوان وهو يشاهد اذلالها وشقاءها وفي نهاية المطاف تركها لاسرته لتعيش دور الخادمة وهي التي كانت ذات يوما سيدة بيت ابيها والخادمات تتفانين لارضائها وشد الزوج الرحال الي البلد العربي وترك زوجته فريسة لعائلته ولم ترحمها الاقدار فكشرت لها عن انيابها ووضعت لها النهاية المأساوية علي يد سائق توك توك والذي تجرد من مشاعر الرحمة وقتلها لسرقتها. لم تتخيل »سهام »انها سوف تعيش سنوات من الشقاء والالم في منزل من دق قلبها له وفضلته علي طابور الشباب الذي تقدم للزواج منها فهي الابنة الوحيد المدلله لوالديها واشقائها الذكور ورغم انها عاشت وتربت وتعلمت في القاهرة حتي حصلت علي شهادتها الجامعية في شقه فارهه بمنطقه راقيه الا انها قررت الزواج من شاب يقيم في منطقه ريفيه في شقة صغيرة بمنزل عائلته معتقدة ان الحب سوف يحول الشقة المتواضعة الي جنه وان فارس الاحلام سوف يحملها علي جواده الابيض ويسير بها في بلدته ليتباهي بها وانها سوف تكون سيدة المنزل. وراحت ترسم الاحلام الوردية حتي استيقظت علي الحقائق المرة وهي ان عش الزوجية اشبه بسجن وان حماتها هي السجان وان زوجها هو مجرد كلمه مكتوبة في وثيقه زواجها وتحاملت علي نفسها وتحملت ماتعرضت له من ضرب وتعذيب علي يد حماتها خوفا علي مصير طفليها وخاصة انها كانت تتلقي كل ثانية من زوجها المسافر وحماتها بأنها اذا تجرأت وتركت سجن الزوجية فسوف يكون مصيرها الحرمان من رؤيه طفليها ابد الدهر. مرت السنون ورفضت الزوجة المقهورة طلب والديها بأن تترك جحيم الزوجيه وتعود للاقامة معهم واصرت علي البقاء في شقتها في عزبة الفوايدية بمركز طوخ حتي كانت نهايتها علي يد سائق توك توك اعتاد توصيل طفليها للحضانه وعندما شاهدها تتحلي بالمجوهرات وعلم ان زوجها يعمل ببلد عربي قرر سرقتها واستعان باثنين من اصدقائه واعتلوا سطح العقار الذي تقيم فيه ليلا وعندما تأكدوا ان جميع افراد الاسره راحوا في نوم عميق تسلقوا المواسير وتسللوا الي الشقة من نافذه المطبخ واثناء بعثرتهم بدولاب ملابسها للبحث عن اموال معتقدين ان زوجها يرسل لها الأخضر واليابس شهريا، لم يدر بخلدهم أنها تعيش مع أسرته وتخدمهم مقابل قوتها اليومي، وعندما استيقظت علي أصوات همساتهم وحاولت الصراخ قاموا بكتم أنفاسها وذبحها، وأنقذت العناية الإلهية طفليها من الموت، حيث كانا مستغرقين في النوم بجوار أمهما ولم يوقظهما أصوات صراخها وآنات موتها. وقالت أمها بصوت محفوف بالحزن وأنهار من الدموع تنساب علي وجنتيها أنها قبل وفاتها بيوم اتصلت بي لتطمئن علي أخيها الذي كان مريضا وطلبت منها أن تحضر لزيارتنا، فقالت أنها سوف تستأذن زوجها عندما تتحدث معه تليفونيا، وفي صباح اليوم التالي تلقيت اتصالا من شقيق زوجها يخبرني فيه بأنها ماتت، فسافرت مسرعة إلي منزل عائلة زوجها. أثناء إلقاء نظرة الوداع علي ابنتي لاحظت أنها لاترتدي ذهبها ولا أثر لهاتفها المحمول، وبعد وصول طبيب الصحة والكشف علي سهام أكد وجود شبهة جنائية وراء وفاتها، فقام والدها بالاتصال بالمقدم أحمد الخولي رئيس مباحث المركز، واتهم أهل زوجها بقتلها والاستيلاء علي مجوهراتها، وألقت المباحث القبض علي والدي الزوج المسافر، وأمرت النيابة بحبسهما، إلا أن التحريات التي أمر بها اللواءان سعيد شلبي مدير أمن القليوبية والدكتور أشرف عبد القادر مدير مباحث المديرية وأشرف عليها العميد حسام فوزي رئيس المباحث أكدت أن وراء قتلها سائق توك توك وزميليه، وتم القبض عليهم، واعترفوا بجريمتهم، وأعادوا المسروقات.