صنع الإنجليز تاريخ الاسكواش باكتشاف اللعبة واختراعها عام 1850 ثم تهذيبها عام 1922 ، وصنع عبد الفتاح باشا عمرو سفير مصر فى لندن تاريخ المصريين فى اللعبة بفوزه ببطولة بريطانيا المفتوحة 6 مرات فى الفترة من 1930 إلى 1936 .. وصنعت جريدة الأهرام أهم حدث فى تاريخ الاسكواش حين نظمت بطولة دولية فوق هضبة الأهرامات فى منتصف التسعينيات ، وهو ماجعل المكان بطلا يفوق قدر الأبطال ، فزينت صورة الملعب الزجاجى وخلفه أعجب عجائب الدنيا صدر الصفحة الأولى فى جريدة الجارديان .. هكذا صنع المصريون مجدهم فى اللعبة بالإنسان وبالمكان ، بالتاريخ وبالحاضر ..وقد كانت بطولة بريطانيا المفتوحة حين فاز بها السفير عبد الفتاح عمرو باشا أقوى بمثابة بطولة العالم . وفى إنجاز غير مسبوق شهدت بطولة بريطانيا الأخيرة ( بطولة علام البريطانية المفتوحة للإسكواش نسبة إلى رجل الأعمال المصرى عاصم علام مالك نادى هال سيتى ) شهدت نهائى رجال مصرى خالص ، ونهائى سيدات مصرى خالص .. ففاز محمد الشوربجى المصنف الأول عالميا على رامى عاشور وتوجت نور الشربينى بلقب السيدات ، وهى أول مصرية تحرزلقب هذه البطولة بعد تغلبها على زميلتها نوران جوهر .. كان إستقبال رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لأبطال الإسكواش الذين احتكروا ألقاب أعرق وأقدم بطولة ترجمة لتقدير اللعبة وأبطالها، ولكل مصرى يرفع علم بلده على المستوى الدولى. فالرياضة باتت فى صورها المختلفة تعكس شكلا من الكبرياء الوطنى ودون مبالغة فى ذلك على الإطلاق .. ويذكر هنا أن رئيس الوزراء كان ممارسا للاسكواش ، فى نادى الجزيرة ، وهو أول الأندية المصرية التى دخلتها اللعبة . وتحدث خلال إستقباله لأبطال اللعبة عن العديد من نجومها من المصريين ، مثل أبو طالب ومحمود عبد الكريم ، وابراهيم أمين وجلال علام وجمال عوض وعبد الواحد عبد العزيز و أحمد برادة ، وتحدث المهندس شريف إسماعيل عن أهم مقومات اللعبة ومهاراتها ،وعن مدارسها المختلفة على مدى تاريخها، ومنها المدرسة الباكستانية التى مثلها جيل جاهانجير خان وجانشير خان خلال حقبتى الثمانينيات والتسعينيات.. من القرن العشرين . والواقع أن مصر أصبحت عاصمة الإسكواش وقلب اللعبة فى العالم . فالمصريون يحتكرون الأن بطولات العالم فى مختلف المراحل السنية تقريبا للسيدات والرجال . وفى قائمتى اللاعبين واللاعبات المحترفين العديد من الأسماء المصرية . وهناك تواصل أجيال بحيث تستمر حلقة الابطال ، وحتى لايتكرر ما أصاب دول عريقة فى اللعبة مثل إنجلترا وباكستان ونيوزيلندا وأستراليا . إلا أن تواصل الأجيال ليس هو فقط مايميز المدرسة المصرية فى الإسكواش ، وإنما إرتفاع مستوى المهارة والتكنيك ، فيعتبر عمرو شبانة على سبيل المثال من " أحرف " اللاعبين فى العالم بضرباته الجانبية والقصيرة .. وقد توج بطلا للعالم أكثر من مرة فى مطلع الألفية ، كذلك رامى عاشور الذى فاز بلقب هذه البطولة عام 2013 واحتل صدارة التصنيف العالمى للاعبين المحترفين بعد فوزه بثلاث بطولات عالم وهو أصغر لاعب إسكواش فى التاريخ يتوج ببطولة العالم للكبار فى السادسة عشرة . وكان أيضا أول مصرى يحرز لقب بريطانيا المفتوحة منذ عام 1966 .. وفى كتابه "الطلقة والشبح".. كتب جيمس ويلستروب أحد أبرز لاعبى الإسكواش والمصنف الأول سابقا على العالم.. كتب عن رامى عاشور يقول: "إنه بلا شك واحد من أعظم الرياضيين على هذا الكوكب، وبالتأكيد هو الأكثر موهبة فى الإمساك بالمضرب على مستوى الجيل الحديث من لاعبى الإسكواش" .. الأن يحتل الصدارة محمد الشوربجى . إنه أحد ابناء المدرسة المصرية فى اللعبة . وهو يمتلك نفس المهارات الفنية العالية والإصرار ، والقدرة على التركيز . هذا عن الإنسان ..أما المكان فهو أهرامات الجيزة .. والتى إستضافت لسنوات بطولة الأهرام ، وهى واحدة من بنات أفكار الزميل إبراهيم حجازى رئيس تحرير مجلة " الأهرام الرياضى الأسبق " .. ووصفت البطولة بأنها أهم حدث فى تاريخ اللعبة بالفعل . فالمكان ساحر ، والجمهور الذى كان لايتجاوز عدده مئات فى بطولات كبرى أصبح بالألاف فى بطولات الأهرام . وبالملايين خلف شاشات التليفزيون ..وساهمت تلك البطولة فى زيادة شعبية الإسكواش فى مصر خاصة مع تألق نجم أخر وقتها وهو أحمد برادة الذى كان نواة لمزيد من الاهتمام ببطولاته التى أحرزها فى بداية التسعينيات من القرن الماضى ، ثم بفوز منتخب مصر للشباب بلقب بطولة العالم عام 1994 .. وأجزم أن نجاح بطولة الأهرام دفع الإتحاد الدولى للإسكواش لطلب إدراجها فى الألعاب الأوليمبية ، وبعد منافسة مع 7 لعبات ، صعدت الإسكواش إلى التصفية الأخيرة مع المصارعة والبيسبول فى سبتمبر عام 2013 .. وفازت المصارعة بالسباق واستمرت فى ألعاب 2020 .. وكان غريبا أن توضع أعرق الرياضيات الإنسانية والأوليمبية ، وهى المصارعة فى هذا السباق ، ولم يكن غريبا أن تفوز ، إلا أن تكلفة إنتاج وتنظيم دورة أصبحت خيالية ، وتبحث اللجنة الدولية عن لعبات تحظى بشعبية ، وتجلب الإعلانات ، وهذا أضعف فرصة الإسكواش خاصة أن عدد الدول التى تمارس تلك الرياضة يصل إلى 60 دولة والمساحات المتاحة للتغطيات الإعلانية محدودة .. لكن يوما ما ستكون الإسكواش لعبة أوليمبية ، وستكون فرصة لحصد مصر إن شاء الله للعديد من الميداليات بشرط أن تتواصل صناعة الأجيال والأبطال .. البداية فى مدرسة هارو تعد انجلترا الموطن الاصلى للعبة الاسكواش ، لكن هناك روايتان حول كيفية بدء اللعبة . الرواية الاولى أن أحد السجناء أخذ يقتل الوقت ، بالامساك بقطعة من المطاط ، وسحقها بيده ثم ضربها فى الجدار ، وأن تكرار هذه الحركة كان وراء اكتشاف اللعبة .أما الرواية الثانية فهى ان الاسكواش نشأت فى مدرسة هارو الانجليزية عام 1850 وولدت من بطن رياضة التنس الارضى التى كانت تمارس فى المدرسة بالفعل ، حيث كان بعض التلاميذ ينتظرون دورهم للعب التنس وبدأوا فى ضرب كرة التنس فى جدار قريب من الملعب . واخذ التلاميذ فيما بعد فى تطوير اللعبة الجديدة باستخدام كرة صغيرة تختلف عن كرة التنس وسريعة ، يمكن ضربها باليد بسهولة ، ثم بدأ الذين يمارسون اللعبة الجديدة فى استخدام المضارب الخشبية القريبة الشبه لمضارب التنس وتدريجيا انتشرت اللعبة فى أوساط الانجليز ودخلت المدارس ومنازل علية القوم لتسلية الضيوف وتم تكليف لجنة من الاتحاد الانجليزى للتنس بوضع قواعد الاسكواش وذلك عام 1922 وشهدت اللعبة اقبالا كبيرا خاصة فى معسكرات الجيش والمطارات العسكرية ولاسيما ابان الحرب العالمية الثانية ، فحجم الملعب صغير ( طوله 75 ،9 متر وعرضه 40 ، 6 متر ) وهو عبارة عن بناء شبيه بالحجرة المغلقة .وتأسس اول اتحاد للاسكواش عام 1937 وشأن العديد من اللعبات الانجليزية الاصل نقل الانجليز الاسكواش الى مستعمراتهم فى الهند وجنوب أفريقيا واستراليا ومصر وذلك فى العشرينات من القرن العشرين . وفى عام 1967 تأسس الاتحاد الدولى للاسكواش ، وشارك فى تأسيسه 7 دول وهى بريطانيا واستراليا والهند والجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا ) وباكستان ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا. لمزيد من مقالات حسن المستكاوى