أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى عن تقديره للعلاقات الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عقود. مؤكدا تثمين مصر للمساعدات التى تقدمها الولاياتالمتحدة والتى ساهمت فى تحقيق المصالح المشتركة للبلدين. جاء ذلك خلال استقباله أمس رئيس مجلس النواب الأمريكى بول رايان على رأس وفد من أعضاء المجلس، بحضور الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، وسامح شكرى وزير الخارجية، وسفير الولاياتالمتحدة بالقاهرة ستيفن بيكروفت. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسى نوه بالتزام مصر بشراكتها الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة وحرصها على تنميتها وتعزيزها فى مختلف المجالات. وأكد ترحيبها بالتواصل والحوار المستمر مع الولاياتالمتحدة وتبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، أخذا فى الاعتبار دقة الظروف التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وما تواجهه من خطر الإرهاب ومحاولات نشر الفكر المتطرف. وأضاف المتحدث الرسمى أن رئيس مجلس النواب الأمريكى أكد اعتزاز الولاياتالمتحدة بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر وحرصها على تنميتها وتطويرها، والوقوف بجانبها لمواجهة مختلف التحديات. ونوه رايان بأن زيارته إلى مصر تأتى فى إطار أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه مهام منصبه، وهو الأمر الذى يؤكد الاهتمام الذى يوليه مجلس النواب الأمريكى لمنطقة الشرق الأوسط، وحرصه على تعزيز العلاقات الممتدة والمتميزة مع مصر. وأشار إلى اتفاق الجانب الأمريكى مع مصر بشأن أهمية دفع هذه العلاقات قدماً فى المرحلة الراهنة لمواجهة التحديات غير المسبوقة التى تشهدها المنطقة والتى تؤثر على المصالح المشتركة للبلدين. وأشاد رايان بالجهود التى تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب والتطرف، مؤكداً كونها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسى استعرض مجمل التطورات التى شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، منوهاً بنجاحها فى إنجاز استحقاقات خارطة المستقبل التى اكتملت بانتخاب مجلس النواب المصرى فى انتخابات حرة مشهود لها بالنزاهة والشفافية على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية. وأوضح الرئيس أن مجلس النواب المصرى يضم نسبة غير مسبوقة من الشباب والمرأة، فضلاً عن تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة والمصريين المقيمين فى الخارج، إعمالاً لنصوص الدستور فى هذا الشأن. وأشار إلى أن الديمقراطية عملية ممتدة ومستمرة ولا يمكن تحقيقها بين عشية وضحاها، منوها بخبرات مختلف دول العالم فى هذا الصدد. وأكد الرئيس حرصه على تحقيق التوازن بين الأمن والاستقرار والحقوق والحريات، منوها فى هذا الصدد بأهمية تهيئة المناخ المناسب للاستثمار والسياحة، والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين فى مصر، وكذلك للوفاء بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية بوصفها جزءاً لا يتجزأ من حقوق الإنسان، جنباً إلى جنب الحريات السياسية والمدنية التى يتم العمل على ازدهارها فى إطار رؤية شاملة لحقوق الإنسان. وفى هذا الصدد، أشاد أعضاء وفد مجلس النواب الأمريكى بالخطوات التى تتخذها مصر على صعيد عملية التحول الديمقراطي، متمنين لها كل النجاح والتوفيق. وذكر المتحدث الرسمى أن الرئيس نوه بأهمية منح مكافحة الإرهاب أولوية متقدمة على الصعيد الدولي، أخذاً فى الاعتبار خطورة تنامى تلك الظاهرة على المجتمع الدولى بأسره، وكذا لتشعب آثارها ليس فقط على الصعيدين الأمنى والسياسي، ولكن لعرقلتها جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية، و تهديدها مفهوم الدولة الوطنية ذاته. وأكد الرئيس السيسى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الفكرية والدينية لمواجهة انتشار الفكر المتطرف ودحضه، وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله وقيمه السامية التى تحض على الرحمة والتسامح والتعاون وقبول الآخر. وأشار أعضاء وفد مجلس النواب الأمريكى إلى جهودهم المبذولة لإقناع الشعب الأمريكى بأن فكر التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة لا يعبر عن الإسلام الصحيح بل يتنافى معه. كما تطرق اللقاء إلى الأزمات التى تواجه عدداً من دول المنطقة، حيث أكد الرئيس أهمية التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات تحافظ على المؤسسات الوطنية للدول وتحول دون انهيارها.