انتشرت الدردشة على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء برنامج "الماسنجر" على الفيسبوك أو "الواتس أب" بين الشباب والفتيات والرجال والنساء، ونشأ عن بعض تلك الدردشات مفاسد ووقعت فيها محظورات. اجتمع الفقهاء على أن الدردشة عبر هذه الوسائط إن كانت في صورة مجموعة مختلطة ذكورا وإناثا, لمجرد إحداث لقاء عبر الإنترنت, فإنه في نهاية الأمر اتصال مباشر وخاص بين ذكر وأنثى أجنبية عنه، فبوسع كل طرف أن يُفضى إلى الآخر بما يشاء من عبارات, لا يطلع عليها سواهما. وقال الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن هذه المحادثة تُعد بمنزلة الخُلوة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم, إذ قال: "لا يَخلون رجل بامرأة ليست منه بمحرم, فإن الشيطان ثالثهما", وقد بيّن الفقهاء أن الخلوة المحرّمة التي يترتب عليها المحظور, هي اجتماع رجل وامرأة في موضع بحيث يأمنان من اطلاع الغير عليهما، والمكان الذي يتم فيه الاتصال بالطرف الآخر, يمكن أن يتحقق للطرفين فيه الأمن من اطلاع الغير عليهما, سواء في ذلك سكان المكان أو عن طريق الإنترنت. وأضاف: إذا كانت المحادثة بين رجل وامرأة أجنبية عنه, الخلوة المحرمة والتي يكون الشيطان فيها هو ثالثهما, يُزيّن لهما ارتكاب المعصية، إذا تواعد الطرفان من خلال الشات على مواقعة المحظور. وأوضح الفقهاء الأزاهرة أن هذا الشات بين الذكر والأنثى الأجنبية هو من قبيل سد الذريعة إلى ارتكاب الفاحشة, وأدلة سد الذريعة إلى الفساد كثيرة, منها: ما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام", وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". وقد أشار الدكتور حامد أبو طالب، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى أن الدردشة على برنامج "الواتس أب" إذا كانت في أمور مباحة شرعا سواء علمية أو ثقافية أو شرعية بين الزملاء أو الأقارب أو المعارف فهي حلال شرعا أما إذا خرجت عن نطاق الكلام المباح كالنميمة أو كلام الغرام فهي تقع في دائرة الحرام ولا يجوز بأي حال من الأحوال التحدث في ذلك. والدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أكد أن استخدام وسائل التواصل الحديثة والمحادثات في أصلها مباح، ولكن بشروط وحدود، فالتحريم قد يعرض للشيء المباح ليس في ذاته، بل لما يكتنفه من أمور خارجية تغير الحكم فيه من الإباحة إلى الكراهة أو التحريم. بينما يرى الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال الدردشة على برنامج "الواتس أب" أو "التواصل الاجتماعي" بين ذكر وأنثى لأنه يقع في دائرة الحرام والمحرّمات. وأوضح أنه لا يجوز للزوجة أو الابنة التحدث مع أحد دون علم وليها لأنه يقع في دائرة الحرام والمحظور معللا ذلك بأننا ليست لدينا ثقافة علمية بل المُشاع بين الشباب اليوم الثقافة الجنسية، وهذه البرامج هي بمنزلة خلوة بين الشاب والفتاة لأنه لا يطلع عليها إلا هما وبالتالي يشوبها الحرام. رأي دار الإفتاء يُبّين أن المحادثات الإلكترونية بين الرجال والنساء في أصلها مباحة في حدود الضرورة، لما فيه من فتح أبواب العبث والشر، كما أنه يمثل مدخلًا من مداخل الشيطان وذريعة للفتنة والفساد. من الواضح أن التجارب المتكررة في عصرنا أثبتت أن هذا النوع من المحادثات التي تتم دون سبب مضيعة للوقت، واستهلاك دون فائدة، وباب من أبواب العبث والشر، كما أنه لا ينبغي للمرأة إرسال صورتها لمن لا تعرف صيانة لنفسها وحفظا لكرامتها وعرضها خاصة وقد كثرت الاستعمالات الفاسدة لهذه الصور من قبل المنحرفين وهى ثقافة مختلفة عما يأمر به الدين. من قلبي: إذا كان العلماء قد اجتمعوا على عدم جواز إقامة أي علاقات سواء كانت تعارفا أو غيره إلا بغرض المنفعة وتبادل المعرفة ولقضاء المصلحة فقط, وذلك من باب سد الذرائع والمفاسد.. لذا، لا يجوز إقامة علاقة خاصة بين الرجل والمرأة على برامج التواصل الاجتماعي مادام كل منهما غريبا عن الآخر.. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم!!! [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن