الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا.. اعرف الشروط والتخصصات    وزير التعليم يتفقد مدارس الحوامدية: تقديم كافة سبل الدعم للمعلمين والطلاب    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة أسيوط جميع الصفوف    غدا آخر موعد للتقديم.. وظائف شاغرة في جامعة أسيوط    وصلت ل120 جنيها للكيلو.. استياء بين أهالي الإسكندرية بسبب ارتفاع أسعار الدواجن: مش هانشتري لحد ما تنزل    الثلاثاء 13 مايو 2025.. أسعار الذهب تعاود الارتفاع 30 جنيها وعيار 21 يسجل 4610 جنيهات    مدبولي يفتتح توسعات شركة هيات إيجيبت للمنتجات الصحية بالسخنة باستثمارات 60 مليون دولار    البنك الأهلي يوقع بروتوكول مع مجموعة أبوغالى لتوريد وتسليم سيارات "جيلي" بمصر    البترول: فتح باب استقبال مستندات أصحاب شكاوى طلمبة البنزين لصرف التعويض    فاروق يبحث مع معهد سيام باري تعزيز التعاون في مجال البحث العلمي الزراعي    متوسط التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات على خطوط السكة الحديد    الأونروا: سكان غزة يواجهون خطرا شديدا من المجاعة بعد 19 شهرا من الصراع    وزير إسرائيلي: نرفض إقامة دولة فلسطينية ونتخذ قراراتنا بأنفسنا    كييف تعلن إسقاط 10 طائرات مسيرة روسية خلال الليل    عبد العاطي ونظيره التركي يناقشان التطورات في غزة وليبيا    خوسيه ريفيرو يقترب من الأهلي.. بداية حقبة جديدة بعد رحيل كولر| شاهد    رئيس الاتحاد البرازيلي: تلقيت تعليقات من اللاعبين بشأن أنشيلوتي    اليوم.. الأهلي يواجه الزمالك في أولى مباريات نصف نهائي دوري سوبر السلة    الأهلي يواجه المقاولون العرب اليوم في بطولة الجمهورية مواليد 2008    تحرير 588 قضية ضد مخابز مخالفة بالقاهرة    مصرع شخصين وإصابة 6 آخرين في انقلاب سيارة جنوب البحر الأحمر    «الداخلية»: مصرع 3 عناصر شديدة الخطورة خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في قنا وأسوان    الداخلية: ضبط 546 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    تبدأ غدا.. جداول امتحانات الشهادتين الابتدائية والإعدادية بالأزهر    منتج وداعاً جوليا.. تعيين فيصل بالطيور رئيسًا ل «البحر الأحمر السينمائي»    بعد إقرار قانون الفتوى.. دار الإفتاء تطلق برنامجًا تدريبيًا للصحفيين لتعزيز التغطية المهنية للقضايا الدينية والإفتائية    بالفيديو.. الأعلى للآثار يكشف تفاصيل تسلم مصر 25 قطعة أثرية نادرة من نيويورك    قريبًا.. كريم محمود عبد العزيز يروج لمسلسله الجديد "مملكة الحرير"    صحة المنوفية تتابع سير العمل بمستشفى بركة السبع المركزي    الصحة: إنقاذ سائحين من روسيا والسعودية بتدخلات قلبية دقيقة في مستشفى العجوزة    ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء بالأسواق (موقع رسمي)    وزير الري يتابع موقف الأنشطة التدريبية الإقليمية بالمركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA)    ترامب يصل السعودية.. الرئيس الأمريكي يضبط ساعته على توقيت الخليج    الآثار: حصن بابليون محطة رئيسية في المسار السياحي للزائرين    داعية إسلامي: احموا أولادكم من التحرش بالأخذ بالأسباب والطمأنينة في التوكل على الله    هل يحق للزوجة طلب زوجها "الناشز" في بيت الطاعة؟.. محامية توضح الحالات والشروط    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة سيراميكا في الدوري    مدير عمل بني سويف يسلم عقود توظيف لشباب في مجال الزراعة بالأردن    بعد ساعات من وفاته.. شريف ليلة يتصدر تريند "جوجل"    إرشادات دقيقة لأداء مناسك الحج والعمرة كما فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم    صبحي خليل يكشف أسباب تألقه في أدوار الشر وممثله المفضل ورسالة محمد رمضان له    عاجل- الأمم المتحدة تحذر من أزمة غذائية وصحية حادة في غزة    وزارة الصحة تحذر: تغيرات في سلوك الطفل قد تشير إلى اضطرابات نفسية    حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح    عيد ظهور العذراء مريم في فاتيما.. ذكرى روحية خالدة    كان يتلقى علاجه.. استشهاد الصحفي حسن إصليح في قصف الاحتلال لمستشفى ناصر ب خان يونس    بيان هام من محامية بوسي شلبي بشأن اتهامات خوض الأعراض: إنذار قانوني    حبس عصابة «حمادة وتوتو» بالسيدة زينب    غيابات مؤثرة بصفوف الأهلي أمام سيراميكا كليوباترا في الدوري المصري    مستشفى سوهاج العام يوفر أحدث المناظير لعلاج حصوات المسالك البولية للأطفال    6 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين شمالي قطاع غزة    انفجار أسطوانة غاز السبب.. تفاصيل إصابة أم وطفليها في حريق منزل بكرداسة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    اليوم| محاكمة 73 متهمًا في قضية خلية اللجان النوعية بالتجمع    يلا كورة يكشف.. التفاصيل المالية في عقد ريفيرو مع الأهلي    منتخب مصر للباراسيكل يكتسح بطولة إفريقيا لمضمار الدراجات ويحصد 29 ميدالية.    جامعة القاهرة تحتفل بيوم المرأة العالمي في الرياضيات وتطلق شبكة المرأة العربية- (صور)    طفل ينهي حياته داخل منزله بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علامة بارزة فى تاريخ مصر والعالم
نشر في الأهرام اليومي يوم 25 - 03 - 2016

على ‬مدى ‬مشوار ‬صحفى ‬طويل ‬وشاق ‬واصلت ‬اهتمامى ‬بالدكتور ‬بطرس ‬غالى ‬الذى ‬ظل ‬حتى ‬آخر ‬لحظة ‬فى ‬حياته ‬خلف ‬بريق ‬المناصب ‬مثالا ‬استثنائيا ‬لزهد ‬العلماء ‬وتواضع ‬فقهاء ‬القانون ‬الدولى ‬وبساطة ‬أهل ‬القمة ‬والتعامل ‬الأنيق ‬الراقى ‬لأرستقراطية ‬ذهبت ‬مع ‬الريح.
كان ‬دائما ‬بالنسبة ‬لى ‬بوصلتى ‬فى ‬عالم ‬الصحافة ‬والبحث ‬عن ‬حقائق ‬التبست ‬أمرها... ‬فى ‬بداية ‬مشواره ‬كانت ‬بذرة ‬أحلامه ‬النبيلة ‬ومثاليته ‬جعلت ‬كل ‬طموحه ‬ينصب ‬إلى ‬أن ‬يعمل ‬مدرسا ‬برغم ‬أن ‬عائلته ‬امتلكت ‬فى ‬يوم ‬ما ‬2000 ‬فدان ‬وكان ‬جده ‬بطرس ‬غالى ‬رئيسا ‬لوزراء ‬مصر ‬وعمه ‬واصف ‬غالى ‬وزير ا‬لخارجية ‬مصر ‬ثلاث ‬مرات!‬ فى ‬رحيله ‬وصفته ‬الصحافة ‬الفرنسية ‬بأنه ‬مصري، ‬عربي، ‬إفريقي، ‬فرانكوفونى ‬وأنه ‬سليل ‬البورجوازية ‬القبطية ‬المصرية ‬وأن ‬جده ‬بطرس ‬باشا ‬غالى ‬تقلد ‬منصب ‬رئيس ‬الوزراء ‬تحت ‬الاحتلال ‬البريطانى ‬وتم ‬اغتياله ‬عام ‬1910 ‬على ‬يد ‬متطرف، ‬وقالت ‬إن ‬الدكتور ‬بطرس ‬الحفيد ‬كان ‬من ‬الممكن ‬أن ‬يتعرض ‬لنفس ‬القدر ‬خلال ‬زيارة ‬الرئيس ‬السادات ‬للقدس ‬عام ‬1977، ‬وأشارت ‬إلى ‬إن ‬غالى ‬هو ‬الذى ‬كتب ‬الخطاب ‬التاريخى ‬للسادات ‬فى ‬‮«‬الكنيست‮»‬ ‬واشترك ‬اشتراكا ‬وثيقا ‬فى ‬كتابة ‬اتفاقيات ‬كامب ‬ديفيد ‬مع ‬نظيره ‬موشى ‬ديان ‬واستمر ‬بعد ‬اغتيال ‬الرئيس ‬السادات ‬حتى ‬عام ‬1991 ‬وزيرا ‬للدولة ‬للشئون الخارجية فى ‬عهد ‬مبارك ‬إلى ‬أن ‬تولى ‬الأمم ‬المتحدة ‬فى ‬أول ‬يناير ‬1992 ‬عقب ‬الحرب ‬الباردة، ‬وأبرز ‬الإعلام ‬الفرنسى ‬أن ‬الفشل ‬العسكرى ‬لعملية ‬‮«‬إعادة ‬الأمل‮»‬ ‬Restore Hope ‬ومذابح ‬رواندا ‬أثرت ‬فى ‬تدهور ‬علاقاته ‬مع ‬الولايات ‬المتحدة ‬وأن ‬غالى ‬ظل ‬يمارس ‬دوره ‬كدبلوماسى ‬وإدارى ‬وجسد ‬استقلال ‬الأمم ‬المتحدة ‬تجاه ‬القوى ‬العظمى ‬حتى ‬إن ‬سفير ‬فرنسا ‬الأسبق ‬فى ‬كل ‬من ‬الأمم ‬المتحدة ‬بنيويورك ‬وفى ‬مصر ‬‮«‬دى ‬جاميه‮»‬ ‬ ‬والذى ‬حضر ‬خصيصا ‬لتقديم ‬العزاء ‬فى ‬رحيل ‬بطرس ‬وتشييع ‬جنازته ‬قال ‬إن ‬الدبلوماسى ‬الدولى ‬كان ‬مثالا ‬بارعا ‬لما ‬يجب ‬أن ‬تكون ‬عليه ‬المنظمة ‬الدولية.‬

كما ‬ألقت ‬جريدة ‬‮«لوموند»‬ ‬الضوء ‬على ‬موقفه ‬إزاء ‬البوسنة ‬عام ‬1995 ‬وموقفه ‬من ‬الصراعات ‬فى ‬رواندا ‬عام ‬94 ‬والتى ‬سوف ‬تكون ‬محل ‬بحث ‬جدلى ‬طويل ‬ومادة ‬مهمة ‬للأكاديميين ‬وخبراء ‬السياسة ‬الدولية ‬فى ‬المستقبل ‬القريب، ‬وتناولت ‬‮«لوموند»‬ ‬كيف ‬أن ‬بطرس ‬غالى ‬قد ‬ظلم ‬من ‬قبل ‬الولايات ‬المتحدة ‬إزاء ‬تجديد ‬مدته ‬كأمين ‬عام ‬للأمم ‬المتحدة ‬لأنه ‬انتقد ‬مذابح ‬‮«‬قنا‮»‬ ‬والتدخل ‬الإسرائيلى ‬جنوب ‬لبنان ‬وأنه ‬لم ‬ينس ‬لبطرس ‬غالى ‬إطلاقه ‬عدة ‬مؤتمرات ‬دولية ‬مهمة ‬مثل ‬مؤتمر ‬السكان ‬بالقاهرة ‬ومؤتمر ‬المرأة ‬ببكين ‬ومؤتمر ‬البيئة ‬‮«‬بريو‮»‬ ‬تلك ‬المؤتمرات ‬التى ‬فتحت ‬الطريق ‬لأجندة ‬الألفية ‬وللمؤتمرات ‬حول ‬المناخ.
بالنسبة ‬لى ‬كان ‬الدكتور ‬غالى ‬دائما ‬علامة ‬مضيئة ‬فى ‬مشوارنا ‬الصحفى ‬وعكست ‬جنازته ‬بالكنيسة ‬‮«‬البطرسية‮»‬ ‬التى ‬أسسها ‬أجداده ‬كيف ‬كان ‬الدكتور ‬بطرس ‬غالي، ‬غاليا ‬على ‬كل ‬من ‬اقترب ‬منه ‬من ‬تلاميذه ‬من ‬الأكاديميين ‬والدبلوماسيين ‬والإعلاميين ‬الذين ‬كانوا ‬محل ‬اهتمامه ‬لأنه ‬كان ‬يدرك ‬تماما ‬ارتباط ‬الدبلوماسية ‬والسياسة ‬بالصحافة ‬والإعلام... ‬ألم ‬يؤسس ‬هو ‬نفسه ‬‮ «السياسة ‬الدولية‮»‬‬ و«الأهرام الاقتصادي» ‬أهم ‬إصدارات ‬الأهرام؟ ‬ألم ‬يرافقه ‬الصحفيون ‬فى ‬كل ‬جولاته ‬وصولاته؟ ‬انتصاراته ‬وأمجاده.. ‬وأحيانا ‬إخفاقاته...‬ لقد ‬اقتربت ‬من ‬الدكتور ‬غالى ‬منذ ‬أن ‬عينت ‬بالأهرام ‬وانصهرت ‬فى ‬متابعة ‬نشاطه ‬حيث ‬تولى ‬مسئوليات ‬وزير ‬الدولة ‬للشئون ‬الخارجية ‬من ‬عام ‬1977 ‬إلى‬1991 ‬وسخر ‬للمحررين ‬الدبلوماسيين ‬بالخارجية ‬كل ‬التسهيلات ‬للوصول ‬إلى ‬الخبر ‬والحديث ‬والتحقيق ‬الخارجى ‬وتقنيات ‬التحليل ‬واهتم ‬بهم ‬فى ‬رحلاته ‬المكوكية ‬إلى ‬إفريقيا ‬ومشاركتهم ‬فى ‬كل ‬نشاطه ‬الدبلوماسى ‬والاجتماعى ‬ليقدمهم إلى ‬السياسيين ‬والمفكرين ...‬وبمكتبه ‬بوزارة ‬الخارجية ‬وبمدينة ‬‮«‬فيتيل‮»‬ ‬الفرنسية ‬وما ‬بين ‬الرباط ‬وكازابلانكا ‬ونادى ‬جولف ‬‮«‬السخيرات‮»‬‬ بالمغرب ‬وفى ‬جاكارتا ‬وباندونج، ‬ولم ‬أنس ‬أداءه ‬كسكرتير ‬عام ‬للأمم ‬المتحدة ‬خلال ‬مؤتمر عدم الانحياز ‬بجاكارتا عام 1992 ‬كان ‬يجتاز ‬المسافات ‬بين ‬قاعات ‬المؤتمر ‬فى ‬سيارة ‬جولف ‬بيضاء، ‬ولم ‬أنس ‬دخوله ‬فى ‬بهو ‬هيلتون ‬الرباط ‬مع ‬الدكتور ‬أسامة ‬الباز ‬وراء ‬الرئيس ‬السادات ‬وكان ‬الاثنان ‬فى ‬شرخ ‬الشباب... ‬يتابعان ‬ويحركان ‬آليات ‬العمل ‬السياسى ‬والدبلوماسى ‬ما ‬بعد ‬اتفاقيات ‬كامب ‬ديفيد ‬حتى ‬لا ‬تخرج ‬مصر ‬من ‬معسكرها ‬العربى ‬وجيويوليتيكية ‬المنطقة!
‬ وفى ‬ندوات ‬الأهرام ‬كنت ‬أستمع ‬للأحاديث ‬الثنائية ‬التى ‬كانت ‬تدور ‬على ‬الهامش ‬بين ‬العبقريين ‬بطرس ‬غالى ‬والأستاذ ‬هيكل الذين انجبتهما ‬الكنانة ‬وكلفتهما ‬بكل ‬مزايا ‬ومقومات ‬الزمن ‬الجميل‬ وفى ‬القمم ‬الإفريقية ‬كنت ‬أتابع نشاطه والدكتور ‬غالى ‬الذى ‬كان ‬يرأس ‬فريق ‬عمل ‬دبلوماسى ‬متفرد ‬أذكر ‬منهم ‬السفراء ‬أحمد ‬صدقى ‬رحمه ‬الله ‬وأطال ‬عمر ‬على ‬ماهر، ‬وإبراهيم ‬حسن ‬وسعد ‬الفرارجى ‬ومجدى ‬حفنى ‬والدكتور ‬محمد ‬حجازى ‬والسفير ‬مخلص ‬قطب ‬وفريد ‬منيب ‬ومحمد ‬الزرقاني ‬ناهيك ‬عن ‬تلميذة ‬الدكتور ‬بطرس ‬غالى ‬مستشارة ‬الأمن ‬القومى ‬الحالية ‬فايزة ‬أبو ‬النجا ‬التى ‬عرفناها ‬دائما ‬إنسانة ‬منضبطة ‬تتمتع ‬بقدرة ‬جبارة ‬على ‬العمل ‬والأدب ‬الجم ‬والابتسامة ‬المميزة ‬والتكيف ‬والمواءمة ‬مع ‬الأحداث.. ‬وجميعهم ‬تشربوا ‬من ‬مدرسة ‬الدكتور ‬غالى ‬وكان ‬مكتب ‬الدكتور ‬غالى ‬فى ‬الوزارة ‬أشبه ‬بوزارة ‬إعلام ‬تصدر ‬البيانات ‬الدقيقة ‬وتقوم ‬بتوجيه ‬الدور ‬الإعلامى ‬لوزارة ‬الخارجية ‬ونقل ‬صورة ‬مصر ‬خارجيا ‬بحرفية ‬وذكاء، ‬ولم ‬أنس ‬فضل ‬الرجل ‬العظيم ‬والموضوعى ‬عندما ‬خصنى ‬بكتابة ‬مقدمة ‬لكتابى ‬أحمد ‬عبد ‬الغفار ‬ودوره ‬فى ‬السياسة ‬المصرية (1919 1953)
‬ودعته ‬مرتين ‬قبل ‬الرحيل ‬مرة ‬بعد ‬ظهر ‬يوم ‬الثلاثاء ‬12 ‬يناير ‬بمنزله ‬ليحدد ‬لى ‬ميعاداً ‬لإجراء ‬حديث ‬صحفى ‬بالمجلس ‬القومى ‬لحقوق ‬الإنسان ‬والذى ‬أعطاه ‬عصارة ‬فكره ‬كأول ‬رئيس ‬له ‬على ‬مدى ‬ثلاث دورات ‬ثم ‬كرئيس ‬شرفي.. ‬وللأسف ‬لم ‬يتم.. ‬لأسباب ‬خارجة ‬عن ‬إرادتى ‬وإرادته.. ‬وأشار ‬لى ‬خلال ‬هذه ‬المقابلة ‬التى ‬زادت ‬من ‬اعجابى ‬به ‬لحسن ‬استقباله ‬ ‬برغم ‬تراجع ‬صحته ‬وزهده ‬من ‬الحياة ‬التى ‬كان ‬يتحمل ‬أعباءها ‬بكل ‬شجاعة ‬وإصرار ‬ ‬ان ‬مصر ‬سوف ‬تتمتع ‬بالاستقرار ‬لمدة ‬الثلاث ‬سنوات ‬القادمة ‬وانما ‬لابد ‬من ‬معالجة ‬على ‬عجل ‬مشكلة ‬الانفجار ‬السكانى.
‬ ثم ‬قال ‬لى ‬لقد ‬تقدمت ‬فى ‬السن ‬كثيرا ‬واستمع ‬لإجاباتى ‬على ‬أسئلته ‬العديدة ‬التى ‬دارت ‬حول ‬أوضاع ‬الصحافة ‬المصرية ‬والأهرام ‬الذى ‬أحبه ‬برغم ‬الغياب ‬الطويل ‬عن ‬الدور ‬السادس ‬الذى ‬يحمل ‬على ‬جدرانه ‬العتيقة» ‬‮ لوحة‬برونزية» ‮‬تقديرا ‬لتأسيسه ‬السياسة ‬الدولية ‬والأهرام ‬الاقتصادى.
وليس ‬بغريب ‬أن ‬الأهرام ‬قد ‬أقام ‬للفقيد ‬حفل ‬تأبين ‬رائعا ‬فاق ‬جميع ‬التأبينات، ‬وضع ‬فيه ‬لمسات ‬محبيه ‬وتلاميذه.
‬ استمر ‬د.‬غالى ‬فى ‬العمل ‬والتفكير ‬إلى ‬آخر ‬يوم ‬من ‬حياته ‬حتى ‬إنه ‬لبى ‬دعوة ‬رئيس ‬وزراء ‬الصين ‬مع ‬شريكة ‬حياته «‬‮‬ليا» ‮‬خلال ‬زيارته ‬الرسمية ‬لمصر. ‬وقبيل ‬سفره ‬المرتقب ‬إلى ‬باريس ‬قمت ‬بزيارته ‬بمستشفى ‬السلام ‬بالمهندسين ‬مع ‬إحدى ‬تلميذاته ‬السفيرة ‬منحة ‬باخوم ‬لبضع ‬دقائق ‬حتى ‬لا ‬نثقل ‬عليه ‬وكانت ‬معنوياته ‬يوم ‬الأحد ‬الأخير ‬قبل ‬الرحيل ‬مرتفعة ‬وكان ‬يتمتع ‬بابتسامة ‬ملائكية ‬وهدوء ‬وسكينة ‬غريبة ‬وراحة ‬نفسية ‬عميقة ‬حتى ‬إن ‬وجهه ‬بدا ‬لى ‬وجه ‬شاب ‬صغير ‬وليس ‬شيخا ‬كبيرا.. ‬ربما ‬لأنه ‬نجح ‬فى ‬رحلته ‬الحياتية ‬وأن ‬ضميره ‬كان ‬مستريحا.. ‬كان ‬يستعد ‬لترافقه ‬الملائكة ‬إلى ‬السماء.. ‬وفى ‬الكنيسة ‬البطرسية ‬كان ‬القداس ‬مؤثرا ‬وبسيطا، ‬جمع ‬جميع ‬محبيه ‬المقربين ‬وتمنيت ‬أن ‬تدق ‬أجراس ‬جميع ‬كنائس ‬وكاتدرائيات ‬مصر ‬فى ‬لحظة ‬التوديع.. ‬وان ‬كانت ‬الجنازة ‬العسكرية ‬التى ‬تقدمها ‬الرئيس ‬السيسى ‬أدت ‬الواجب ‬لابن ‬النيل ‬حامل ‬قلادته.. ‬وقال ‬البابا ‬تواضروس ‬إن ‬أعماله ‬تحتاج ‬إلى ‬مجلدات ‬ومجلدات ‬ورحل ‬صانع ‬السلام، ‬ومخلص ‬الوطن.
‬وتحدث ‬عمرو ‬موسى ‬عنه ‬بحرفية ‬الدبلوماسى ‬المخضرم ‬ثم ‬عكست ‬كلمة «‬ايرينا ‬بوكوفا» ‮‬مدير ‬عام ‬اليونسكو ‬وممثلة ‬بان ‬كى ‬مون ‬الشخصية ‬احترام ‬المجتمع ‬الدولى ‬للدبلوماسى ‬العالمى ‬والمفكر ‬السياسى ‬البارز ‬وصاحب ‬الرسالة ‬الإنسانية.. ‬توقفت ‬عند ‬خطاب ‬السيدة «‬ميكائل ‬جان» ‬أمين ‬عام ‬منظمة ‬الفرانكوفونية ‬‮»‬فى ‬يوم ‬تكريم ‬مصر ‬لابنها ‬بطرس ‬غالى ‬فأقول ‬إنه ‬ابن ‬هذا ‬النيل ‬الذى ‬نجح ‬فى ‬أن ‬يصاحب ‬مسيرة ‬العالم ‬وأن ‬ينقل ‬مسيرة ‬وطنه ‬للدنيا ‬كلها ‬والسعى ‬من ‬أجل ‬تفاهم ‬وتقارب ‬الشعوب، ‬إن ‬السكرتير ‬العام ‬الثالث ‬لمنظمة ‬الفرانكوفونية ‬كان ‬صوتا ‬مؤثرا ‬من ‬أجل ‬إرساء ‬العدالة ‬وفتح ‬آفاق ‬جديدة ‬أمام ‬الفرانكوفونية مجالات هامة، ‬لقد ‬رسم ‬غالى ‬الأمل ‬أمام ‬الفرانكوفونية ‬وقام ‬بتعديد ‬مسالكها ‬وطرقها ‬نحو ‬العالمية ‬واستعادة ‬وضعها ‬وشكرا ‬لمصر ‬التى ‬أنجبت ‬هذا ‬الابن ‬البار.. ‬ومن ‬المؤكد ‬أن ‬الرئيس ‬جاك ‬شيراك ‬فى ‬تصورى ‬كان ‬قد ‬اختار ‬غالى ‬لرئاسة ‬هذه ‬المنظمة ‬الجادة ‬احتراما ‬وإجلالا ‬لثقافته ‬الفرنسية ‬الواسعة ‬والعميقة ‬واحتراما ‬لسياسى ‬من ‬الطراز ‬الثقيل ‬استطاع ‬أن ‬يضيف ‬الكثير ‬من ‬الحداثة ‬للفرانكوفونية ‬فى ‬دول ‬العالم ‬أجمع.
‬ لقد ‬تضاعفت ‬حواراتى ‬مع ‬الدكتور ‬غالى ‬فكنت ‬دائما ‬حريصة ‬على ‬أن ‬التقى ‬به ‬هو ‬وشريكة ‬حياته «‬‮‬ليا» ‮‬التى ‬كانت ‬تقدس ‬وتنظم ‬حياته ‬الإبداعية ‬بذكاء ‬وكثيرا ‬ما ‬كنت ‬أزورهم ‬بشقتهما ‬بالحى ‬السابع ‬بباريس ‬بنفس ‬الشارع ‬الذى ‬يقيم ‬فيه ‬الرئيس ‬شيراك ‬والذى ‬كان ‬ينتقل ‬سيرا ‬على ‬الاقدام ‬لزيارته ‬والذى ‬تقع ‬فيه ‬وزارة ‬الدفاع ‬الفرنسية.
‬وفى ‬مناسبة ‬إطفائه ‬الشمعة ‬التسعين ‬قال ‬لى ‬‮«‬أردت ‬أن ‬أكون ‬مدرسا ‬فقال ‬لى ‬والدى ‬عاوز ‬تشتغل ‬خوجة‮»‬ ‬وفى ‬حوار ‬آخر ‬أكد ‬لى ‬ان ‬افريقيا ‬مؤهلة ‬لمزيد ‬من ‬الصراعات ،‬ونهب ‬الثروات ‬مازال ‬مستمرا، ‬وقال ‬إن ‬ثورة ‬المعلومات ‬أهم ‬تحديات ‬القرن ‬الحالى ‬فى ‬ظل ‬القرية ‬الكونية، ‬وطالب ‬بإنشاء ‬منظمة ‬تتولى ‬توزيع ‬الكهرباء ‬بين ‬دول ‬حوض ‬النيل.
‬ وفى ‬حوار ‬ثالث ‬قال ‬لى ‬‮«‬إذا ‬تلاشى ‬التضامن ‬بين ‬الهلال ‬والصليب ‬سينهار ‬ركن ‬من ‬الدولة‮»‬ ‬وفى ‬حوار ‬آخر ‬قال ‬لى ‬‮«‬المنطقة ‬العربية ‬معنية ‬باستقرار ‬مصر ‬وان ‬زيارة ‬الرئيس ‬السادات ‬القدس ‬من ‬أهم ‬الأحداث ‬التى ‬عاصرتها‮»‬ ‬وان ‬سعد ‬زغلول ‬أهم ‬شخصية ‬فى ‬تاريخ ‬مصر ‬لأنه ‬نال ‬تأييد ‬الشعب. ‬وفى ‬حوارى ‬الأخير ‬قال ‬لى ‬‮«‬نعيش ‬مرحلة ‬اضمحلال ‬فى ‬العالم ‬العربي، ‬والأمم ‬المتحدة ‬فى ‬حاجة ‬إلى ‬التحديث ‬ودول ‬أمريكا ‬اللاتينية ‬انتظرت ‬عشرين ‬سنة ‬حتى ‬سادها ‬الاستقرار‮»‬ ‬وظلت ‬قضية ‬سد ‬النهضة ‬حتى ‬آخر ‬دقيقة ‬من ‬عمره ‬شاغله ‬الأكبر ‬ومشكلة ‬المياه ‬وهو ‬أول ‬من ‬تحدث ‬عن ‬حرب ‬المياه.
‬ فى ‬إطار ‬معلوماته ‬الموسوعية ‬التى ‬استوقفنى ‬انبهارى ‬بالعالم ‬والأستاذ ‬والدبلوماسى ‬والأديب ‬والإنسان ‬هو ‬ما ‬أباح ‬لى ‬به ‬‮«‬أن ‬هناك ‬دولا ‬افريقية ‬أخرى ‬تسعى ‬لبناء ‬سدود ‬جديدة ‬غير ‬سد ‬النهضة.
لقد ‬ترك ‬الدكتور ‬غالى ‬للمكتبة مؤلفات عديدة ‬خلاف ‬دراساته ‬ومقالاته ‬ومن ‬أهمها ‬فى ‬رأيى ‬‮«‬الطريق ‬إلى ‬القدس» ‬و «تسعون ‬عاما ‬من ‬الصراع ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط‮» ‬و «بيت ‬من ‬زجاج‮»‬‬ والتى ‬تكشف ‬نظرته ‬المتفردة ‬فى ‬الدبلوماسية ‬والسياسة ‬من ‬أهم ‬مقولاته ‬‮«‬السياسى ‬الشاطر ‬موظف ‬فاشل» ‬و«الأمن ‬قبل ‬حقوق ‬الإنسان‮»‬ ‬هناك ‬صعوبة ‬فى ‬نشر ‬ثقافة ‬حقوق ‬الإنسان ‬فى ‬مجتمع ‬تصل ‬أميته 40٪‬ ‬واتفاقية ‬كامب ‬ديفيد ‬علامة ‬فارقة ‬فى ‬تاريخ ‬الصراع ‬العربى ‬ ‬الإسرائيلي.. ‬هناك ‬قضايا ‬يصعب ‬حلها ‬سريعا ‬وتجارة ‬الرقيق ‬استمرت ‬200 ‬عام ‬و«الابارتايد» ‬استمر ‬50 ‬عاما ‬والتعذيب ‬فى ‬مصر ‬عمره ‬خمسمائة ‬عام.
‬ ولقد ‬تميز ‬بطرس ‬غالى ‬بخفة ‬ظل ‬نادرا ‬ما ‬يتحلى ‬بها ‬رجال ‬السياسة ‬فقال ‬‮«‬أفضل ‬وسيلة ‬للرجيم ‬هى ‬الدخول ‬فى ‬معركة ‬سياسية ‬مع ‬أمريكا‮»‬.‬ أحب ‬الأهرام ‬فأحبه ‬الأهراميون ‬والدليل ‬على ‬ذلك ‬اندهاش ‬سكرتيرته ‬الإنجليزية ‬ان ‬الدكتور ‬غالى ‬الأمين ‬العام ‬للأمم ‬المتحدة ‬لا ‬يهتم ‬إلا ‬بصحيفة ‬واحدة ‬هى ‬الأهرام.‬عندما ‬كانت ‬تقدم ‬له ‬الصحف ‬الأمريكية ‬والبريطانية ‬كان ‬يقول ‬لها ‬أين ‬الأهرام.
‬ لقد ‬ساهم ‬الدكتور ‬بطرس ‬غالى ‬فى ‬إثراء ‬ثقافتى، ‬حيث ‬كان ‬ضليعا ‬فى ‬شرح ‬أهمية ‬العلاقات ‬الفرنسية ‬ ‬المصرية و‬كان ‬يرى ‬أنه ‬برغم ‬الطابع ‬الاستعمارى ‬لحملة ‬بونابارت. ‬إلا ‬أنها ‬حملت ‬فى ‬ثناياها ‬الاشعاع ‬الفكرى ‬للثورة ‬الفرنسية ‬وتركت ‬بصماتها ‬على ‬الفقه ‬الدستورى ‬وعلى ‬أول ‬برلمان ‬مصرى ‬وعلى ‬حكم ‬محمد ‬على ‬وعلى ‬النضال ‬الوطنى ‬لجمال ‬الدين ‬الأفغانى ‬ومحمد ‬عبده. ‬وكان ‬يشدد ‬على ‬تأثير ‬تشريع ‬نابليون ‬على ‬القانون ‬المدنى ‬المصرى ‬وتأثير ‬مفكرى ‬الثورة ‬الفرنسية ‬على ‬الكتابات ‬الإصلاحية ‬للكواكبى ‬والارتباط ‬الوثيق ‬بين ‬الحركة ‬الوطنية ‬المصرية ‬والمجتمع ‬الفرنسى ‬وكيف ‬ان ‬الثورة ‬الفرنسية ‬أرست ‬الأسس ‬الحديثة ‬للديمقراطية ‬واللبنات ‬الأولى ‬لمبادئ ‬حقوق ‬الإنسان ‬وفجرت ‬الاختمار ‬الفكرى ‬والاجتماعى ‬فى ‬القرن ‬الثامن ‬عشر ‬على ‬ايدى ‬مفكرى ‬التنوير ‬والإرهاصات ‬الأولى ‬للتجديد ‬فى ‬الفكر ‬السياسى ‬المصرى ‬الحديث ‬حيث، ‬ان ‬محضر ‬تعيين ‬محمد ‬على ‬هو ‬أول ‬قرار ‬مكتوب ‬بأن ‬الأمة ‬هى ‬مصدر ‬السلطات ‬وهو ‬مبدأ ‬سبق ‬أن ‬أرسته ‬الشريعة ‬الإسلامية ‬فى ‬عزل ‬الولاة ،‬مبرزا ‬ان ‬نشأة ‬الفقه ‬الدستورى ‬فى ‬مصر ‬اعتمد ‬على ‬مزج ‬فكر ‬الثورة ‬الفرنسية ‬ومبادىء ‬الشريعة ‬الإسلامية ‬وكان ‬معجبا ‬بالإصلاحيين ‬المصريين ‬الذين ‬فتحوا ‬الحوار ‬بين ‬الحضارتين ‬المصرية ‬والفرنسية ‬واثروا ‬الحركة ‬الوطنية ‬المصرية ‬مثل ‬الطهطاوى ‬ومحمد ‬عبده ‬والكواكبى ‬ومصطفى ‬كامل.
‬ وتكمن ‬عظمة ‬الدكتور ‬بطرس ‬غالى ‬فى ‬مطالبته ‬بأهمية ‬إرساء ‬الديمقراطية ‬بين ‬الدول ‬والتى ‬تناولها ‬فى ‬خطاب ‬فى ‬31 ‬يناير ‬1992 ‬اثناء ‬قمة ‬رؤساء ‬دول ‬العالم ‬فاندفع ‬نحوه ‬بوش ‬الأب ‬قائلا، ‬ماذا ‬تقصد؟
فأجاب ‬الا ‬ينفذ ‬القرار ‬من ‬قبل ‬دولة ‬واحدة ‬ولكن ‬بعد ‬مناقشة ‬بين ‬مجموعة ‬من ‬الدول ‬لأن ‬السلطة ‬موزعة ‬وهذه ‬هى ‬الديمقراطية ‬بين ‬الدول!
‬ كان ‬يعشق ‬الريف ‬المصرى ‬ويحدثنى ‬عن ‬أماكن ‬ارتبط ‬بها ‬فى ‬طفولته ‬مثل ‬مسقط ‬رأس ‬العائلة ‬فى ‬‮«‬أمن ‬العروس‮»‬ ‬على ‬مقربة ‬من ‬بنى ‬سويف ‬و«كفر ‬عمار‮»‬ ‬عزبة ‬العائلة ‬وبرغم ‬أنه ‬كان ‬ينتمى ‬إلى ‬عائلة ‬تمتلك ‬نحو ‬ألفى ‬فدان ‬وألحق ‬بها ‬الأضرار ‬إلا ‬أنه ‬تعامل ‬مع ‬ثورة ‬1952 ‬بمرونة، ‬مرجحا ‬ذلك ‬انه ‬باحث ‬علمى ‬وأكاديمي، ‬كما ‬قال ‬لى إنه ‬كان ‬معجبا ‬بنيلسون ‬مانديلا ‬إعجابا ‬شديدا ‬وبالرئيس ‬ديجول ‬و«اديناور‮»‬ ‬مستشار ‬ألمانيا ‬الأسبق ‬وظل ‬حتى ‬آخر ‬لحظة ‬من ‬عمره ‬تشغله ‬قضيتان، ‬المياه ‬التى ‬تحتاج ‬كما ‬قال ‬لى ‬‮«‬إلى ‬دبلوماسى ‬محنك ‬يغوص ‬فى ‬وجدان ‬الأفارقة‮»‬ ‬وقضية ‬الانفجار ‬السكانى ‬الذى ‬يهدد ‬مستقبل ‬مصر.
.‬ وسوف ‬يظل ‬بطرس ‬غالى ‬علامة ‬بارزة ‬فى ‬تاريخ ‬مصر ‬المعاصر ‬تفتخر ‬به ‬الأجيال ‬القادمة ‬التى ‬سوف ‬تسترشد ‬بعلمه ‬النافع ‬وآرائه ‬النفاذة ‬للخروج ‬من ‬الظلمات ‬إلى ‬النور.‬ رحمه ‬الله ‬الرجل ‬النزيه العبقرى احد علامات ‬عصره ‬ووطنه ‬والدبلوماسية ‬العالمية.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.