كيف لنا أن نصدق أوروبا التى تزعم أنها تدافع عن الحريات وحقوق الإنسان فى بلادنا ويسعى برلمان دول الاتحاد إلى الزج بنفسه فى أدق شئوننا الداخلية باسم البحث عن حقيقة اغتيال الشاب الإيطالى «روجيني» فى القاهرة بينما تكتفى أوروبا بإدانات خجولة وصمت مريب إزاء ما يمارسه أردوغان من كتم لأصوات المعارضة التركية وإغلاق الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي؟ أين أوروبا التى تروج إلى أنها المدافع الأول عن الحريات فى العالم بينما يواصل أردوغان مصادرة الصحف وسجن واعتقال الصحفيين واتخاذ أبشع الوسائل عنفا وقسوة فى التعامل مع المحتجين ضد سياساته؟ هل أصاب أوروبا العمى وهى تتجاهل ما يجرى فى مناطق الأكراد جنوب شرقى تركيا من مجازر راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى فى الأشهر الأخيرة ضمن حملة تطهير عرقية شملت استبعاد وتطهير الآلاف من أفراد الشرطة وأجهزة الاستخبارات والقادة العسكريين؟ لماذا لم نسمع من أوروبا كلمة واحدة أو إجراء واحدا إزاء أردوغان الذى جعل من القمع والإقصاء والتشريد لكل معارضيه منهجا وسياسة معتمدة للدولة التركية ولكل أجهزتها بعيدا عن أى التزام بأبسط المعايير المتعلقة بالحريات العامة وحقوق الإنسان التى تصدع أوروبا رءوسنا بها كل يوم؟ لقد انكشف الغطاء تماما عن وجه أوروبا واتضح حجم نفاقها السياسى لهذا الدجال الديكتاتورى المسمى «أردوغان» لمجرد أن أوروبا بانتهازية مكشوفة ترغب فى عدم إغضابه مرحليا حتى يتمكن من وقف تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا عبر أراضيها مقابل بضعة مليارات من اليوروهات. وما بين نفاق أوروبا وانبطاح أردوغان فإن أوروبا لن تقبل انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبى رغم تنازلات أردوغان التى يريد أن يؤكد من خلالها أن تركيا شعب وإن كان يعتنق الإسلام لكنه ذو وجه أوروبى بدليل أن الدولة التركية القمعية وسلوكها العنيف ضد المعارضين هى ذاتها الدولة التى تحمى تظاهرات الشواذ «المثليين» فى شوارع وميادين أنقرة واسطنبول!. خير الكلام: إذا جاريت فى خلق دنيئا.. فأنت ومن تجاريه سواء !. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله