خلق ليكون مشروع شهيد ، وعاش سنواته الغضة وهو يحلم بأن يقابل ربه متطهرا ناسكا حارسا في سبيله مدافعا عن أرضه وكرامته في مواجهة عصابة الشر وفئة الضلال ، فكان له ما أراد ، الشهيد مجند محمد السعيد المحلاوي 21 عاما إبن قرية المواجد مركز المنزلة بمحافظة الدقهلية لقي ربه مرتقيا إلي جنات العلي إثر هجوم إرهابي استهدف معسكرا لقوات الجيش برفح ، وفي الأيام الأخيرة كتب علي صفحته: «اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك اللهم احفظ مصر .. لشهداء مصر أقول أنتم السابقون ونحن اللاحقون». إنه شاب عاشق للشهادة شرب التضحية وحب الوطن منذ نعومة أظافره من والده المعلم المربي ، تغني محمد منذ عدة أيام بملحمة يرددها الجنود فوق تراب سيناء الغالية .. «يا رايح علي صحراء سينا .. سلم علي جيشنا اللي حامينا، قول له إحنا معاك وحياتنا فداك.. ولا يغلي عليك أغلي ما فينا، تسلم وتعيش.. واقف سهران.. ترعانا وتحرس أراضينا». ومن بين تعليقاته الأخيرة كتب الشهيد محمد : اشتاقت روحي للكعبة المشرفة يارب ارزقني عمرة قريبا»،»صلوا علي خير البشر يا حبيبي يا رسول الله «، »صلوا عليه وسلموا تسليما . في قريته المواجد إختلطت الدموع بالزغاريد ، وإمتزج الحزن الشديد علي الشباب الصغير مع أفراح تزفه إلي الجنة ودعوات بأن يتقبله الله في ركاب الصالحين والنبيين . تجمع الأهالي من القرية والمناطق القريبة منها ، وإلتف شباب القرية في صفين يحملون صورة كبيرة للشهيد بينما تجمعت النساء قرب منزله لمساندة والدته في محنتها الكبيرة . وفي مسجد القرية خرج جثمان الشهيد ملفوفا بعلم مصر في جنازة عسكرية وشعبية شارك فيها قيادات عسكرية من الجيش الثاني الميداني ومحافظة الدقهلية ومركز مدينة المنزلة . ووقف الأهالي في انتظار وصول الجثمان، مرددين هتافات منددة بالإرهاب والجماعات المتطرفة، مطالبين بالقصاص للشهداء. وشهد الأهالي بخُلق الشهيد وأنه دمث الخلق طيب القلب، حسن التعامل ومحبوب بين أهالي قريته . وأكد جيرانه أن محمد حاصل علي بكالوريوس سياحة وفنادق من بورسعيد وكان يعتزم بعد إنهاء الجيش البحث عن فرصة عمل في مكاتب السفريات سواء في الداخل أو الخارج ، ووالده متوفي من سنوات وله شقيقان هما أحمد طالب في طب الأسنان ومحمود مدرس . أما مصطفي تفيد فيقول بحزن شديد : أغلي ماعندنا محمد شق طريقه إلي الجنة سلام تحية شرف فقد أعطي كل مايملك ويؤكد أحمد صلاح أن الشهيد محمد المحلاوي مات علشان كان بيحمينا كان ف عز البرد واقف ماسك سلاحه ومفتح عنيه علشان احنا ننام وندفي براحتنا ومحدش يهددنا ، عارفين محمد مات ازاي مات غدر مات هو و3 زمايله ميفرقوش عنه حاجه أبطال سابوا بيوتهم وأصحابهم والناس اللي بيحبوهم محمد ساب بيته وحياته وقال انا هروح احمي بلدي هروح انام فى خيمة فى الصحرا فى عز البرد هروح اسهر ف عز البرد علشان اخدم البلد هروح سينا احميها علشان دي أرضي وعرضي. انتا ما متش يامحمد انتا حي عند ربنا وحي في قلوبنا وانا بشهدلك انك كنت صاحب اخلاق طيبة وبجد يابختك ياشهيد يابختك نلت الشهادة وحقك جاي يامحمد بإذن الله جاي نام وارتاح يابطل نام وارتاح ياشهيد وربنا يصبر اهلك . ومن جانبه أكد حسام الدين إمام محافظ الدقهلية أنه سوف يستجيب لطلب شباب قرية المواجد وسيطلق إسم الشهيد محمد والذي اغتالته يد الإرهاب الغاشم في هجوم إرهابي علي إحدي المدارس تخليدا لذكراه.