انتخابات النواب 2025.. إقبال ملحوظ على لجان بني سويف للمشاركة في التصويت    جامعة قنا تشارك في ملتقى قادة الوعي لطلاب الجامعات    انطلاق قوافل التنمية الشاملة من المنيا لخدمة المزارعين والمربين    ارتفاع معدل التضخم في المدن المصرية إلى 12.5% خلال أكتوبر    موانئ أبوظبي: ندعم تطوير قطاع النقل المصري    استشهاد فلسطينيين في قصف طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي شرق خان يونس    1105 مستوطنين يقتحمون باحات الأقصى واعتقال 20 فلسطينيا من مدن الضفة الغربية    أحدهما طفل.. شهيدان في قصف الاحتلال شرق خان يونس بقطاع غزة    رضا عبد العال: بيزيرا "خد علقة موت" من لاعبي الأهلي.. ويجب استمرار عبدالرؤوف مع الزمالك    مدرب ليفربول: لا أحتاج لمواجهة مانشستر سيتي    مباريات مثيرة في كأس العالم للناشئين اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    تعليم الفيوم: انتخابات مجلس النواب تسير بسهولة ويُسر.. صور    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل تاجر الذهب أحمد المسلماني في رشيد إلى 16 ديسمبر المقبل    24 نوفمبر.. محاكمة أصحاب فيديو الفعل الفاضح أعلى المحور    تطورات الحالة الصحية للفنان محمد صبحي بعد تعرضه لوعكة صحية    الصحة تنفذ تدريبا مكثفا لتعزيز خدمات برنامج «الشباك الواحد» لمرضى الإدمان والفيروسات    بعد حجة جديدة.. إلغاء جلسة لمحاكمة نتنياهو في قضايا الفساد    تعزيز الشراكة الاستراتيجية تتصدر المباحثات المصرية الروسية اليوم بالقاهرة    اليوم.. أحمد الشرع يلتقي ترامب في البيت الأبيض    أسعار الذهب اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 في محال الصاغة    بعد ارتفاع الأوقية.. قفزة في أسعار الذهب محلياً خلال تعاملات الاثنين    نصر الله: الذكاء الاصطناعي التوليدي يفتح عصرًا جديدًا من الابتكار للشركات الناشئة في المنطقة    إطلاق منصات رقمية لتطوير مديرية الشباب والرياضة في دمياط    الزمالك عن إيقاف القيد بسبب فرجاني ساسي: متوقع وننتظر الإخطار الرسمي    «الله أعلم باللي جواه».. شوبير يعلق على رفض زيزو مصافحة نائب رئيس الزمالك    الاثنين 10 نوفمبر 2025.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب 20 مليار جنيه    انطلاق التصويت في أسوان وسط إقبال ملحوظ على لجان انتخابات مجلس النواب 2025    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    حالة الطقس .. البلاد على موعد مع انخفاض حاد فى حرارة الجو بعد 48 ساعة    اندلاع حرائق مفاجئة وغامضة بعدة منازل بقرية في كفر الشيخ | صور    «الداخلية»: تحرير 1248 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» ورفع 31 سيارة متروكة بالشوارع خلال 24 ساعة    التعليم: تغيير موعد امتحانات شهر نوفمبر في 13 محافظة بسبب انتخابات مجلس النواب    غرق سفينة صيد أمام شاطئ بورسعيد.. وإنقاذ اثنين وجار البحث عن آخرين    مواقيت الصلوات الخمس اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 في محافظة بورسعيد    مسرح وكتابة سيناريو.. ورش تدريبية لأطفال المحافظات الحدودية بمشروع «أهل مصر»    عائلات زكي رستم وشكوكو وسيد زيان يكشفون أسرارا جديدة عن حياة الراحلين (تفاصيل)    لماذا استعان محمد رمضان بكرفان في عزاء والده؟ اعرف التفاصيل .. فيديو وصور    أحمد إسماعيل: مشاركتي في افتتاح المتحف الكبير يعكس جزءًا أصيلاً من هوية مصر    كيف مرر الشيوخ الأمريكى تشريعاً لتمويل الحكومة؟.. 8 ديمقراطيين صوتوا لإنهاء الإغلاق    مجلس الوزراء يستعرض جهود الدولة للحد من أضرار التدخين وحماية الصحة العامة    رئيس الوزراء يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمدرسة اليابانية بالجيزة    «السادة الأفاضل» يتصدر الإيرادات السينمائية بأكثر من 3 ملايين جنيه    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    انطلاق أعمال التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025 بالمهندسين    الرئيس الأمريكي يصدر عفوا عن عشرات المتهمين بالتدخل في انتخابات 2020    «الصحة»: التحول الرقمي محور النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    «أنا مش بخاف ومش هسكت على الغلط».. رسائل نارية من مصطفى يونس بعد انتهاء إيقافه    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    «الثروة الحيوانية»: انتشار الحمى القلاعية شائعة ولا داعٍ للقلق (فيديو)    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير العمارة والطرق المصري د. فائق هويدي: غاب القانون فحضرت العشوائية!

حقيقة مؤلمة نعيشها جميعا منذ سنوات, هي انتشار العشوائيات وتغلغلها, حتي اختفت المعالم المميزة للعمارة التي كانت تتنوع بين الفرعونية والقبطية والإسلامية والمملوكية والخديوية وآخرها الفيلات التي ميزت مصر الجديدة منذ إنشائها علي يد البارون دي إمبان, لكن قبل نحو ثلاثين عاما بدأت العشوائية تزحف وتتوغلوتتغلغل حتيصارت تمثل50% من المساحة المعمورة بمصر, وهو ما نبه إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا, لكن كيف نعيد إلي العمارة المصرية طابعها المميز ؟.
................................................................
هذا السؤال توجهنا به إلي واحد من خبراء المعمار والطرق المصريين الذي حقق نجاحا في الحفاظ علي التراث المعماري في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية الشقيقة علي مدي أربعة عقود, نفذ خلالها مئات المشروعات تحت رعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة, وصف تلك المشروعات التي صممها بقوله كلهم أبنائي لأن المشروع عندما يبدأ بفكرة ثم يتم التنفيذ أشعر أنه أحد أبنائي فهم كثيرون ومن هذه المشروعات: فندق علي حدود سلطنة عمان, وبرج من60 طابقا بدبي, وسوق التعاون في الشارقة قطره100 متر وواجهته إسلامية, ومئات المساجد بالشارقة ذات الطابع التراثي وشبيهة بالمساجد الأثرية المصرية, حتي أن من يري مساجد الشارقة يدرك أن من صمم هذه المساجد هو مصري, ويكفي أن إمارة الشارقة بها أكثر من1000 مسجد, كما صممت الكثير من المباني الإدارية ومعظم المشروعات الحكومية في كل مدن إمارة الشارقة, وقصر الحاكم في مدينة دبا الحصن ومبني تليفزيون الشارقة حيث يصل ارتفاعه إلي70 مترا, ومباني الشرطة والمحاكم والدوائر الحكومية والتخطيط والمساحة والأشغال العامة و6 نواد بمدن الشارقة المختلفة, والدائرة الاقتصادية والمختبر الجنائي بالشارقة, وقمت بتصميم58 صالة رياضية أوليمبية, والصالة عبارة عن قسمينX8080 أي6400 متر والجزء الأمامي إداري وبه البنج بونج والمكتبة ثم جزء آخر عبارة عن حمام سباحة دولي وكله مكيف ثم الجزء الثاني به ملاعب رياضية حيث تهبط الأجهزة من أعلي مثل كرة الطائرة وكرة السلة والهاند بول وكرة اليد كما تنزل الشبكات والأجوال من السقف, هذا بالإضافة لمراكز للشباب وللطفولة وللمرأة ونواد للأسرة.
إنه الدكتور مهندس فائق هويدي أستاذ هندسة الطرق الأسبق بجامعة عين شمس, والذي تناولنا رؤيته وكيفية تنفيذها وتحليله للعشوائية بمصر ومواجهتها.
في البداية رصد الوضع بمختلف ملامحه قائلا: أصبح المعمار العشوائي في مصر سمة ملحوظة, وحتي عام1980 كان المهندس الذي لا يلتزم بالقواعد تسحب منه رخصته فورا وأتذكر جيدا أن هناك عمارة سكنية خرجت عن المساحة المرخصة لها10 سم فقط عن الشارع, فقام السكان برفع قضية مما استدعي قيام الحي بإيقاف البناء وإزالة ما تم بناؤه, إلي أن حدث في السبعينيات أنه تم هدم عمارة سكنية في شارع طلعت حرب بوسط البلد وتم بناء مول تجاري يتعدي ارتفاعه وبروزه جميع العمارات بالشارع, ومن وقتها غاب القانون الذي أصبح ينص علي تسديد الغرامة المالية دون أي إزالة, وهكذا انتشر المعمار العشوائي, وحاليا تم هدم غالبية فيلات مصر الجديدة.
وأتذكر أنني اشتريت فيلابناها مهندس إيطالي عام1926 وقد اشتريتها من مدير مكتب الرئيس الأسبق محمد نجيب الذي اشتراها بدوره بمبلغ6000 جنيه من يهودي, وقد أعطاني قرار هدم الفيلا مع عقد البيع, لكنني رفضت هدم هذا البناء التاريخي واحتفظت بهذا المبني كمقر لعملي في الوقت الذي تم فيه هدم غالبية فيلات مصر الجديدة.
قرارات الجنزوري
ويضيف د/ فائق هويدي أن الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء الأسبق كان قد أصدر ثلاثة قرارات مرتبطة بالبناء المعماري أولها منع البناء علي الأراضي الزراعية وعقوبتها جنائية, ومنع هدم الفيلات, وثبات سعر الدولار, ولكن كل ذلك تحول للعكس حيث تم- وبضراوة- البناء علي الأراضي الزراعية وتم هدم كل فيلات مصر الجديدة وتم إلغاء هذه القرارات والسماح بهدم الفيلات التي مر علي بنائها40 عاما.
ولكن أين القانون في الحفاظ علي تراثنا مثل كل الدول العربية والإسلامية؟
إن التدخل التشريعي مهم جدا, كما أن القوة من القانون الذي هو غائب وأتذكر أن رجل الأعمال الراحل محمد نصير حينما فكر في إنشاء مبني سوق المال في المقطم ثارت الدنيا بحجة أن هذا المبني سيغطي علي القلعة, وتعاطفت الدولة واستجابت لتلك الثورة وتم وقف إنشاء مبني سوق المال, كما أنه في السبعينيات قام أحد المقاولين بشراء قصر أحمد بك شوقي لهدمه وبناء برج سكني وكان يقطن في العمارة المجاورة الكاتب الصحفي الراحل صلاح جلال رئيس تحرير مجلة الشباب الأسبق بالأهرام الذي اكتشف أن هدم القصر وبناء البرج سوف يحرمه من مشاهدة النيل فقام بتقديم عدة شكاوي للآثار وتدخلت الدولة وأعادت المبلغ للمقاول وبقيت هيبة وقوة الدولة والقانون.
وفي دول الخليج وجميع دول العالم يحافظون علي تراثهم المعماري حتي لو كان جرسا منذ80 عاما لأنها ثروة لا تقدر بمال, كما أن إيران ما تزال محافظة علي مخصصات شاه إيران لأنها ثروة تاريخية وليست مباني أثرية منذ مئات السنين, كالتي نقوم بالتخلص منها وهدمها وإهمالها مثلما يحدث في مصر فقصر الملك فاروق بشبرا الخيمة يبكي الإنسان عندما يراه وهذا ما حدث معي حيث رأيت دفاية أبنوس منقوشا عليها رسومات محطمة وملقاة علي الأرض, وأيضا قصر محمد علي( ولي العهد) من يراه يشعر بالحسرة علي تاريخنا!!!!!.
فالقوانين تتغير حسب الأهواء الخاصة فمن سمح بهدم الفيلات بعد قرارات د الجنزوري سوف يحاسبه الله.
العمارة الاسلامية
ما هي المدرسة المعمارية التي تنتمي إليها... وما أهم مشروعاتك التي ساهمت بها في الدول العربية ودول الخليج؟
أنتمي للعمارة الإسلامية أشعر بها أكثر ليس في مصر للأسف بل في الدول العربية خاصة الخليج, فعلي الجانب الآخر نجد أنفسنا في بلاد تعطينا الفرصة في أن نحافظ علي تراثها التاريخي لأننا نجد المسئول المهتم بالحضارة والعمارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي حيثبدأت علاقتي بالعمارة الإسلامية بالإمارات العربية المتحدة بعد تأسيس الإتحاد في ديسمبر1971 حيث كان لي زميل دراسة إماراتي تم تعيينه كوزير للإسكان عام1972 وطلب مني أن أؤسس له هيكل الوزارة فبدأت في إرسال مهندسين من تخصص تخطيط ومدني وعمارة, ثم تطورت العلاقة حيث انتقلت لإمارة الشارقة حيث توطدت العلاقة القوية والمتميزة بيني وبين صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة, وهذا الرجل لم أر شخصية مثله أبدا لأنه من الشخصيات التي لديها انتماء عروبي إسلامي شديد, وبالتالي أصبحت الشارقة عام2014 عاصمة الثقافة العربية لما تميزت به من ثقافة وتراث, فهي إمارة الثقافة والفكر والنهضة الحضارية والمعمارية حيث تتخذ أهميتها الراهنة من دورها الريادي في المنطقة علي صعيد رعاية الفنون وتكريس قيم الثقافة الأصيلة ومن قدرتها علي صياغة هوية حضارية تجمع بين جذورها الإسلامية وإرثها التاريخي وبين المعاصره والانفتاح علي الثقافة الإنسانية المتعددة, ويقترن اسم الشارقة في ميادين الفكر والمعرفة باسم حاكمها وراعيها الشيخ سلطان القاسمي الذي كرس حياته وجهوده لإغناء الحياة الثقافية والمعرفية, كما نالت الشارقة جائزة منظمة اليونسكو كعاصمة الثقافة للعالم العربي في عام1998 حيث نجد كل الفنون من الحضارة الإسلامية والمعمار الإسلامي والثقافة الإسلامية والخط العربي وكل ما يخص التراث الإسلامي في الشارقة, حيث لهم تراثهم القديم وهو التراث العربي, وقد وضع الشيخ سلطان القاسمي القواعد المنظمة لذلك بحيث تعطي للإمارة وعلي المدي البعيد الطابع الإسلامي, وقد نجح بالفعل في ذلك لأنه شاعر وفنان وشخصية متواضعة جدا وقد كرس حياته وجهوده لإغناء الحياة الثقافية والمعرفية, ولقد لمست في شخصية الشيخ سلطان القاسمي ما لم ألمسه في شخصية أخري من قربه الشديد لشعبه حيث لديه برنامج تليفزيوني بعنوان البث المباشر ويذاع3 أيام في الأسبوع حيث يستمع لشكاوي المواطنين كلها ويقوم بحلها علي الهاتف حتي ولو كان خارج البلاد.
ويضيف د فائق هويدي أعيش في الشارقة منذ40 عاما حيث شاركت في النهضة المعمارية الحضارية التراثية والإسلامية التي يؤكد عليها الشيخ سلطان القاسمي والذي يتميز بالصبر علي تغيير كل ما ليس له معالم تراثية إسلامية مثل المنازل والأحياء, حيث قام بفضل الإرادة والرؤية بصنع المستحيل وبالنظر إلي عبقرية التاريخ وحكمة الجغرافيا يمكن استعادة الأمجاد هذا هو الحال في بلدة( دبا الحصن) التي أزيلت لتقام علي نفس التراث المعماري الإسلامي الموجود في الشارقة, حيث تحولت خلال مدة قصيرة من واحة تقيم في الماضي إلي مدينة متجددة تغيرت بالكامل وأقيم فيها مجري مائي وعلي حدودها خليج عمان والفجيرة حيث أقيمت الطرق والمشروعات, وحينما كنت أقدم الرسومات الخاصة بدبا الحصن للشيخ سلطان القاسمي كان يؤكد ضرورة وجود الأشجار حتي يشاهد سكان البلدة البحر والخضرة.
وفي الماضي القديم وقبل تأسيس اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة كانت الناس تحيا في الخص ثم بدأنا البناء في الوادي, بعدها اعتلينا الجبل حتي يتنفس الناس, فقد كان هناك حرص علي أن يحيا المواطن الشارقي حياة كريمة.
كما أن هناك الحرص الواضح علي الالتزام بالشروط الموضوعة من قبل دائرة التخطيط, فكل المشروعات التي نقيمها في الشارقة لابد أن تتوافق مع العمارة الموجودة في الشارقة تبعا للتراث الإسلامي حيث نعمل حاليا ومنذ عام علي تأسيس( حي جويزع) ذي الطابع الإسلامي مثل القاهرة الخديوية أو الإسلامية, فالأرض تقسمها الدولة وتبيعها للمستثمر الذي يلتزم بالتصميم والقيود الموضوعة من قبل الدولة بدراسة متأنية ودراسة عميقة بحيث يخرج حي جمالي, والشيخ سلطان القاسمي يريده حيا إسلاميا عربيا.
ويضيف د فائق أن الشيخ سلطان القاسمي لم يكتف بهذا بل أنشأ جامعة القاسمية للحفاظ علي التراث الإسلامي, والفهم الإسلامي الصحيح للقضاء علي التطرف والإرهاب لتنتهج نهج جامعة الأزهر الشريف, حيث أقام مباني فاخرة مع التعليم المجاني والاقامة المجانية ومنح الطالب من جميع الدول الإفريقية والأسيوية والأوروبية1500 درهم حتي يتفرغ للدراسة.
مواضع الضعف
للمشهد المعماري حصة كبيرة من التراجعات والتخبط.... كيف تقيم شخصيا مواضع الضعف في مشهدنا المعماري؟
أولي نقاط الضعف لدينا هو التشريع والقوانين التي لابد أن تتغير وأن تكون لها رؤية معينة في كيفية التخلص من العشوائيات فما تم بناؤه قد انتهي, ولكن ماذا عن ما سيتم بناؤه مثل العاصمة الإدارية الجديدة فهي أرض خالية نستطيع التحكم فيها.
ثم لابد لنا من أن نستعين بالمخططين والمعماريين الكبار في مصر والمكاتب الاستشارية التي لها نشاط قوي في هذه الرؤية, ولابد من وجود رقابة صارمة علي المحليات ورفع مرتبات موظفي الأحياء حتي لا يضطروا لقبول الرشاوي والتجاوز عن المخالفات.
التعاون الهندسي
ما هي رؤيتك لتطوير التعاون الهندسيالعربي- المصري ؟
لدينا مهندسون معماريون أكفاء في كل المجالات وكثير من المشروعات في الدول العربية من تصميم مهندسين مصريين ولدينا دراسات لدي نقابة المهن الهندسية والتخطيط العمراني لكننا لا نعلم كيفية الاستفادة منها, وللأسف هذا يحتاج نقابة لها دور تجمع فيه هؤلاء النخبة من المهندسين والاستشاريين وتنفيذ تلك الدراسات. ويكفي وجود علاقات بيننا وبين الاتحاد الهندسي في النقابات بالدول العربية الذين كان مركزهم الرئيسي بالقاهرة, كما أن المكاتب الاستشارية تتواصل مع الدول العربية لان8070% من المشروعات في الدول العربية التنموية نفذها أجانب ونحن لا نقل عنهم ويكفي أن دار الهندسة فازت بمخطط مشروع قناة السويس الجديدة.
والنقابات هي المهيأة لمثل هذا الدور لان فيها تنظيمات وقيودا من ناحية مستوي المهندس والمكتب الاستشاري, ومع الأسف لا يوجد لدينا تصنيف للاستشاريين بمعني أن المكتب الذي به500 مهندس لا يمكن أن يقارن بمكتب فيه مهندس واحد, ثم أننا ما زال يحكمنا قانون المناقصات فلابد من معرفة الأسعار, فأسلوب المناقصة هو أسلوب عقيم ونحن نحارب في هذا الموضوع منذ30 عاما, هناك بعض المناقصات في الدول العربية وإمارة الشارقة لكن يتم اختيار المكتب والتأكد من خبرته مثل الأجنبي ويعلم مستواه ويحصل الاستشاري علي نسبة بسيطة من التكلفة.
وما يحدث الآن هو مهزلة حيث نتعامل بأسلوب شراء الأرخص من البقال.
كيف لنا أن نحافظ علي المباني الأثرية القديمة وما تم بناؤه حديثا من مبان لها سمات الحضارة الإسلامية؟
إن المحافظة علي التراث سواء القديم أو الحديث تتوقف علي المنتفع الذي يستخدم هذا المبني, والصيانة بند مهمل في مصر فمسئولية المقاول عن المبني تستمر عاما فقط وبعدها نبحث عن ميزانية للصيانة فلا نجدها!!.
ولقد أنشئ مبني اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية في مدينة6 أكتوبر برعاية الشيخ الدكتور سلطان القاسمي ليكون منطلقا لإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وقد نال سموه العضوية الفخرية للمجمع في ديسمبر الماضي تقديرا لجليل خدمات سموه للغة العربية والثقافة العربية, وبعد بناء اتحاد المجامع اللغوية قام الشيخ سلطان القاسمي بفرشه كاملا وشراء أجهزة الكمبيوتر, كما وضع بندا سنويا للصيانة حتي يحافظ علي المبني وهو بند ثابت ويتغير مع تغير الأسعار, وكنا قد كتبنا علي لوحة المبني أنه تم بناؤه وتأسيسه علي نفقة الشيخ سلطان القاسمي ولكنه رفض وطلب أن نزيل هذه اللوحة, كما أن زوجته الشيخة جواهر قد أقامت عدة مشروعات سكنية بالجيزة وبالتحديد عشوائيات السكة الحديد ببولاق الدكرور ورافقته في زيارته الأخيرة لمصر ورفض أن يعلن عن ذلك, حيث قامت الشيخة جواهر بتوزيع عقود التمليك علي المنتفعين, كما نقيم حاليا مجمعا لغويا آخر بإمارة الشارقة علي نفس الطراز لكنه مختلف لأنهم متقدمون في استخدام أدوات التصميم والبناء واستخدامGRC الفورمة الخشب.
العمارة الخضراء
ما هي خصائص العمارة الحديثة البعيدة عن العشوائية؟
العمارة الحديثة هي ما يطلق عليه العمارة الخضراء مرتبطة أولا بعدم وجود بلكونات لنشر الملابس, مع ضرورة استخدام الطوب الحراري حتي نحافظ علي الطاقة واستخدام الألمونيوم المزدوج لتوليد الطاقة حتي نخفف من استهلاك الطاقة, وإقامة محطة تنقية أسفل الأحواض لتنقية وضخ الماء للسيفونات للحفاظ علي الماء وعمل محطة معالجة للاستفادة من الماء لري الزرع, وزرع الأسطح لتعطي نوعا من الجمال.
وهذا التخصص لم يستخدم في مصر بل ما زلنا نتحدث عن50 عاما مضت من القواعد المعمارية التي تنص علي أن المبني مخالف لضرورة أن يكون نصفه واجهة ونصفه مسدودا.
ومن الضروري حدوث ثورة تشريعية خاصة بالبناء يشترك فيها المهندسون والمكاتب الاستشارية والنقابات المهنية وهناك الكثير من الدراسات الجاهزة للتنفيذ ولابد لنا من تغيير أسلوب اعتماد المخططات والمناقصات والشروط البنائية وتعريف الاستشاري والتخصصي وتصنيف الاستشاريين التي تشترط وجود50 مهندسا حتي يكون بيت خبرة ومؤمنا عليه ومن الممكن أن يكون شخصا واحدا بيت خبرة, قواعد لا أعلم من أين جاءت حيث وضعتها النقابة حتي تحصل علي الأموال فالنقابات الهندسية أساسها علي الأقل إنها تخدم المهنة وليس دورها إقامة المساكن أو الرعاية الصحية أو بيع الأجهزة بالتقسيط, فقبل ثورة1952 كان أي مشروع قومي لابد أن تدلي النقابة برأيها للحكومة من خلال المختصين قبل إرسال المشروع للمجلس التشريعي, أما الآن فنحن نسمع عدة آراء متضاربة عن سد النهضة أو محطة الضبعة أو مشروع توشكي أو حتي العاصمة الإدارية الجديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.