ليس أغرب ولا أسخف من أحاديث المصالحة التي تظهر وتختفي حسبما تريد الجماعة لكي تبعث برسائل مفادها أنها مازالت موجودة وتعبر عن قطاع من الشعب المصري يصعب تجاهله بينما الحقيقة أن الهدف الأساسي من أحاديث المصالحة هو محاولة التغطية علي وجود أزمة انقسام حادة داخل الجماعة وفي صفوف أنصارها فضلا عن الرغبة في تأخير الاعتراف الصريح بالهزيمة الساحقة التي لحقت بمخططات الجماعة للإضرار بمصر داخليا وخارجيا. ومن العجيب أن الجماعة التي تسعي- بأساليب متعددة - لتسريب أنباء عن تلك المصالحة المزعومة هي ذاتها التي تسارع إلي نفي استعدادها للمصالحة لكي يبدو الأمر وكأن الذهاب إلي المصالحة يمثل تنازلا من جانب الجماعة مع أن العكس هو الصحيح بسبب صعوبة السير في هذا الاتجاه من جانب الحكم في مصر دون وجود رضاء شعبي واسع علي مثل هذه الخطوة وهو ما سبق أن عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي صراحة بأن أمرا كهذا يخص الشعب المصري وحده... وكما نعلم فإن الشعب المصري لم يفوض أحدا أو يعطي توكيلا لأحد للسير علي هذا الطريق الملطخ بدماء آلاف الشهداء من المدنيين ورجال الشرطة وجنود القوات المسلحة الذين أزهقت أرواحهم غيلة وغدرا بالعمليات الإرهابية الخسيسة!. ولست أخفي عدم الرضا وعدم القبول لاستخدام مصطلح «المصالحة» لأن ذلك يعني ضمنا الإقرار بوجود معادلة تتساوي فيها الجماعة مع دولة كبيرة بحجم وتاريخ مصر مع أن الحقيقة أن هناك صدام بين دولة تملك كل الحق في فرض سلطة القانون وبين جماعة شاردة خارجة علي القانون ولابد أن ينتصر القانون إذا كان يراد للدولة أن تبقي وأن تستمر وألا تخضع لأي إرهاب أو ابتزاز!. وأؤكد أن كل محب لتراب هذا الوطن يتمني سرعة عودة الاستقرار ووقف نزيف الدماء لكي ينتعش الاقتصاد وتتحسن الأحوال الاجتماعية للمواطنين بشرط ألا يجيء ذلك علي حساب ضياع هيبة الدولة أو التفريط في حقوق شهداء الشرطة والجيش وعموم المواطنين.. وظني أن الرجل الذي استدعي تفويضا شعبيا لمحاربة الإرهاب المحتمل في يوليو 2013 أول المدركين لأنه لا يملك قرار المصالحة إلا بتفويض شعبي جديد!. خير الكلام: لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم .. وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله