لم يتدارك احد منا السر وراء التصريحات المفاجئة للمشير طنطاوي التي تشير الي الأمن والأمان في سيناء ورسائل التحذير الغير مباشرة لمن سيقترب من تلك الأرض ... لم يتدارك احد منا سبب افتتاح المشير لمصنع للأسمنت في سيناء في توقيت الكل فيه يتكالب للصعود علي سلم كرسي الرئاسة وفي التوقيت الذي تحاول فيه عدد من التيارات السياسية اقصاء بعضها البعض. ففي الوقت الذي زاد فيه عدد المعتصمين بالقرب من وزارة الدفاع.... قامت الحكومة الأسرائيلية بتشكيل غرفة عمليات تضم عدد لا يستهان به من القادة العسكريين ورجال المخابرات لمتابعة الأحداث في مصر عن كثب.... وفي الوقت الذي زاد فيه كم المناوشات والأحتكاكات والصدامات ما بين الجيش والشرطة العسكرية وهوْلاء المعتصمين مجهولي الهدف... كانت قيادة الجيش الأسرائيلي تقوم بالأستعداد بنشر قواتها علي الحدود مع مصر استعدادا لأي تطورات في حالة اقتحام مبني وزارة الدفاع. ففي حالة اقتحام المبني كان سيتم الدفع بقوات اسرائيليه لعبور الحدود مع مصر بأتجاه سيناء بقصد أقامة شريط حدودي بعمق 10 كيلو متر بهدف تأمين اسرائيل وبحجة الخوف من أطلاق صواريخ لضرب اسرائيل من قبل بعض العناصر المنتمية الي تنظيم القاعدة والمتواجدة في سيناء وهو ما تحاول اسرائيل ترسيخه في الأذهان منذ أغسطس 2011.
لا تتعجبوا مما اقول ...ان قمنا بمراجعة الأحداث والتصريحات منذ اطلاق ثلاثة صواريخ علي منطقة ايلات وعمليات تفجير خطوط الغاز....سنجد انة على الرغم من حساسية العلاقة مع مصر.. خرجت اسرائيل بحملة تهديد ووعيد، حول ما سمّته الدفاع عن حدودها وصلت الى حد التلميح الصريح بتجاوز الحدود في سيناء والقيام بنشاطات ليلية تلاحق خلالها مجموعات متسللين ومهرّبي اسلحة وعناصر تنظيمات، تدعي اسرائيل انها ارهابية ومنتشرة في شبه الجزيرة المصرية وعلى طول مئتين وخمسين كيلومتراً كثفت اسرائيل دورياتها على مدار الساعة. هذه الوضعية الجديدة جعلت ملف سيناء يتصدر اجندة الاسرائيليين....ونحن بالطبع كنا مشغولون بالشأن الداخلي ولم نلتفت الي التصريحات الصادرة من اسرائيل والتي كان من اهمها الأتي: «اذا استمر إطلاق الصواريخ من سيناء فهذا يتطلب منا تغيير توجهنا لهذه المنطقة على ان تكون المرحلة الاولى في التوجه الى مصر والضغط عليها عبر الولاياتالمتحدة». ومنها ايضا «إذا نظرنا إلى النظام المصري في وضعه الحالي، فإن التنسيق بين الحكومة المصرية والجيش الإسرائيلي يعتبر حتي الآن جيداً جداً، لكننا لا نستطيع الطلب الى المصريين العمل وفي شكل مكثف ونحن غير راضين على الشكل الأمني المتبع ضد الخلايا الإرهابية في سيناء". وبالطبع الخيارات التي كانت مطروحة امام اسرائيل للتعامل مع سيناء اثارت نقاشاً داخلياً بخاصة الحديث عن احتمال تنفيذ عملية عسكرية. حتي ان الخبير العسكري "ارييه اجوزي" راي ان مصر لا يمكنها السيطرة على سيناء «التي تحولت الى منطقة مشاع تعج بالمخربين» على حد تعبيره، مشككاً بأن مصر قد تكون تغض الطرف عما يحدث سيناء. . ورأى "اجوزي" ان افضل الخيارات امام اسرائيل تكون في ما فعلته بعدم قبولها الوضع الحالي في سيناء وإبلاغها ان الجيش الاسرائيلي سيتحرك اذا وصلته معلومات استخبارية حول التخطيط لعمليات ضد اسرائيل. وطرح "اجوزي" الخيارات المتاحة امام اسرائيل للتعامل مع الوضعية الجديدة في سيناء بينها انهاء الجدار العازل عند الحدود ونشر وسائل دفاعية على طول الجدار مثل القبة الحديدية، غير انه اعتبر ان القرار ليس سهلاً . هذا ولقد اشارت المعلومات الأولية الي حصول اسرائيل علي مباركة مبدئية من امريكا علي تلك الخطوة بحجة ان مصر قد بدأت تعمها الفوضي مما قد يهدد امن اسرائيل بشكل او بأخر. ولقد اعتمدت اسرائيل هذة المرة علي معلومة تواجد محمد الظواهري واعوانة المنتمين الي الجماعة الأسلامية امام مبني وزارة الدفاع وترصدهم لها بأعلام سوداء كتب عليها الشهادة..مما ينذر بتطور الأوضاع ما بين الجماعات الأسلامية المتشددة والجيش كسلطة حاكمة في مصر.
ساعة الصفر بالنسبة للجيش الأسرائيلي كانت بمجرد اقتحام مبني وزارة الدفاع.....فبكل تأكيد سيلي ذلك فوضي عارمة علي طول البلاد وعرضها ...والسوءال الذي يطرح نفسه ... لماذا الاصرار علي الاعتصام في العباسية حيث مقر السلطة العسكرية والقيادة العسكرية؟؟؟..وهل كان الدور علي وزارة الدفاع لكسر هيبتها بعد ان تم كسر هيبة وزارة الداخلية ؟؟؟.....والاهم اين الكرامة والعزة والنخوة...وهل من اجل حفنة دولارات او ريالات او دراهم تهدد امن بلدك...وطنك...اهلك؟؟
ملخص كل هذا انه علينا ان نفيق ونلتفت الي شأن وحال مصر...كما ان الأمر يستدعى منا وبكل قوة ضرورة فتح أبواب سيناء للتنمية فى المرحلة المقبلة مع ربطها بوادي النيل والدلتل مع خلق مجتمع عمراني بشري يتم من خلالة نقل ما يزيد عن 2 مليون مواطن مصري الي هناك. بالأضافة الي التصالح مع أهالى سيناء وربطهم بالمجتمع مع تعديل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، خاصة المتعلقة بالمنطقة «ج» منزوعة السلاح بموجب الاتفاقية...