هناك كلمات ولحظات لا نُدرك معناها وقيمتها الا عندما نذوب داخلها حيث تفاصيل وملامح ومواقف رسمت حروف لتكتُب حكاية من أروع حكايات الحب، هي بطلتها... قبل الفجر لملمت أوراقي البيضاء لكتابة مقالي الأسبوعي، لدي الكثير من الأفكار لكنها تتبخر في الهواء قبل أن يترجمها حبر القلم، ظلت افكاري تسبح في الفضاء الفسيح حتي جاءت هي...بقبلة صغيرة وابتسامه حانية لتغير كل شيء، فبسمتها وطن لي ولأفكاري، بعدها أخذتُ أكتُب وكلما تعمقت أكثر في الكتابة ظهرت ابتسامتها بين السطور وكأنها تُناديني، تركت القلم وذهبت ابحث عن وطني. كانت تجلس بجوار النافذة تنظر إلي السماء وشفتيها الباسمة تدعو لي ولأخواتي، نظرت اليها من بعيد دون أن تراني لتأخذني ملامحها لأفتح الباب أمام مواقف وذكريات كتبت سطور حياتي، أخذتُ أنطلق بين الحكاية والأخرى وبداخلي صوت يعاتبني ما بين شجن ووصال علي كل لحظة تاهت فيها قدمي بعيداً عن حضن وبسمة أمي ...وطني. بين ملامحها ارتسمت طفولتي وصباي وفي عينيها سكنت ضحكة ابي التي كنت اشتاق اليها ولا ادرك وجودها في قلب عين أمي، كنت أبحث عن ذاتي وذكرياتي وانا انظر إليها، عادت بي السنين في لحظات لتعيد تفاصيل ومواقف عشتها وكأنها جاءت ايضاً لتذكرني بقيمة ما بين يدي اليوم من حب. اوقات كثير تأخذنا الدنيا ومشاغل الحياة عن عالمنا الخاص وممن نحب لكن بسمة حب واحدة من أمي قادرة أن تعيدني لوطني. هنا سمعت صوت أمي تقول بصوتها الحنون "لماذا انتِ واقفه هكذا تعالي واقتربي اريد ان ارتوي من حبك"...قالت هذا ولم تُدرك أن هي الحب. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل