وافق مجلس وزراء الخارجية العرب برئاسة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين الرئيس الحالى للمجلس فى دورته غير العادية التى عقدت بناء على طلب من مصر وعلى هامش الدورة العادية ال145، على تعيين السفير أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق أمينا عاما جديدا لجامعة الدول العربية للسنوات الخمس المقبلة باعتباره المرشح الوحيد للمنصب والتى تبدأ مطلع يوليو المقبل، خلفا للدكتور نبيل العربى الأمين العام الحالى الذى تنتهى فترة ولايته الأولى أواخر شهر يونيو المقبل، وأعلن عدم اعتزامه الترشح لولاية جديدة للمنصب، وقد وجه المجلس الشكر للدكتور نبيل العربى على مجهوداته خلال الفترة التى قضاها فى عمله. وسجل محمد عبد الرحمن آل ثانى وزير خارجية قطر تحفظه على القرار، وقال فى كلمة أمام الجلسة الختامية إن قطر تتقدم بالشكر للأمين العام الدكتور نبيل العربى على فترة عمله السابقة، ورحب بترشيح مصر لأحد أبنائها لتقلد المنصب، وأضاف كنا نود أن يكون هناك توافق على شخص الأمين العام، وطالب الأمين العام الجديد بإعلاء المصلحة العربية العليا والأمن القومى،وقد شغل أبو الغيط منصب وزير الخارجية لمصر منذ عام 2004وحتى عام 2011، وبالإضافة إلى شغله الكثير من المناصب الدبلوماسية منذ التحاقه بوزارة الخارجية عام 1965، كان من بينها منصب مندوب مصر لدى الأممالمتحدة، ويعد الأمين العام الثامن للجامعة منذ تأسيسها عام 1945، والمصرى السابع الذى يتقلد هذا المنصب، وسوف يبدأ أبو الغيط مهمته الجديدة أمينا عاما مع مطلع يوليو المقبل وبالتزامن مع عقد القمة العربية السابعة والعشرين التى تستضيفها موريتانيا فى السابع من الشهر نفسه. وكانت جامعة الدول العربية قد شهدت بحث الاجتماع مستجدات الأوضاع فى فلسطين وسوريا واليمن وتدخلات إيران فى شئون المنطقة والقمة العربية المزمع عقدها فى موريتانيا. ومن جانبه أعرب أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق عن، أنه يشعر بالامتنان العميق لكل التأييد الذي حصل عليه ترشيحه ليكون أمينا عاما لجامعة الدول العربية. وقال أبو الغيط إنه يتوجه بالشكر والتقدير لكافة القادة العرب الذين رحبوا وأيدوا توليه مسئولية الجامعة العربية في هذا الظرف الدقيق من تاريخ الأمة العربية، مضيفا أن الشكر موصول لكل السادة وزراء الخارجية والمندوبين العرب في هذا السياق. وذكر أبو الغيط أنه يستشعر القدر الأكبر من العرفان والتقدير للثقة التي أولتها له القيادة السياسية المصرية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي لتولي هذه المسئولية الكبيرة وهذا الموقع الهام، وكذلك للجهد المتميز الذي بذله سامح شكري، وزير الخارجية المصرية وأعضاء وزارة الخارجية في هذا الإطار. وأضاف أبو الغيط أنه يتواكب مع مشاعر التقدير والعرفان شعور آخر بثقل حجم المسئولية والتكليف الملقى على عاتقه من أجل العمل على رفع شأن الجامعة العربية والدفاع عن مصالحها – جامعة العرب كافة – في ظل وضع عربي صعب وغير موات، مؤكدا أنه يتعهد ببذل كل جهد ممكن وبكل الإخلاص، خلال فترة توليه مسئولياته، من أجل النهوض بالأمانة العامة ودعم أدائها وكفاءتها وموظفيها المخلصين للعمل العربي المشترك، ومن أجل تقليص مساحات الخلاف وزيادة مساحات التوافق والعمل المشترك الفعال بين الدول الأعضاء حتى تتمكن الجامعة من مواجهة الظروف الخطيرة المحيطة بالأمة العربية. وذكر أنه سيبدأ على الفور في السعي من أجل متابعة تفاصيل كافة القضايا التي تستدعي مسئولياته الإلمام بها، وحتى يكون مستعدا بشكل كامل للقيام بهذه المهام عقب إنتهاء ولاية الدكتور نبيل العربي، الذي قاد عمل الجامعة العربية في ظروف بالغة الدقة والصعوبة. وكانت قطر قد طالبت بتأجيل التصويت على اختيار الامين العام الجديد للجامعة إلا ان وزير الخارجية سامح شكري، أصر خلال الاجتماع الوزارى المغلق على تعيين الأمين الجديد أمس، بالتوافق أو التصويت على المرشح المصري. وطلبت مصر عقد جلسة سرية ثانية لوزراء الخارجية العرب لحسم الأمر، وسط محاولات قطرية لتأجيل التصويت مدعومة من السودان التى طرحت مرشحا لمنصب الأمين العام للجامعة العربية. وكانت مصر قد تقدمت بمذكرة رسمية إلى الأمانة العامة للجامعة العربية بترشيح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق «74 عاما» لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية، خلفا للعربي، وسيكون الأمين العام الجديد هو الثامن للمنظمة منذ تأسيسها عام 1945 . وشهدت الاجتماعات تأييد المرشح المصرى للمنصب، حيث تلقت الجامعة تأييدا من الكويت والمغرب والإمارات والسعودية والجزائر وفلسطين والعراق للمرشح المصرى والوحيد. كما ناقش الاجتماع الجوانب المتعلقة بالتحضيرات الخاصة بالقمة العربية المقبلة التى أبدت موريتانيا استعدادها لاستضافتها فى شهر يوليو المقبل. وقبل الاجتماع، أعلن المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد أن وزير خارجية تونس خميس الجهيناوي، أخطر وزير الخارجية سامح شكرى خلال لقائهما بأن تونس تدعم ترشيح أحمد أبو الغيط أميناً عاماً لجامعة الدول العربية. وأكد شكرى - خلال اللقاء - متانة العلاقات المصرية التونسية وأهميتها لدعم منظومة العمل العربى المشترك؛ لمواجهة التحديات التى تجابه الدول العربية، معربا عن شكر وتقدير مصر للدعم التونسى للمرشح المصري. وأشار أبو زيد إلى أن لقاء الوزيرين تناول الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المجلس الوزارى لجامعة الدول العربية، والإعداد للاجتماع المرتقب لدول جوار ليبيا، والذى ستستضيفه تونس يومى 21 و22 مارس الجاري. كما بحث الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، مع وزير الخارجية رياض المالكي،على هامش الاجتماع، الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الدولى للسلام لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى . وتناول اللقاء الذى عقد على هامش اعمال مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، التطورات السياسية فى الأراضى الفلسطينية، فى ظل استمرارالانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطينى واستمرار سياستها الاستيطانية التى تقوض حل الدولتين، وضرورة إنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين من أجل الوصول إلى سلام عادل ونهائى يعزز الاستقرار فى المنطقة.