هناك ظاهرة غريبة تؤرقنى هذه الأيام ونقرأ عنها فى الصحف كل يوم وهى ذبح الأزواج والزوجات.. والظاهرة لا تخص طرفا واحدا من الأطراف, هناك من ذبحت زوجها وهناك أيضا من ذبح زوجته والغريب فى الأمر هو استخدام السكاكين فى عمليات القتل وهذا يؤكد ان فيها شيئا من الانتقام.. ولا أدرى لماذا تقتل الزوجة زوجها أو تذبحه وهى تستطيع ان تطلب الطلاق أو ترفع قضية خلع أو تعود إلى أهلها وتترك لهم القرار.. وكيف تذبح زوجة زوجها بعد شهر واحد من الزواج من أجل عشيق كان الأولى بها أن تكشف لزوجها الحقيقة وإنها لم تحبه وفى حياتها شخص آخر يمكن ان تكمل معه رحلة الحياة.. ولكنها أنهت حياة ثلاثة أشخاص مرة واحدة الزوج المذبوح والعشيق المسجون وهى فى النهاية ستلقى الجزاء المناسب..ان مثل هذه الجرائم التى انتشرت كثيرا تحتاج إلى دراسات نفسية واجتماعية لمعرفة أسبابها..لا أتصور ان تزوج الأسرة ابنتها رغما عنها لشخص لا ترغبه أو أن تقبل الزواج من شخص لا تحبه وفى حياتها شخص آخر على استعداد لأن يقتل من أجلها..لا يمكن أن يكون الحب طريقا للقتل ولكن العالم توحش وتغيرت كل الأشياء فيه أمام مستنقعات الدم والاغتيالات التى نشاهدها كل ليلة على الشاشات يبدو ان العيون اعتادت على هذه الأنواع من الجرائم وأصبح من السهل على فتاة فى مقتبل العمر ان تمسك سكينا وتذبح زوجا منحها اسمه وحياته وعمره..هناك خلل ما فى المنظومة الأخلاقية والاجتماعية وهناك خلل أكبر فى الإنسان لأن هذه الفتاة التى تذبح وتقتل تغيرت خريطة مشاعرها وجينات تكوينها وبعد أن كانت تسمع الغناء الجميل وهى تحمل الحصاد إلى بيتها وتعد لزوجها الطعام, هذه الفتاة لابد ان هناك شيئا أصاب مكوناتها الإنسانية وبدلا من ان تحمل له الطعام فى الحقل حملت السكين مع عشيقها وتخلصت من الرجل الذى تزوجها بتحويشة العمر..هذه الجرائم تحتاج إلى من يحللها بكل الصراحة لأن هذه العدوانية لم تكن يوما فى الشخصية المصرية المحبة للحياة..ان المرأة التى كانت تحمل الورود اختارت ان تحمل السكين.. فابحثوا عن الأسباب. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة