لا يكاد يمر يوم إلا وتتزايد معه مظاهر أزمة النقص الحاد فى مياه الرى فى العديد من القرى بمحافظة البحيرة ، مما يهدد مساحات شاسعة بالبوار والتصحر وتظهر المشكلة بصورة واضحة فى بعض قرى مراكز المحمودية، والرحمانية، وايتاى البارود، واصبح السباق بين المزارعين فى الحصول على مياه الصرف الصحى لزراعة أراضيهم. يقول شاكر الشيمى بهندسة رى المحمودية إن آلاف الأفدنة فى قرى مركزى الرحمانية والمحمودية تعانى من عدم وجود مياه الري، وهناك حالة من الغضب الشديد تجتاح المزارعين بسبب هذه الأزمة الخانقة التى لم تقتصر هذه المرة على المناطق الواقعة فى نهايات الترع بل تعدتها الى المناطق القريبة من بدايات مختلف الترع بالمحافظة، مثل ترعة ساحل مرقص التى تروى أكثر من 40 ألف فدان، ورغم الشكاوى والمحاضر التى تم تحريرها فقد تفاقمت المشكلة، وامتلأت ترع ومساقى سرنباى والجرف والوكيل بأطنان من الصرف الصحى وتحولت الى مرتع خصب للحشرات والزواحف والقوارض والكلاب التى تتغذى على مقالب القمامة والحيوانات النافقة ، وتحالف معها ورد النيل، فضلا عن قطع أجزاء كبيرة من الجسور وكثرة التعديات الصارخة والانسدادات التى وقعت عليها فى السنوات الخمس الماضية وهو الأمر الذى أدى الى عدم وصول المياه الى كثير من الترع والمساقى مثل ترعتى وشاكر والخزان، وتسبب فى اتلاف محاصيل القمح والبطاطس والفصوليا وظهور بوادر تصحر لنحو 3 آلاف فدان بهذه المناطق مشيرا الى ان بعض المزارعين فى قرى سرنباى واللوية وسمخراط اضطروا الى هجرة الأرض لانقطاع مورد رزقهم الوحيد . والمأساة نفسها تتكرر فى قرى مركز إيتاى البارود، كما يؤكد المزارع محمود خضير أبوالنيل أن أراضيهم تشققت وآلاف الأفدنة أصابها البوار بسبب نقص المياه أما المحاصيل فتنخفض انتاجيتها الى النصف ، واصبح السباق بين الفلاحين فى الحصول على مياه الصرف الصحى وليس مياه الرى، بسبب الانقطاع المستمر لمياه الرى التى لا تصل مطلقا الى الكثير من الترع كترعة معنيا وأبودياب والخندق الشرقى والقريش بالاضافة الى الجنابية الشرقية والغربية بالضهرية وأشليمة وتغذى نحو 27 فدانا. كما أن مناوبات الرى فى معظم المناطق ليس لها مواعيد مما دفع المزارعين الى الاستعانة بالمواسير الارتوازية لسحب المياه الجوفية ، رغم أن ذلك يضر بالأرض لأنه يتسبب فى ملوحة التربة وحرق الزراعات وجميع المسئولين يعلمون ذلك ويتجاهلوننا , مطالبا باتخاذ اجراءات حاسمة ضد مهندسى الرى المتقاعسين عن القيام بواجباتهم فى متابعة تطهير المجارى المائية وازالة التعديات . وبشكل تدريجى انتقلت عدوى أزمة الرى بين مراكز المحافظة حيث شكا عبدالسلام سليم بقرية سمخراط بالرحمانية من انقطاع مياه الرى منذ فترة كما شهدت مناطق أخرى مثل منطقة كفر مستناد بشبراخيت عجزا صارخا فى حصة المياه للشهر الثالث على التوالى . من جانبه أشار المهندس طه عبدربه مدير عام الشئون الزراعية بالبحيرة الى وجود مشاكل ببعض الترع والمساقى أبرزها عدم وصول المياه لنهايتها مما يستلزم إنشاء مغذيات وصيانة وإحلال وتجديد المغذيات القائمة وكذا طلمبات الرفع ، كما يتم حاليا إزالة التعديات وتطهير بعض المساقى , لافتا الى أن القاء سيارات الكسح مخلفاتها ببعض الترع سلوك سيئ مطالبا بزيادة التوعية والرقابة.