تعرضت آلاف الأفدنة للبوار والجفاف بصورة غير مسبوقة ولا يزال آلاف المزارعين في محافظة البحيرة يعانون بسبب النقص الصارخ في مياه الري، مما اضطرهم لري زراعتهم بمياه المجاري، حتى أصابتهم الأمراض المزمنة، وتتزايد الأزمة كل يوم في الوقت الذى يؤكد فيه المسئولون أن المشاكل والأزمات انتهت والزراعات تموت عطشا على مرأى ومسمع من الجميع. من جانبه، أكد محمود عقيلة زيدان عضو مركزية الائتمان بالبحيرة وأمين الفلاحين السابق، أن أزمة مياه الري في البحيرة تزايدت حدتها وتعرضت الزراعات للعطش في مناطق عديدة بصورة غير مسبوقة؛ بسبب كثرة التعديات والانسدادات التي وقعت على جميع الترع والمصارف في جميع أماكن البحيرة عقب ثورة يناير، مما أعاق عملية وصول المياه بصورة لم تحدث في تاريخ مصر، مضيفاً أن المشكلة تتزايد يوما بعد آخر في جميع مراكز المحافظة، وتحتاج إلى تصد حاسم من قبل المسئولين قبل أن تتفاقم الكارثة وتموت جميع الزراعات من العطش، فضلاً عن ذلك، فإن بعض المراكز لا تصلها نقطة مياه واحدة في نهايات الترع، مضيفاً أن ماكينات الري الاحتياطية والآبار التي يجب الاستعانة بها في مثل هذه الظروف معطلة ولا تعمل . وأشار إلى أن هناك ترعا بها حشائش تمنع وصول المياه فضلاً عن وجود ما يسمى “,”بالبحارة“,” الذين يتقاضون مبالغ من المزارعين مقابل فتح البوابات لهم، ويتحكمون في فتحها وغلقها. وأوضح أن هناك بعض المزارعين في كفر الدوار لجأوا للري من مياه الصرف الصحي والآبار الجوفية التي تزيد الأرض حموضة بعد أن مات المحصول وبارت الأرض للإهمال الكبير في تطهير الترع. ومن جهته، أكد المهندس محمد الأنصاري مدير عام الجمعية المركزية للائتمان الزراعي بالبحيرة أن انقطاع المياه بصورة دائمة وحرمان النهايات من مياه الري يرجع لضعف المنسوب، مستنكراً قيام المسئولين بالري بالتخاذل حيال هذه الكارثة المزمنة على حد وصفه، التي تتجدد كل عام والتي تهدد مستقبل جميع المزارعين، خاصة بعد أن الحقت بهم أضرارا بالغة. ويحذر الأنصاري من مغبة بوار الأفدنة والمزروعات الكثيرة التي باتت مهددة بالجفاف والهلاك، لافتًا إلى أن هناك عيوبا ومشاكل في بعض الترع والمساقي، أدت إلى ضياع المياه وعدم وصولها للزراعات، فضلاً عن أن البعض الآخر من الترع والمساقي امتلأت عن آخرها بورد النيل، وامتد إلى نهر النيل لفرع رشيد والذى يمتص كميات هائلة من المياه. ويشير محمد سرور، عضو المركزية بالبحيرة، إلى أن كثرة مشاكل الري خاصة مع مطلع كل صيف جعلت عدداً غير قليل من المزارعين في الإقليم يهددون بالاعتصام أمام ديوان عام المحافظة احتجاجاً على عدم وصول وانتظام مياه الري اللازمة لري زراعتهم المختلفة وتعرض المحاصيل للتلف والحرق ومساحات للبوار. في الوقت نفسه يؤكد المسئولون أن المشاكل انتهت ولا يوجد نقص في كميات المياه وإنما التوقيت الذى يحتاج فيه المزارعون يختلف. ويرى أحمد ابراهيم على، رئيس مجلس إدارة الجمعية المركزية للائتمان الزراعي بالبحيرة، أن آلاف المزارعين يعانون أشد المعاناة بسبب نقص مياه الري، الذى أدى إلى تلف الزراعات وهدد آلاف الأفدنة بالبوار، مما اضطر المزارعين لري زراعتهم بمياه الصرف الصحي، وذلك أدى بدوره إلى قلة الإنتاج الزراعي وإصابة العديد من المزارعين بالأمراض المزمنة، موضحاً أن ترعة شاكر والتي تغذى أكثر من 10 آلاف فدان لمركزي المحمودية والرحمانية نالت من قبل اهتماماً كبيراً من قبل المسئولين، لدرجة أن المزارعين كانوا يروون حقولهم بكل سهولة على ماكينة واحدة، ولكن تغير الحال الآن وأصبحت المعاناة مستمرة بسبب عدم التطهير وقلة المياه وإلقاء مخلفات الماشية بها، حيث تراكمت بشكل حجب وصول المياه، مشيراً إلى أن المسئولين نظموا عملية المناوبة ولكن المياه لم تصل لكثرة الترع الفرعية عليها وكثرة العمالة وخاصة نهاية الترعة. وأكد المهندس محمود هيبة مدير عام الشئون الزراعية بمديرية الزراعة بالبحيرة رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشعب السابق أن وزارة الري تحاول ضخ الملايين من الأمتار المكعبة من المياه زيادة عن المقررات والمخصصات للزراعات الصيفية، حيث استطاعت تغطية ما يقرب من 65% من الاحتياجات المائية لزراعات الأرز هذا العام على مستوى المحافظة لري المساحات المقرر زراعتها بالمحصول. وأشار هيبة إلى أن نهايات الترع بالفعل بها مشاكل وتحتاج إلى خطة، بحيث تكون هناك بوابات، وطالب بسرعة تنفيذ خطة البرنامج القومي لمشروعات الري المطور لتعظيم الاستفادة من مياه الري وترشيد الفاقد منها وزيادة الاعتمادات المقررة لتطهير الترع والمساقي لوصول المياه لنهايات الترع مع سرعة وقف الزحف والاعتداء على الأراضي الزراعية، لأن ذلك فيه حل جذري لتلك المشكلة.