في ظل تصاعد الخطاب العنصري ضد الإسلام والمسلمين في الخارج، ومحاولات الربط بين الإسلام والإرهاب، نتيجة أفعال الجماعات الإرهابية التي تدمر وتقتل باسم الدين، بادرت وزارة الأوقاف المصرية بتأسيس مركز دولي للتواصل الحضاري مع الخارج،للتأكيد علي أن الإسلام هو دين التسامح والتعايش السلمي وقبول الأخر، والرد علي الأكاذيب والافتراءات التي تثار ضد المسلمين. وجاءت مبادرة الأوقاف لتمثل خطوة حقيقية في مجال المواجهة الفكرية، لتصحيح صورة الإسلام في الغرب، ونشر الثقافة الصحيحة ومواجهة التعصب، والتعريف بصحيح الإسلام وقدرته على التعايش مع الآخر، ومواجهة كل ألوان التطرف والتعصب والعنصرية. ويقول الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن قرار إنشاء « مركز الأوقاف الدولى للتواصل الحضاري» جاء في ختام اجتماع لجنة الإسلام والآخر بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقرر إنشاء مركز الأوقاف الدولي للتواصل الحضاري ، وذلك في إطار خطة الوزارة لتصحيح المفاهيم ومواجهة الفكر المتطرف في الداخل والخارج، والتعريف بصحيح الإسلام وقدرته على التعايش مع الآخر، وبناء جسور الثقة من خلال التواصل الفكري والثقافي، مع احترام خصوصيات الأمم والشعوب، ومواجهة كل ألوان التطرف والتعصب والعنصرية، وإنشاء قاعدة بيانات شاملة، للجهات والمؤسسات الساعية إلى هذا التواصل الحضاري والإنساني. كما يهدف المركز إلى تعزيز التسامح والحوار والقواسم المشتركة بين الأمم والشعوب، والاهتمام بقضية الحوار والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وإطلاق مبادرات الحوار الحضاري الذي يسعى لتعزيز القواسم المشتركة بين الأمم والشعوب، بعيدا عن الصدام والصراع، اللذين قد تروج لهما بعض وسائل الإعلام التي تحمل صورة نمطية سلبية مسبقة عن الأديان والثقافات، فالتعايش طرف أصيل في المعادلة الإنسانية وجوهر حيوي للوصول إلى المشترك الإنساني. وحول آليات عمل المركز أوضح الوزير أنه سيتم عقد ورش عمل بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لوضع التصور الكامل لعمل المركز وشروط العضوية. من جانبهم أشاد علماء الأزهر بالمبادرة، وحدد العلماء عددا من الخطوات التي من شأنها إنجاح المبادرة وتحقيق أهدافها. وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أنه لكي يحقق هذا المركز ثماره وأهدافه، لابد أن يشكل له مجلس أمناء، يمثل جميع الهيئات المسئولة في الوطن، مثل التربية والتعليم والشباب والأزهر وغيرهم، ولابد أيضا أن توضع له لائحة، تضم خطة العمل ومناهج السير والعمل فيه، وأن يصدر مطبوعات أسبوعية، موجزة ومختصرة وواضحة وبليغة، تدخل عقول الشباب وتحمل مضامين الإقناع لهم، بهدف تحصينهم من التطرف والإرهاب. وطالب جميع المسئولين والهيئات بدعم هذا المركز، لأنه سوف يمثل مواجهة فكرية حقيقية وصريحة، مع الذين يحاولون تضليل الشباب وغسل عقولهم، ويمثل المعركة الحقيقية التي ينهض فيها الخطاب الديني نهضة بارزة، وينظف عقول الذين تلوثت أفكارهم وينقيها. وفي سياق متصل أوضح الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن إنشاء وزارة الأوقاف مركزا لمواجهة التطرف داخليا وخارجيا يمثل خطوة في تجديد الخطاب الديني، وستكون خطوة فاعلة ومنتجة لأن المشكلة التي يعاني منها العالم أجمع حاليا، هي مشكلة التطرف، نتيجة خلط المفاهيم وعدم تحديد المصطلحات، ويحاولون تجنيد الشباب والسيطرة علي عقولهم من خلال خلط المفاهيم، والعمل علي بث الأفكار المتشددة، والمتاجرة ببعض المصطلحات لخداع الشباب، وهنا كان لابد من العمل علي تصحيح هذه المفاهيم وبيان خطورة هذه الفكر، والعمل علي مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة، ولذلك فإن هذا المركز ستكون له فوائد كبيرة، علي مستوي العالم. وتكتمل فائدة هذا المركز إذا كان بلغات متعددة، ويرصد الأفكار الخاطئة، للقضاء علي التطرف الذي يعاني منه العالم. من جانبه أشار الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر، إلي أن التواصل مع الغرب والتعريف بالإسلام وبيان أنه دين التعايش السلمي وقبول الأخر، ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة بين المسلمين في الخارج، أمر مهم للغاية، وهذا المركز سيلعب دورا في تفنيد أكاذيب الجماعات المتطرفة التي تقتل وتدمر باسم الإسلام، لأن تصاعد الخطاب العنصري ضد المسلمين في الخارج، يأتي نتيجة التصرفات والأفعال التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، وبيان عظمة وحقيقة الإسلام، كما أن هذا المركز سيلعب دورا في مواجهة المشكلات، التي تتعرض لها الأقليات الإسلامية في الخارج، من خلال نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، ومواجهة التعصب والرد علي الأفكار المتشددة، وكشف زيف الجماعات المتطرفة.