حوار رئيس المجالس الطبية المتخصصة: أتحدى من يقول إن قرار العلاج يستغرق أكثر من 48 ساعة 14 ألف قرار علاج كل طلعة شمس.. و2.8 مليار جنيه لا تكفى الإنفاق السنوي لأول مرة سجل قومى لخريطة الأمراض فى مصر انطلاق أكبر حملة للكشف المبكر عن الأورام فى جميع المحافظات
ما بين المستشفيات المليئة بالمرضى وشكاوى الغلابة من الاهمال، وفوضى الروتين، وبين حق المواطن فى الحصول على العلاج حاولنا أن نعرف ما هى الأحوال بالمجالس الطبية المتخصصة؟! المنوط بها إصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة، وماهى حزمة الأمراض التى يشملها هذا العلاج؟! وهل لا يزال المريض يعيش «السبع» دوخات حتى يحصل على قرار علاج؟!.. علامات استفهام عديدة وضعناها أمام الدكتور تامر حامد رئيس المجالس الطبية المتخصصة، وبدأنا بسؤال: هناك معوقات يواجهها المريض فى مرحلة الحصول على قرار العلاج.. ألم تصلوا لآليات حديثة وفاعلة للتخلص من المعوقات؟! نعم كانت هناك معوقات.. وعندما توليت مهمة رئاسة المجالس وجدت 50 ألف قرار علاج على نفقة الدولة متأخرة من بينها 10 آلاف قرار علاج للأورام.. لكن دعنى أؤكد لك أننا استطعنا خلال 21 يوما إنهاء جميع القرارات المتأخرة وذلك من خلال تشكيل فرق عمل من المراجعين والأطباء ومدخلى البيانات وعملنا بدون اجازات حتى يوم الجمعة كان يوم عمل إلى أن تم الانتهاء من فترة الانتظار. معنى هذا أنه لا توجد قوائم انتظار لقرارات العلاج؟! نعم لا توجد قوائم انتظار بشأن قرارات العلاج.. وأتحدى من يقول إن القرار يستغرق أكثر من 48 ساعة. وكيف تتواصلون مع المستشفيات لتفعيل القرارات والبدء فى علاج المرضي؟! لا توجد ملفات ورقية.. فمن خلال شبكات وخطوط الربط بين المجالس والمستشفيات عبر برنامج مشترك يتم إرسال التقارير الطبية ويتم فحصها من قبل المجالس الطبية ويتم اعتماده ووصولها إلى المستشفى إلكترونيا. لكن بعض المستشفيات يرفض علاج المريض قبل صدور القرار؟! قمنا بتفعيل قرارات وزارية تلزم المستشفيات بمباشرة علاج المريض فى حالة من اثنين: الحالة الأولى تتعلق بالطوارئ فهنا يجب مباشرة علاجه ومجرد إجراء الكشف عليه واعداد التقرير الطبى وإرساله دون توقف علاج المريض وفورا. أما الحالة الثانية فتتعلق بالأمراض المزمنة والعمليات الجراحية والأورام ويبدأ المستشفى فى العلاج مباشرة بمجرد ظهور التوقيع الالكترونى من المجالس الطبية للقرار. كم تتكلف قرارات العلاج على نفقة الدولة؟! 2.8 مليار جنيه تكلفة قرارات العلاج سنويا. وهل هذا يكفي؟! لا تكفى ومطلوب مضاعفة الميزانية. كم عدد المستفيدين من العلاج على نفقة الدولة؟ كم من القرارات التى تصدر يوميا؟! 45 مليون مواطن يستفيدون من قرارات العلاج وتصدر 10 آلاف قرار ربما تصل أحيانا إلى 14 الفا كل طلعة شمس. ماهى الأمراض التى يشملها العلاج على نفقة الدولة؟! تشمل الأمراض المزمنة، والأورام والفشل الكلوي، والدم وحالات العظام والمخ والأعصاب، والأطراف الصناعية. وماهى الأمراض التى لا يشملها العلاج على نفقة الدولة؟! العلاج بالخلايا الجذعية لم تندرج حتى الآن تحت مظلة العلاج على نفقة الدولة لأنها لم يثبت جدواها أو فاعليتها. وماهى الأمراض الجديدة المنتظر إدراجها ضمن المشروع؟! ليست أمراض جديدة ولكن من المنتظر خلال أيام توسيع دائرة الاهتمام بمرضى الدم «الهيموفيليا» وذلك عن طريق رفع قيمة العلاج من 4.8 مليون جنيه إلى 12.5 مليون جنيه سنويا لعقار فاكتور 8 وفاكتور 7 النشط المختصين بعلاج مرض «الهيموفيليا». تتحدث عن «الهيموفيليا». أخطر أنواع الأمراض وحتى الآن لم يتم حسم دعمه ماليا من قبل الدولة بالشكل الكافي.. إذن لحسم القول حول حق المواطن فى العلاج.. أين حقيقة المشكلة.. وما الحل؟! مشكلة الصحة الحقيقية فى الإدارة وليست فى المستشفيات و «اللوجستيات» ، والحل هو بدلا من تعداد أوجه الصرف تتم مضاعفة ميزانية العلاج على نفقة الدولة أو يتم توحيد جميع أوجه الصرف تحت مظلة التأمين الصحى الشامل لكى تنصهر فيه كل أوجه العلاج وتصب فى مصلحة المواطن. أدخلتم خدمة المناظرة بالفيديو كونفرانس فى أربع محافظات فقط هى سوهاج والمنيا وقنا.. وماذا عن باقى المحافظات؟! تعاقدنا حاليا مع الشركات التى تورد الأجهزة لتطبيق خدمة الفيديو كونفرانس فى 27 محافظة وطموحنا أن يحدث ذلك خلال هذا العام، لأن هذا النظام سيوفر عبئا ماليا وبدنيا للمريض ويضمن سرعة استصدار القرار، ويقوم بتفعيل مبدأ اللامركزية فى اتخاذ القرار. أيضا.. الكلام كثير عن ميكنة شاملة لمستشفيات وزارة الصحة.. إلى أين وصلتم؟! نحن بصدد تنفيذ مشروع ميكنة شاملة وانشاء الشبكة القومية للعلاج وربط الأقسام الداخلية للمستشفيات بالعيادات الخارجية بمختلف الأقسام إلكترونيا وهذا يكون مربوطا بمركز معلومات موحد مقاره المجالس الطبية المتخصصة. ماهى الأخبار السارة التى تزفها للمواطنين المرتبطين بالعلاج على نفقة الدولة؟! الأيام القليلة القادمة نصدر تطبيقا الكترونيا على الهواتف المحمولة من خلاله يستطيع المواطن الاستعلام عن طلب قرار العلاج دون أن يسأل بالمستشفي، كما يتضمن التطبيق ارشادات صحية حول الأمراض التى يتضمنها المشروع، كما يمكن من خلال التطبيق إرسال الشكاوى والمقترحات للمرضي، كما انه سيتم إرسال رسائل قصيرة على المحمول لكل مريض لإبلاغه بأن قراره وصل إلى المستشفي. وماذا أيضا عن الأخبار التى تهم المواطن؟! خلال شهر مارس تنطلق أكبر حملة قومية للكشف المبكر عن الأورام على مستوى المحافظات وسوف يتم تقسيم الجمهورية إلى مرحلتين بالتعاون مع مراكز الأورام التابعة لوزارة الصحة ومراكز الأورام التابعة للجامعات ومراكز الأورام بمستشفيات القوات المسلحة تحت إشراف جامعى شامل وتهدف الحملة إلى مسح سكانى فى المجموعات العمرية المستهدفة بكل ورم على حدة وعلاج من يتم اكتشاف الورم لديه. أعرف أنكم بصدد مشروع قومى يتناول سجل خريطة الأمراض فى مصر.. أين وصلتم؟! نعم.. ونحن بالفعل عاكفون على جمع البيانات حتى نحصل على الاعتماد الدولى فى التسجيل، وهذا المشروع عبارة عن سجل قومى لخريطة الأمراض وهو الأول فى تاريخ مصر ويرصد أعداد الاصابة بكل مرض وتوزيعها الجغرافى على مستوى الجمهورية والمراحل العمرية وخطوط العلاج وعبر هذا التسجيل يكون لدينا خريطة صحية للجمهورية تدعم اتخاذ القرار للسياسات الصحية فى الأعوام المقبلة.