جامعة الأزهر تدشن مبادرة «حروف من نور» للطلاب من أصحاب البصيرة (صور)    "الصناعة" تعلن عن مستجدات تطبيق دعم المستثمرين الصناعيين الخاص بالوزارة    مدبولي يستعرض جهود تحقيق التحول الرقمي والخدمات الحكومية خلال تفقده ل "Cairo ICT"    الإكوادور تجري استفتاء شعبيا يسمح بوجود قوات أجنبية على أراضيها لهذا السبب    خالد عبد العزيز وممدوح عيد يحضران عزاء محمد صبري    محمد صلاح ينافس حكيمي وأوسيمين على أفضل لاعب في أفريقيا    مصرع سيدة وإصابة شخصين إثر انقلاب سيارة على الطريق الدولي الساحلي بكفر الشيخ    يسرا تخطف الأنظار بحضورها البارز في مهرجان القاهرة السينمائي    عرض فيلم "خريطة رأس السنة " بالسينمات في هذا الموعد    السادات وأحمد رامى    هل التبسّم في الصلاة يبطلها؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير الاستثمار: مصر تتطلع للتعاون مع تشاد في تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة    وزارة الرياضة تشيد بالثورة الإنشائية بمركز التنمية الشبابية بزايد    تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في واقعة اعتداء مدير مدرسة بالإسكندرية على طالب بالركل    بسبب وجبة الإفطار.. خلاف أسري يتحول إلى جريمة مروعة تهز حي أبو يوسف بالإسكندرية    القاهرة الإخبارية: إصابة 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال في مخيم الفارعة جنوبي طوباس بالضفة الغربية    السودان.. نيران الحرب ومخاطر التقسيم!    ألبانيا ضد إنجلترا.. شوط سلبى بتصفيات كأس العالم    مصر تتجاوز مليار دولار في الأمن السيبراني وتستعد لقيادة الحماية الرقمية    اعرفى عدد الوجبات التى يحب أن يتناولها الأبناء يوميا    هاني تمام: برنامج دولة التلاوة أعاد الريادة لمصر وجمع المصريين حول القرآن    "علوم" القاهرة الأهلية تنظم ندوة توعوية بعنوان "أنت أقوى من المخدرات" غدا الإثنين.    ما حكم الامتناع عن الإنفاق على الزوجة والأولاد؟.. أمينة الفتوى تجيب    هاني تمام: برنامج «دولة التلاوة» جمع المصريين حول كتاب الله    منتخب مصر بالقميص الأحمر والأسود أمام كاب فيردي غداً    لجنة التحقيق السورية في أحداث السويداء: أوقفنا عناصر من الدفاع والداخلية وأحيلوا للقضاء    حصر وجمع طيور البجع بطريق السخنة    طريقة عمل الدجاج المشوي المسحب بتتبيلة لا تقاوم    وزير الثقافة: المبنى الجديد لأكاديمية الفنون فرصة لتطوير مهارات الموهوبين    محافظ الجيزة: الشعار الجديد للمحافظة يجسد إرثها الحضاري والعلمي    تعليم دمياط يواصل لقاءات مبادرة صوتك مسموع    وزارة التعليم الفلسطينية تشكر مصر على استيعاب عدد كبير من الطلبة الفلسطينيين    نجل محمد صبري: والدي لم يكن يعاني من أي أمراض.. وطريقة لعبه تشبهه في كل شئ    الأهلي يستعد لتجديد عقد أحمد عابدين حال عدم تلقي عرض من فاماليكاو البرتغالي    محافظ أسوان يستقبل المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوى الإعاقة    بعد 3 أسابيع.. مبيعات فيلم السادة الأفاضل تصل إلى 350 ألف تذكرة    انطلاق حملة التطعيم ضد الحصبة للأطفال حتى 12 سنة بأسوان.. صور    بتوجيهات شيخ الأزهر .. دخول قافلة «بيت الزكاة والصدقات» الإغاثية الثانية عشر إلى غزة    حلا شيحة : دينا الشربينى جدعة ونيتها طيبة ومش خرابة بيوت ولكل من خاض فى عرضها اتقوا الله    زراعة بنى سويف تعاين مزرعتى ماشية و4 للدواجن وتصدر 6 تراخيص لمحال أعلاف    الطقس: استمرار تأثير المنخفض الجوي وزخات متفرقة من الأمطار في فلسطين    وزير الصحة يكشف مفاجأة عن متوسط أعمار المصريين    تشمل إمدادات الغاز.. زيلينسكي يعلن عن اتفاقيات جديدة مع شركاء أوكرانيا    10 محظورات خلال الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب 2025.. تعرف عليها    مواعيد وضوابط امتحانات شهر نوفمبر لطلاب صفوف النقل    وزارة «التضامن» تقر قيد 5 جمعيات في 4 محافظات    جهاز مستقبل مصر يقود سوق القمح نحو الاكتفاء الذاتى عبر زيادة المساحات الزراعية    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يمنع عبور شاحنات المساعدات المحملة بالخيام والبطاطين إلى غزة    "الداخلية" تصدر 3 قرارات بإبعاد أجانب خارج البلاد لدواعٍ تتعلق بالصالح العام    انطلاق أسبوع الصحة النفسية لصقل خبرات الطلاب في التعامل مع ضغوط الحياة    الإفتاء تواصل مجالسها الإفتائية الأسبوعية وتجيب عن أسئلة الجمهور الشرعية    الفسطاط من تلال القمامة إلى قمم الجمال    إخماد حريق نشب داخل شقة سكنية دون إصابات في الهرم    منافسات التارجت سبرنت تشعل اليوم الحادي عشر ببطولة العالم للرماية    تقرير: أرسنال قلق بسبب إصابتي جابريال وكالافيوري قبل مواجهة توتنام    الأوقاف تعلن عن المقابلات الشفوية للراغبين في الحصول على تصريح خطابة بنظام المكافأة    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية    30 دقيقة تأخرًا في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 16 نوفمبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بريت ماكجورك ل «الأهرام»:
الدور القيادي "التقليدي" لمصر بالغ الأهمية في الحرب علي التنظيم الإرهابي

يقوم بريت ماكجورك بمهمات مكوكية فى جميع أنحاء العالم من واقع دوره مبعوثاً للرئيس الأمريكى باراك أوباما للتحالف الدولى الخاص بمحاربة تنظيم داعش الإرهابى وتولى منصبه قبل خمسة أشهر إلا أنه يجيد التعامل مع التفاصيل الكثيرة بشأن الحرب على الإرهاب من واقع مناصب تولاها فى السابق وهو ما يظهر فى الشهادات الأخيرة أمام الكونجرس الأمريكي. يلقبونه فى الولايات المتحدة،
حيث ولع الأمريكيين شديد بالمسميات واختصارات الأسماء، بالقيصر الجديد لمحاربة الإرهاب ومن اللحظة الأولى لعمله فى الملف يقول أن الحرب على داعش سوف تستغرق سنوات ويؤكد اليوم على احراز تقدم فى العراق ويختلف مع الروس حول الموقف من قصف بعض الفصائل المناوئة للنظام، ويرى أن هناك تهديدا كبيرا يخرج من الأراضى الليبية ضد مصر وتونس. فى زيارته الأخيرة لمصر إلتقى ماكجورك بكبار المسئولين المصريين وتحدث بشكل مفصل مع وزير الخارجية سامح شكرى حول آخر التطورات والتقت "الأهرام" بالمسئول الأمريكى الرفيع المستوى للحديث عن أخر التطورات فى ملف مكافحة داعش وفرص تحقيق تقدم على صعيد التصدى للتنظيم الأخطر عالمياً اليوم وغموض المواقف الأمريكية ورأيه فى التقارير المتشائمة حول نجاح التصدى لداعش..
إلى نص الحوار:
فى شهادتك الأخيرة أمام الكونجرس الأمريكى قلت إن تنظيم داعش الإرهابى بتقدمه فى مناطق عدة فى الشرق الأوسط هو مسار قلق كبير، وهناك خشية من تهديده لدول مثل مصر وتونس وللأمن الإقليمى بشكل عام. ما هو دور الولايات المتحدة اليوم فى دعم الأصدقاء والحلفاء لمواجهة التهديدات الإرهابية خاصة أن هناك قلقا من المواقف الأمريكية فى السنوات الأخيرة؟
التحالف الدولى المؤلف من 66 دولة هو نتاج عمل الولايات المتحدة مع الحلفاء فى المنطقة وخارجها لمواجهة تهديد غير مسبوق يتمثل فى التنظيم الإرهابي، وهو التهديد الذى يرتقى بالفعل إلى تحدى عالمى خطير وجدى لم يشهد العالم مثله من قبل. هناك أكثر من 30 ألف مقاتل يتبع التنظيم الإرهابى فى أكثر من 20 دولة حول العالم اليوم. والمواجهة تتم على مستويات عدة: الأول هو المواجهة مع القوة الضاربة لداعش the core فى العراق وسوريا وهناك تقدم فى المواجهة والثانى هو الشبكة العالمية للتنظيم فى مختلف دول العالم وتضم شبكات تجنيد المقاتلين الأجانب للدعاية وأخرى للتمويل والثالث هو مجموعات يوجد ربط فيما بينها على المستوى العابر للحدود ومثلما قلت فى شهادتى أمام الكونجرس هناك مخاوف من وجود شبكة للتنظيم فى ليبيا ونحن نعمل عن قرب مع مصر لمواجهة الموقف هناك، ففرع التنظيم فى ليبيا هو أكبر سبب للقلق بين الفروع الأخرى نظرا لهجماته فى ليبيا والخطر الذى يشكله على شركاء الولايات المتحدة مثل تونس ومصر. ومثلما قلت فإن الولايات المتحدة وحلفاءها يحرزون تقدما ضد التنظيم لكنهم يواجهون تحديات كبيرة والتقدم الذى نحققه لن يكون سلسا دائما وعلينا توقع حدوث انتكاسات ومفاجآت.
ما الذى تمثله مصر وما طبيعة التنسيق معها؟
مصر دولة مهمة جدا فى المواجهة ضد تنظيم داعش، فهى "صوت قائد" فى قلب العالم الإسلامى والعالم العربى وتلعب دور قيادى فى المنطقة وتشارك بشكل فعال فى مفاوضات فيينا وفى اجتماعات مجلس الأمن الدولى ووزير الخارجية سامح شكرى من الأصوات المسموعة فى تلك الإجتماعات فدور مصر هام للغاية. ونحن مهتمون بالتعاون الأمنى والعسكرى مع القاهرة وأجريت محادثات مع المسئولين المصريين حول احتياجات التدريب اللازمة لقوات الأمن فى عمليات مواجهة الإرهاب خاصة فى شبه جزيرة سيناء. وقد سبق وجودى هنا زيارات قام بها مسئولون على مستوى رفيع من بينهم جون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية والجنرال أوستن قائد المنطقة المركزية ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف إف دانفورد جونيور. وهى زيارات تستهدف زيادة التعاون بين البلدين ليس فقط فى مجال مواجهة الإرهاب فى سيناء ولكن أيضا التنسيق بشأن الإرهاب عابر الحدود.
من الواضح أن المهمة التى بدأتها كمبعوث خاص للبيت الأبيض قبل أشهر قليلة تركز على نحو كبير على الوضع فى العراق وفى كل تصريحاتك تشدد على التقدم فى مواجهة داعش هناك. ما الذى يمثله العراق فى الإستراتيجية الأمريكية بعد سلسلة الإخفاقات فى السابق؟
عندما نتحدث عن مواجهة داعش، فإن العراق وسوريا مرتبطان بشدة. التركيز الأمريكى على العراق سببه وجود حكومة قوية تتعاون مع الولايات المتحدة عن قرب وتقوم واشنطن بتدريب القوات الأمنية العراقية لمدة أكثر من 18 شهرا منذ سقوط الموصل وقد أظهرت تلك القوات تفوقا واضحا ونجحت فى استعادة مدينة الرمادى على سبيل المثال. ونركز أيضا على إعادة الاستقرار للمدن العراقية مثلما حدث فى تكريت حيث عاد 90-95 ٪ من سكان المدينة إلى منازلهم فى منطقة تكريت وهو أمر ساعدنا الحكومة العراقية فى إنجازه. بالنسبة لسوريا الصورة شديدة التعقيد، فنحن لا نعمل على الإطلاق مع نظام بشار الأسد ونعمل مع شركاء محليين يحاربون تنظيم داعش على الأرض إلا أن المشهد بالغ التعقيد عن الوضع فى العراق. وقد كنت فى شمال سوريا قبل أسبوعين لمعاينة الوضع على الأرض. لا أستطيع أن أتفق معك فى تركيزنا الأكبر على العراق فى تلك المرحلة أكثر من سوريا، فمن ناحية التنسيق الأمنى أحرزت قوات البشمرجة الكردية تقدما باستعادة "سرينجار"، فى الوقت نفسه وفى ظل التنسيق الأمنى تمكنت قوات من الإئتلاف السورى المعارض من القيام بعمليات واسعة فى غرب سوريا وتمكنت من السيطرة على شبكة من الطرق هناك.
يبدو لنا أن عملية التفاوض الدائرة حول سوريا فى ظل الوضع على الأرض وتدخل أطراف عديدة من بينها الروس والأتراك مسألة ليست مضمونة ولا يمكن التنبؤ بنتائجها أو إحرازها لنتائج إيجابية. ما هو تصوركم للوضع الراهن؟
بالتأكيد، من وجهة نظرنا، التدخل الروسى الذى بدأ فى سبتمبر الماضى قد عقد الأمور كثيراً، حيث نسبة من ضربات الروس لا علاقة لها بمواجهة "داعش" وعدد من غارات المقاتلات الروسية خاصة فى منطقة "الرقة" استهدفت مواقع قوات المعارضة التى تقاتل تنظيم داعش ولدينا أسئلة كثيرة طرحناها على الروس بشأن نواياهم فى سوريا. ونأمل فى تحقيق الاتفاق الذى يجرى التفاوض بشأنه اليوم. ونريد أن نوقف حدة القتال على الأرض من أجل فتح الطريق أمام تقديم المساعدات الإنسانية ويجب أن نتحرك فى هذا الإتجاه. ومازلنا نرى أن تدخل الروس وحملتهم الجوية قد زاد من تعقيد الموقف نتيجة استهداف المعارضة المدنية التى تناصب "داعش" العداء ونأمل أن يدخل الإتفاق الأخير حيز التنفيذ بعد أن وافقت موسكو عليه.
روسيا تقول أنها موجودة فى سوريا "من أجل محاربة كل أشكال الإرهاب". فما الخطأ الذى تراه واشنطن فى المسلك الروسى مع كل الأخطاء التى قادت إلى ظهور تنظيم دموى مثل داعش؟
نحن نتحدث عن تصنيف للجماعات الإرهابية وفقا لما أعلنه مجلس الأمن الدولى والتصنيف يقول أن "داعش" و"جبهة النصرة" والجماعات الإرهابية الأخرى تقع تحت التصنيف السابق وهو ما أقره الروس أيضا وبالتالى كل الأطراف التى تتفاوض اليوم تعلم أن جماعات المعارضة السورية بخلاف داعش والنصرة لا تندرج تحت تصنيف التنظيمات الإرهابية. وخلافنا مع الروس أنهم يستهدفون جماعات معارضة التصنيف الدولي.
من موقعك الحالي، كيف ترى الحروب بالوكالة متعددة الاتجاهات على الأرض السورية وهل يمكن أن تتحرك الولايات المتحدة لوقف تلك المواجهات العبثية التى تسببت فى مأساة عظمى للشعب السوري؟
ما نحاول فعله اليوم هو أن نوحد الجهود من أجل محاربة "داعش". فكل دولة لها تصورات مختلفة عن الأخرى للوضع وهو أمر ينطبق على رؤية القاهرة أو أبو ظبى أو بروكسل على سبيل المثال.. والإجماع السائد اليوم بين الكل هو محاربة داعش.. هناك لحظة مهمة بعد هجمات باريس الإرهابية حيث ولد إجماع كبير حول ضرورة محاربة التنظيم، فقد كانت لحظة مفصلية وكاشفة عن ضرورة أن يعمل التحالف الدولى معا من أجل هزيمة التنظيم. ومن وجهة نظرنا فى واشنطن لابد من "تحفيز" الدول فى التحالف الدولى لمحاربة داعش من واقع تلك اللحظة التى لا يجب أن ننساها، لانه ربما تكون هناك هجمات جديدة فى الطريق حيث لم نر شيئا مماثلا لتهديد "داعش" فى تاريخنا المعاصر من حيث تجمع مثل هذا العدد من المقاتلين الأجانب من كل أنحاء العالم الذين يريدون نشر تلك الأيديولوجية المسمومة. فى الوقت نفسه، يجب ألا تنسينا مواجهة تنظيم داعش التهديدات الأخرى أو الصراعات التى تحتاج إلى مواجهة. الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو أن نجد طريقة إنهاء الحرب الأهلية فى سوريا التى تسببت فى أكبر معاناة إنسانية فى قرن كامل ووقف الهجمات على المنشأت الطبية والمستشفيات لأنه أمر لا يجب أن يحدث فى القرن الواحد والعشرين. وما سبق يدفعنا إلى التركيز على وقف الأعمال العدائية وتطبيق وقف إطلاق النار.
هناك تصريحات أمريكية تخرج من دوائر الإستخبارات وتقارير أخرى عن الأمم المتحدة تتحدث عن تمدد "داعش" فى أكثر من 35 دولة وهو ما يناقض ما تقوله عن إحراز تقدم فى الحرب على التنظيم. كيف لنا أن نصدق النوايا الأمريكية والتقارير المتفائلة التى تشير إليها عن محاصرة "داعش"؟!
من خلال سفرياتى العديدة فى جميع عواصم العالم، استطيع أن أقول إننى ألمس أن هناك تحسنا فيما يتعلق بمواجهة الدعاية التى قام عليها تنظيم "داعش" والوضع اليوم أفضل مما كان قبل عام واحد. ومواجهة دعاية داعش تعنى أن نظهر أن توسع التنظيم ليس قصة أو "حقيقة تاريخية لا يمكن مجابهتها" ولكنها ايديولوجية قابلة للإنحسار وهى تنحسر بالفعل من حيث فكرة الخلافة التى يروجها والدعاية الخاصة به والأراضى التى يسيطر عليها وأعداد المقاتلين التابعين وقد عبر المتحدث الخاص بداعش بشكل مفتوح عن تراجع التنظيم ويقدم تبريرات دفاعية لانحسار التنظيم. فعندما يعتاد فريق كرة قدم على الفوز تكون مسألة الترويج له سهلة، ولكن عندما يبدأ فى الخسارة تكون الدعاية له صعبة وهو ما يحدث اليوم مع "داعش". ومن جولاتى فى العالم، وجدت أن مسألة التركيز على "الخلافة التاريخية" قد تراجعت أيضا بشدة والولايات المتحدة لا يمكنها مجابهة تلك الرسالة التى تروج لها داعش عن الخلافة ولكن الشخصيات الدينية والباحثون فى تلك المنطقة من العالم يقدمون اطروحات تنفى ما يذهب إليه التنظيم ونجحت فى عزل فكر "داعش" بشكل شبه كامل. كما أن علينا أن نظهر أن التوجه إلى سوريا ليس هو "الفردوس على الأرض" وأن الوضع هناك مزر للغاية والموت ينتظر من يذهب إلى هناك. ومستويات الدعاية فى التنظيم تنقسم إلى جزء صغير هو الدعاية لعمليات القتل والإعدام الوحشية والتى تروع قطاعات من المواطنين، وهناك الدعاية التى تعتمد على تقديم مبررات دينية لأفعالهم من خلال الترويج لحالة رؤية طوباوية عن مشروع الخلافة وهو ما يحقق فيه التحالف الدولى نجاحاً كبيراً. وقد حاول التنظيم الترويج لتلك الحالة ولكننا أثبتنا أن تلك أكاذيب وأعتقد أننا نجحنا فى وقف المد الداعشى وإن كان الأمر يحتاج إلى حملة طويلة الأمد ووجودى فى القاهرة والتشاور مع المسئولين المصريين مسألة مهمة للغاية لمحاربة فكر التنظيم بحكم الدور الرائد لمصر فى العالم الإسلامي.
الوضع فى ليبيا معقد للغاية وهناك ثغرة فى الحرب على التنظيم حيث يخرج مقاتلون من سوريا والعراق إلى معسكرات فى بعض المدن الليبية مثل "سرت" و"درنة" ولايبدو أن هناك مجابهة حقيقية لسد تلك الثغرة وتتردد أنباء عن احتمال تدخل عسكرى فى دولة الجوار وهو ما لا يمكن التنبؤ بنتائجه. ما هو موقفكم تحديداً؟
الولايات المتحدة تشعر بالقلق من الوضع فى ليبيا بالقطع، فى واقع الأمر لو نظرت إلى الإعلام الخاص بتنظيم "داعش" فتجد دعوات لمن يريد الانضمام إلى التنظيم بالذهاب إلى ليبيا وعدم التوجه إلى سوريا التى يقولون أن الأوضاع فيها أصبحت أكثر قسوة وهم يرسلون قادتهم ومواردهم إلى ليبيا. وموقف الولايات المتحدة حسب ما أعلنه صراحة الرئيس باراك أوباما هو أنه عندما نرى تهديدا إرهابيا ناشئا أو زعيما إرهابيا يشكل تهديدا لنا أو لحلفائنا وشركائنا، فنحن لا نتردد فى الرد الفوري. وهو ما دفعنا للقيام بضربات عسكرية ضد "أبو نبيل" أحد قادة "داعش" فى ليبيا قبل أشهر قليلة وسوف نستمر على النهج نفسه فى الفترة المقبلة. كما أن واشنطن مستمرة فى التركيز على نتائج العملية السياسية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني. وتلك لحظة مهمة لأننا أعلنا صراحة، إلى جانب موقف حليف مهم مثل مصر ومجلس الأمن الدولي، مثلما جاء فى القرار الأممى 2259 أننا على استعداد كامل لتقديم الدعم ل "حكومة ذات سيادة" بموجب اتفاق الصخيرات ولن نتردد أيضا فى التصدى للإرهاب الناشيء ونراقب عن كثب الموقف فى المناطق التى ذكرتها فى سؤالك.
مهام منصبك تتضمن التنسيق والمتابعة فيما يخص ثلاث مهمات رئيسية فى الحرب على داعش وهى المواجهة عبر وسائل التواصل الإجتماعى وغلق الحدود فى وجه أعضاء التنظيم وتتبع عمليات التمويل. هل هناك تطور حقيقى أم المسألة يصعب الحكم عليها الآن؟
بشأن وسائل التواصل الاجتماعي، فالوضع أكثر تعقيدا لأن تأثير مواجهة داعش على تلك المواقع لن يظهر إلا عندما نلحق بالتنظيم الهزيمة على الأرض. دعاية داعش سيلحق بها الهزيمة فعليا عندما نهزم التنظيم ميدانياً. عموما، غالبية ما ينشر عن داعش اليوم على صفحات "فيسبوك" و"تويتر" يتحدث عن التنظيم بشكل سلبى أو يعادى أفكاره بصورة واضحة.
وقد افتتحنا مركزا لمواجهة دعاية داعش فى دولة الإمارات وهو يعمل بكفاءة عالية ومؤثر ويقدم روايات للفارين من التنظيم يتحدثون فيها عن تجاربهم. وهناك دول أخرى مثل ماليزيا تدرس إقامة مراكز على غرار المركز الموجود فى الإمارات. كما نتعاون مع القطاع الخاص والشركات المالكة لمواقع مثل فيسبوك وتويتر من أجل حجب المواقع الخاصة بداعش. وأعلنت "تويتر" مؤخرا عن إيقاف أكثر من 125 ألف حساب يروج للتنظيم على الموقع.
بالنسبة لمسألة التمويل، ندرس الأمر عن قرب ووجدنا أن قطع مصادر التمويل الخارجى للتمويل فى العراق وسوريا مسألة مهمة ولكن التنظيم يحاول أن يسلك مسلك الدول من خلال الحصول على موارد من الداخل، وبالفعل يحصل التنظيم على عوائد من بيع البترول والضرائب ورصدنا إيرادات سنوية تصل إلى مليار دولار من التجارة فى النفط بالإضافة إلى ملايين الدولارات من فرض الضرائب على المواطنين فى المناطق التى يسيطرون عليها. وقد قلصنا من قدرة التنظيم على نقل البترول فى شاحنات، وأخرجنا من الخدمة بعض المواقع التى تنتج البترول والغاز. والأكثر أهمية أننا نقوم بتدمير مخازن "السيولة المالية" التى يدفعون منها للمقاتلين على غرار ما حدث فى مدينة "الموصل" بالفعل.
أما عن مراقبة الحدود ومكافحة الإرهاب العابر للحدود، فهو الجزء الأصعب لكنه يؤكد أهمية التحالف الدولى الحالى لمحاربة الظاهرة. وهناك عمليات تبادل معلومات بين الدول وشبكة معلوماتية حول حركة المقاتلين تحدد من أين يأتى هؤلاء وتتبع الشبكات من أجل العمل على انهيار تلك التنظيمات وقد قامت أكثر من 24 دولة، من بينها مصر، بالقبض على مقاتلين اجانب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.