ودعت مصر أمس الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، ورئيس منظمة الفرنكوفونية الأسبق والرئيس الشرفى للمجلس القومى لحقوق الإنسان، فى جنازة عسكرية مهيبة، تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بساحة مسجد المشير طنطاوى بالتجمع الخامس بالقاهرة، قبل نقل الجثمان إلى الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وتم نقل جثمان الفقيد الكبير من مستشفى السلام بالمهندسين، فى الساعة الواحدة والنصف ظهرا، وسط مشاعر انسانية حزينة وفياضة من المتواجدين بالمستشفى من افراد اسرته واقاربه ، بعد أن وصلت اليه فى الثانية عشرة ظهرا سيارة إسعاف تقل نعشا بنى اللون للفقيد. وحمل جثمان الراحل الكبير عدد من أفراد أسرته، وأعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان والعاملين بالمستشفى، ومنذ لحظة خروج الجثمان، رافق سيارة الإسعاف التى أقلته، موكب رسمى من عدد من سيارات الشرطة من مستشفى السلام بالمهندسين إلى ساحة مسجد المشير طنطاوي، والتى وصلت إليها فى الثالثة عصرا، بينما بدأت منذ العاشرة صباحا بالمستشفى إجراءات إعداد الجثمان للجنازة. وحرص الرئيس السيسى على تعزية أسرة الفقيد من الرجال والسيدات، حيث قام بمصافحتهم عقب انتهاء مراسم الجنازة. جثمان الفقيد الكبير محمولا على الأعناق وقد شارك فى الجنازة رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس، ووزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى، ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمود حجازى، والدكتور كمال الجنزورى ومنير فخرى عبد النور، وعدد من الوزراء والمحافظين والشخصيات العامة وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة ورموز الفكر والسياسة بمصر وممثلون عن عدد من المؤسسات الأممية والدولية. ووصل جثمان الدكتور بطرس غالى إلى الكنيسة البطرسية بالعباسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ورأس قداس صلاة الجنازة على الجثمان البابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية نحو الساعة الخامسة والنصف مساءً. وشيدت الكنيسة المرقسية، التى وورى الثرى بها جثمان غالى، على ضريح جده بطرس غالى رئيس مجلس وزراء مصر الأسبق وبنيت على الطراز البازيلكى على شكل فلك سفينة نوح، وهو أحد الأشكال التى شيدت عليها الكنائس الأرثوذكسية، ويبلغ طولها 28 مترا وعرضها 17 مترا ويتوسطها صحن الكنيسة ويفصل بين ممراته صف من الأعمدة الرخامية. وفى الوقت نفسه، نكست الأممالمتحدة علمها صباح أمس استعدادا لجنازة الدكتور بطرس غالى الأمين العام الأسبق للمنظمة الدولية، كما نشر مركز الأممالمتحدة للإعلام تقريرا مصورا شاملا عن تاريخ الفقيد ودوره وأهم اللقاءات التى عقدها خلال توليه للأمم المتحدة، ووقف أعضاء مجلس الأمن دقيقة حدادا على وفاته. وأصدر المجلس القومى لحقوق الإنسان بيانا مؤثرا عن تشييع جثمان الدكتور بطرس بطرس غالى الرئيس الشرفى له ومؤسسه، وقال إن مصر تشيع غالى بالصورة اللائقة لتاريخه ونضاله ودوره السياسى ومساندته لقضايا الشعوب والحقوق الإنسانية ونزع فتيل الحروب الأهلية فى عدد من الدول ومشاركته فى مفاوضات السلام ببعض بلدان العالم، وإن مصر والعالم خسرا بوفاته أحد أهم المخلصين والمدافعين عن حركة حقوق الإنسان وأحد حكمائه الذين ناضلوا بشرف وأمانة من أجل القيم الإنسانية والسلم والأمن والاستقرار الدوليين.