هل يقرأ المصريون؟ وما هى اتجاهات وميول القراءة فى مصر؟ اسئلة تفرض نفسها عندما يقف المرء امام قاعات معرض القاهرة الدولى للكتاب الحافلة بكتب فى شتى فروع المعرفة.. مع ذلك ففى غياب احصائيات واضحة موثقة عن حجم مبيعات الكتب والتخصصات الأكثر جاذبية للقراء والدراسات القليلة المتفرقة التى تناولت عادة القراءة فى مصر يتعذر الوصول لإجابات قاطعة، حان الوقت للوصول إليها لمعرف ما يشغل عقول أبناء مصر.. اللافت أن الاحصائيات المتداولة حتى اللحظة تقدم لنا صورا مشوشة لا يمكن الاعتماد على أرقامها، فبينما يشير واحد من أشهر تقارير اليونسكو وأكثرها تداولا حول القراءة فى العالم الى ان المواطن العربى لا يصرف اكثر من 6 دقائق فى القراءة فى العام، وان متوسط القراءة السنوية للمواطن العربى هو 10 دقائق وان متوسط قراءة المصرى نصف كتاب سنويا بمعدل عشر دقائق يوميا، أوضح استطلاع للرأى أجرته ياهو فى 2011 أن مصر تحتل المركز الخامس فى قائمة أكثر الدول التى يقرأ فيها المواطنون على مدى ألأسبوع إذ يبلغ عدد ساعات قراءة المواطن المصرى 7 ساعات و5 دقائق اسبوعيا (!!).وطبقا للدراسة التى أجرتها منظمة «NOP World Ltd» البريطانية للبحوث والإحصائيات تحت عنوان «مؤشر درجة ثقافة العالم» وتمت من خلالها دراسة عادات القراءة لعينة قوامها ثلاثين الف مواطن تبدأ أعمارهم من سن الثالثة عشرة تحتل الهند المركز الاول بعدد 10 ساعات و42 دقيقة للقراءة الأسبوعية وتليها تايلاند، ثم الصين بعدد 8 ساعات أسبوعياً، ثم الفلبين ثم مصر، بينما احتلت الدول الغربية الكبرى كالولايات المتحدةالامريكية، وبريطانيا ذيل القائمة المكونة من 30 دولة.!! ولا تنتهى تناقضات الأرقام ولا تضارب المعلومات التى تنقلها إلينا..فبينما يشير تقرير صدر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تحت عنوان ماذا يقرأ المصريون إلى ظاهرة عدم الاهتمام بعادة القراءة وممارستها بصورة منتظمة وأن83% من الأسر المصرية لا تقرأ ما يكفى (وإن لم يحدد التقرير المعامل المحدد للكفاية!!) تثبت دراسة هل يقرأ المصريون التى أجراها الباحث محمود عبد الرؤوف كامل فى ذات التوقيت قبل خمس سنوات على عينة قوامها 1684 من رواد معرض القاهرة الدولى للكتاب ومن طلبة فى مختلف التخصصات بجامعات القاهرة والمنوفية وأسيوط وقناة السويس وجامعة خاصة حب المصريين للقراءة واقتناعهم بأهميتها بنسبة 1.50%. ورغم تباين نتائج الدراستين فانهما التقتا فى تحديد أسباب ظاهرة عدم الاهتمام بعادة القراءة وممارستها بصورة منتظمة من حيث وجود أولويات أكثر أهمية بالنسبة للأسرة، أضاف لها الباحث محمود كامل معاملى افتقاد القدوة وإيقاع الحياة السريع. وفى تقرير المركز مثل معامل نقص الموارد المالية نسبة 55.8% وضيق الوقت 49.7% وارتفاع سعر الكتاب 41,4%, والأمية16,1% وإرتفاع اسعار الاشتراك فى المكتبات نسبة7,8% بينما حدد15,5% من العينة أسباب أخرى لهجر عادة القراءة. كما أوضح التقرير أن80% من العينة أكدوا أن أسرهم لا تقرأ سوى الكتب المدرسية، بينما أشار من العينة إلى أنهم يقرءون كتبا متنوعة خارج نطاق الكتاب ألمقرر وقد اتضح أن51% من فئة ال4% من حملة الدرجات الجامعية وأن اهتماماتهم تراوحت بين الكتب الدينية (بنسبة 78%) والعلمية (بنسبة33.4%) والأدبية بنسبة 29.30% والسياسية بنسبة 11% و4.4% لكتب الاطفال والقصص البوليسية فى المقابل جاءت نتائج د. كامل مشيرة أن نسبة من يقرأون كتبا غير دراسية من غير الطلاب تبلغ 3.57 % و 6.36 %من الطلاب من رواد المعرض و22 %من طلاب الجامعات وأن الكتب العلمية تأتى فى ذيل قائمة قراءاتهم. وفيما يخص عادة قراءة الصحف والمجلات بينما أوضح تقرير مركز المعلومات أن 76% من الأسر المصرية لاتقرأها على الاطلاق مقابل7٫1% فقط من العينة يقرأونها بصورة دورية، كشفت عينة الباحث محمود كامل اختلافا فبلغت النسبة لغير الطلاب 6.51% وللطلاب رواد المعرض 1.36% ولطلبة الجامعات 26.2%.. وإذا كنا لا نشكك فى صدق نوايا الباحثين ونتائجهم إلا أن تضارب الأرقام يمثل مشكلة حقيقة آن الأوان لتداركها لفهم ما يدور فى عقل أبناء مصر وتأسيس أحكام واقعية لوضع خطط وبرامج لمواجهة ما يحمله الغد...فهل تكون دورة معرض كتاب هذا العام البداية.. ليتنا نحاول.. لمزيد من مقالات سناء صليحة