يالها من ليلة رائعة ومثيرة تلك التى عاشتها الجماهير المصرية مع المنتخب الوطنى الأول لكرة اليد بعد التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية ال22 والتى أستضافتها القاهرة منذ 20 من الشهر الماضي، ونجح خلالها الفراعنة فى انتزاع اللقب من بين أنياب المنتخب التونسى القوى والعنيد، لتضع النجمة السادسة على قميص الفراعنة بعد اللقب السادس الأفريقي. رسمت الجماهير المصرية التى ملأت الصالة الرئيسية لإستاد القاهرة، لوحة فنية رائعة أثبتت من خلالها أن الرياضة بدون جماهير كالمسرح بدون فنانين، وكانت هى الداعم والمحرك الرئيسى للفراعنة فى مشوار البطولة ومنذ أنطلاقها بأول مباراة وتخطى الجزائر وحتى كلمة النهاية التى كانت أمام تونس أحد أقوى فرق القارة السمراء، وانتزعت عن جدارة واستحقاق تأشيرة التأهل إلى اولمبياد ريو دى جانيرو 2016، بعد أن سبق وحسمت التأهل إلى مونديال فرنسا 2017 بصحبة تونس وأنجولا صاحبة المركز الثالث. الفوز والتتويج والأداء القوى والرجولى، دعا رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى إلى تهنئة الفراعنة والشعب المصرى بالفوز والتأهل إلى الاوليمبياد وكأس العالم، مشيداً بالأداء المشرف لكافة لاعبى المنتخب وجهازه الفنى على مدار مباريات البطولة وما قدموه من مباريات متميزة نالت إعجاب الجميع. حيث أعرب السيسى عن تقديره للجمهور المصرى الذى تواجد فى مدرجات الصالة المغطاة لإستاد القاهرة وضرب مثلاً رائعاً فى التشجيع المثالى، وقدم صورة حضارية تليق بالشعب المصرى العظيم. شهادة للتاريخ وكتبت اللجنة المنظمة للبطولة برئاسة الدكتور خالد حمودة ومعه المهندس خالد العوضى مدير البطولة، شهادة نجاح تاريخيه لها من خلال التنظيم الرائع والقوى وما تخلله من امكانات ودقة فى المواعيد، والافتتاح الراقى وحفل الختام الذى كان أكثر من رائع، خاصة بالفيلم القصير الذى حكى قصة البطولة وأيام التدريبات والتعب والاستعداد لحضور الأشقاء الأفارقة، والرسالة المهمة التى قدمها وتحدث فيها عن أن المنافسة وانتهاء البطولة ما هى إلا بداية لمنافسات أخرى بين فرق القارة، ولكن بعد ذهاب اللقب لمن يستحقه فالجميع أخوة وأشقاء ويد واحدة، بالإضافة إلى ما تغنى به الفنان محمد حماقى الذى ألهب مشاعر الجماهير فى الختام، ويمكن القول بأختصار أن اللجنة نجحت بأمتياز فى إدارة البطولة. ولا يخفى على أحد الدور الكبير الذى قام به المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، فى البطولة ونجاحها، فقد تكون هى المرة الأولى التى يتخلى فيها وزير الرياضة عن مقعده وينزل أرض الملعب وسط العاملين وجميع اللجان بالبطولة، للأطمئنان بنفسه على كل صغيرة وكبيرة، ومساعدة اللجنة فى حل مشاكلها وتذليل كافة الصعوبات، فهو ليس صاحب منصب سياسى وحسب، بل صاحب حس وطنى جعله يدخل قلوب الجماهير، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال لقاءاته معهم بملعب البطولة، وفضل أن يلعب دور الجندى المجهول والأبتعاد عن بؤرة الإهتمام الإعلامى ليترك الفرصة لأعضاء اللجنة المنظمة للتواجد فى قلب الحدث. وأعلن وزير الشباب والرياضة عن صرف مكافأة 20 ألف جنيه لكل لاعب بالمنتخب الوطنى بعد التتويج باللقب، وقام عبد العزيز بتهنئة اللاعبين والجهاز الفنى واتحاد كرة اليد، مشيداً بالجهد الذى بذلوه خلال البطولة والتعب خلال مشوارهم، وأيضاً بالدعم الجماهيرى الرائع والأخلاق التى أتسموا بها خلال مباريات البطولة وحسن أستقبال الفرق المنافسة، والتى تشجع بكل حال من الأحوال فى عودة تدريجية لمدرجات كرة القدم، كما يتمنى الجميع. كما هنأ المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، أعضاء المنتخب الوطني، جهاز فنى ولاعبين، بالفوز بالبطولة، مشيدا بكافة الجهود التى بذلتها الجهات المختلفة للمشاركة فى تنظيم هذا الحدث الرياضى الهام، بما ساهم فى ظهوره بصورة مشرفة عكست حضارة الشعب المصرى أمام العالم، بعد أن حرص رئيس الوزراء على تسليم المنتخب الوطني، كأس بطولة الأمم الأفريقية رجال رقم 22، بعد الفوز على المنتخب التونسى 21-19. اللقب من حقنا ومن جانبه، عبر مروان رجب المدير الفنى للمنتخب الوطنى عن سعادته البالغة بالتتويج الأفريقي، وتحقيق اللقب بعد فترة غياب 8 سنوات ونجاح الفراعنة فى مهمتهم الأساسية والتتويج والتأهل إلى اوليمبياد ريو دى جانييرو. وقال مروان: بالفعل استحق الفراعنة الفوز باللقب الغالى وكنت واثقا من قدرة اللاعبين على تحقيق البطولة بسبب الروح العالية التى ظهروا عليها ورغبتهم فى الفوز باللقب لإسعاد الجماهير، كل هذا رغم صعوبة المباراة النهائية أمام تونس، والذى اعتبره أحد أقوى المنتخبات الأفريقية، لاسيما وان عددا كبيرا من لاعبى نسور قرطاج محترفون بالدوريات الأوروبية. ولابد من توجيه الشكر إلى الجماهير الوفية التى وقفت خلف الفريق وشجعت من قلبها من أجل الحصول على اللقب القاري، وعودة الفرحة للشارع المصري، وهذه الفرحة تساوى الملايين عند الجهاز الفنى واللاعبين. حمودة: الجماهير كلمة السر أكد خالد حمودة رئيس اتحاد كرة اليد ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة، أن الجمهور المصرى كان السر والحافز الرئيسى للمنتخب فى البطولة التى توج بها، مشيراً إلى ان اتحاد اللعبة نجح فى تنفيذ وعوده بإعادة المنتخب المصرى للتربع على عرش إفريقيا، موضحاً ان التركيز والعمل فى الفترة المقبلة سينصب على إعداد المنتخب للمشاركة فى أوليمبياد ريو. ووصف حمودة سعادته بالبالغة بالتتويج لأنه لم يمكن بأى حال من الأحوال ضياع اللقب من بين أيدى الفراعنة بعد هذا الجهد الكبير طوال الأشهر الماضية، أو بعد التنظيم الرائع للبطولة، بالاضافة إلى الحضور الجماهيرى المميز، فكان التتويج هو المكافأة للجميع. ..والنقيب يهديها اللقب أهدى حمادة النقيب مدرب حراس مرمى المنتخب، الفوز للشعب المصرى والجماهير التى ملأت مدرجات الصالة المغطاة لإستاد القاهرة لمؤازرة الفراعنة فى النهائي، مضيفاً أن المنتخب ظهر بمستوى رائع فى مشواره بالبطولة وصولاً للتتويج باللقب. وأوضح النقيب ان المنتخب يطمح للظهور بصورة مشرفة والمنافسة بقوة على احدى الميداليات الأوليمبية خلال مشاركته فى بطولة ريو دى جانيرو. سيطرة مصرية على جوائز وفريق البطولة سيطر لاعبو المنتخب الوطنى على الجوائز الفردية فى البطولة بإختيارات اللجنة المنظمة التى تم الكشف عنها فى حفل التتويج، وكان للاعب الكبير أحمد الأحمر نصيب الأسد فى تلك الجوائز بعد أن حصد ثلاث جوائز فردية بين جوائز البطولة بعد المستوى المميز الذى ظهر به فى البطولة، وفاز اللاعب بجوائز أفضل لاعب فى البطولة، وهداف البطولة، إلى جانب فوزه بلقب أفضل ظهير أيمن. كما حصل محمد ممدوح هاشم لاعب الفراعنة على جائزة أفضل لاعب دائرة بأدائه القوى والمشرف مع المنتخب الوطني. وحصل حسام خضر على جائزة أفضل جناح أيسر بالبطولة، رغم أنه لم يشارك سوى فى مباراتى الدورين قبل النهائى والنهائي، ولكنه ظهر بصورة رائعة وقدم أداء قويا. بينما فاز شاكر رضوان لاعب المنتخب الجزائري، بجائزة أفضل جناح أيمن بالبطولة، وتوج صبحى سعيد لاعب المنتخب التونسي، بجائزة أفضل صانع لعب، كما حصل مواطنه ماجد حمزة، على جائزة أفضل حارس مرمى بالبطولة، وأخيراً توج ايشاندو اسماعيل لاعب منتخب أنجولا بجائزة أفضل ظهير أيسر فى البطولة. الترتيب النهائى لفرق البطولة بعد فوز مصر باللقب وتونس بالوصافة، جاء المنتخب الأنجولى ثالثاً والجزائر فى المركز الرابع، والكاميرون خامساً بينما جاء المنتخب المغربى سادساً، والكونغو الديمقراطية فى المركز السابع والكونغو ثامناً، وأنتزعت ليبيا المركز التاسع ونيجيريا عاشراً، والجابون فى المركز الحادى عشر وأخيراً كينيا فى الترتيب الثانى عشر والأخير.