بعد 5 سنوات من الخداع البصرى والعقلى باسم «الربيع العربي» يدلنا واقع الحال على انتشار الفوضى وغياب الاستقرار وانهيار منظومة الدولة العربية الحديثة. ولست هنا أشكك فى وجود ظروف موضوعية قبل 5 سنوات كانت تحتم ضرورات التغيير والإصلاح نتيجة استحالة بقاء الأمور على ما هى عليه من فساد واستبداد والعجز عن ترجمة معدلات النمو المقبولة إلى مردودات اقتصادية واجتماعية لا تقتصر على الأغنياء فقط ولكن ما جرى جاء على غير المتوقع ودفع بالكثير إلى القول بأن الأحوال المعيشية كانت ستتجه إلى الأحسن والأفضل فى ظل الأنظمة التى تمادت فى الاستبداد ونخر فيها الفساد.. فهل هذا تحليل صحيح؟ الجواب فى اعتقادى أن التغيير والإصلاح كان ضرورة لا مفر منها منذ مطلع الألفية الجديدة ولكن أحداث 11 سبتمبر 2001 أجهضت أحلام التغيير ثم إن الأصابع الخفية التى تسترت خلف رايات 25 يناير 2011 وشقيقاتها فى الدول العربية هى التى أدت إلى مآلات الفوضي!. وعندما أتحدث عن الأصابع الخفية لابد أن أشير إلى غرابة الحدث الذى أشعل نيران ثورة الغضب فى تونس نتيجة مشادة عادية بين بائع متجول «بوعزيزي» وقوات الشرطة التونسية فتلتقط المديا العالمية الحدث وتجعل من إشعال البائع المتجول النار فى نفسه ضربة البداية لحرب بالوكالة لا تستهدف تونس وحدها وإنما تستهدف العالم العربى بأسره باستخدام ذات الشعارات وذات الوسائل وذات الهتافات التى استخدمت فى تأجيج نيران الثورات فى أوروبا الشرقية وأبرزها الثورة البرتقالية فى أوكرانيا. ولا شك أن أمريكا رأت أمامها فرصة ملائمة لإحياء سياسة الفوضى الخلاقة من أجل بناء شرق أوسط جديد ينهى حدود سايكس بيكو ويتزامن ذلك الحلم الأمريكى مع ظهور تنظيم داعش الذى تبنى هو الآخر مشروعا لتبديد حدود سايكس بيكو تحت صمت ورعاية ومباركة القوى الدولية وعلى رأسها أمريكا طوال مراحل إنشاء داعش وترسيخ أقدامه والصمت على تمدده!. ولا يقل أحد لى أننى أجتر نظرية المؤامرة لأن المؤامرة واضحة ومكشوفة وليس الوجود الروسى فى سوريا مجرد صدفة ولا الاتفاق النووى مع إيران مجرد صدفة فى هذا التوقيت... وعلينا أن ندرك أن الخطر مازال ماثلا واللعبة لم تنته بعد .. وكل التحية لشهداء الشرطة فى يوم عيد الشرطة يوم 25 يناير. خير الكلام: يا أمتى أتانى هواك بكاءً وحزناً.. فأطعمته لحمى وأسقيته دمى ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله