عقد المجلس المصرى للشئون الخارجية مؤخرا مؤتمره السنوى الثالث عشر تحت شعار «مصر وتحديات الإرهاب»، حيث تناول ثلاث استراتيجيات مواجهة الارهاب وأبعاد الظاهرة الإرهابية وأمن مصر القومى وتحديات الإرهاب. وسلط المؤتمر الضوء على عدد من القضايا المهمة التى تهيمن على المسرح السياسى فى منطقة الشرق الأوسط، وكان أهمها أن ظاهرة الارهاب باتت تمثل إحدى أهم التحديات التى تواجهها مصر بما لها من أبعاد سياسية وداخلية وخارجية وقانونية واقتصادية، حيث تسهم الابعاد الاقليمية فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فى زيادة حجم التحديات التى تواجهها مصر خاصة الأمنية فى المحيط الاقليمي، واكد السفير السيد امين شلبى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ان الدور الذى تلعبه أمريكا حدث له تطور كبير وواسع المدى منذ التسعينيات، عندما لم تأخذ أمريكا مأخذ الجد التحذيرات المصرية التى كانت تتعرض فى ذلك الوقت لعمليات ارهابية مختلفة، فقد كانت دائماً مصر تحذر و تؤكد ان خطورة الإرهاب لن تظل ظاهرة محلية و لكنها ستمتد إلى مناطق اخرى عالمية وتشمل مختلف دول العالم أيضاً (أمريكا و ربما الغرب كله)، ثم جاءت احداث 11سبتمبر وهنا حدث تحول أمريكى لفهم واستيعاب مفهوم ظاهرة الإرهاب والتعامل معه. وأضاف السفير شلبى أنه بعد احداث 11سبتمبر قام جورج بوش الابن بإطلاق استراتيجية عالمية اطلق عليها اسم (الاستراتيجية العالمية لمناهضة الإرهاب)، ثم حدث تحول آخر مع سياسة أمريكا مع مجىء اوباما و ظهور تنظيم ارهابى جديد اطلق على نفسه (داعش) و قد شهد العالم تقدما سريعا وملحوظا لهذا التنظيم فى العراق و تمدده فى سوريا ووجوده فى اليمن وليبيا أيضاً و يدعى ان لديه عناصر فى مصر ، فهذا التطور هو الذى دفع باراك اوباما لمعالجة هذه الظاهرة فى إطار سياق استراتيجيته الخاصة و هى إن أمريكا لن ترسل أى جندى أمريكى إلى مناطق الاضطراب فى منطقة الشرق الأوسط،و ركز على الضربات الجوية على قواعد «داعش» موضحا انه يعمل بالمشاركة مع شركاء دوليين و بهذا يكون قد تم تشكيل تحالف دولى ضد داعش . والنقاش الآن يدور حول مدى فاعلية هذا التحالف، و تمدد داعش فى مناطق مثل افريقيا و أوروبا لكى تقوم بإثبات نفسها بقوة وفاعلية فى باقى دول العالم ، فهذا هو الموقف اليوم فيما يتعلق بالتعامل الامريكى والدولى مع الإرهاب خاصة بعد ظهور داعش. وقد أدان المؤتمر جميع الأعمال الارهابية ، التى تستهدف مؤسسات الدولة وممتلكات الأفراد والمواقع التاريخية والثقافية، رافضا جميع أشكال دعم التنظيمات والعمليات الارهابية، بما فى ذلك الدعم المالى وتوفير الملاذ للمحرضين والمشاركين فيها. كما تم تأكيد الأبعاد المحلية والاقليمية والدولية للظاهرة الإرهابية، التى أصبحت ظاهرة عالمية لاترتبط بمنطقة أو ثقافة أو مجتمع، بل أصبحت تمثل تهديدا صريحا للسلم والأمن على المستويين الاقليمى والدولي. وفيما يتعلق بالتعامل مع الظاهرة الارهابية ، تم تأكيد النظرة الشمولية فى هذا التعامل، بدون انتقائية. وأكد المجلس المصرى للشئون الخارجية وقوفه خلف الدولة المصرية فى حربها ضد الارهاب الذى يسعى لتقويض دعائم نظم الحكم الديمقراطية والدستورية ولآثاره الوخيمة على حقوق الانسان فى العالم كله.وأوضح المجلس أن مصر طالبت خلال الأعوام الثلاثين الماضية بضرورة المواجهة الشاملة للارهاب بمشاركة جميع دول العالم.