من ابرز المشكلات الأزلية فى التعليم هى مناهج الثانوية العامة فهى تحتاج تغييرا شاملا لمسايرة التقدم التعليمى العالمى ، بعد ان صارت مناهج شبه عقيمة لم تتغير منذ نحو 28 عاما ، بينما دوليا تتغير مابين عام وخمسة أعوام، فحسب رؤية الدكتور على جودة أستاذ المناهج بجامعة بنها يرى أن المناهج ليست هى الكتاب المدرسى لأن هناك أنشطة مصاحبة وأهدافا تربوية تشمل كل مصادر التعلم والتكنولوجيا والمعامل وتنمية المهارات والتقويم إضافة لمحتوى الكتاب ، وبالتالى فإن نظام الثانوية العامة بأسلوبه الحالى يقتل إبداع الطالب ويعطيه قالبا بالتالى فى الامتحان فيحفظ المنهج فى صورة سؤال وجواب وخطوات محفوظة فى المواد العلمية، لا يستطيع منها التحرك أو إدراك العلاقات فى الأسئلة الفنية والإبداعية..فى الوقت الذى ينفق فيه الآباء نحو16 مليار جنيه على الدروس الخصوصية، فمشكلة الوزارة أنها تضع أفضل النظريات التعليمية فى العالم وأفضل مثاليات فى التعليم، ولا تلتزم بها فى العملية التعليمية خاصة مع طلاب الثانوية العامة الذين لا يحضرون طوال العام، فالعوامل الأساسية تشمل التذكر والفهم، والتحليل والتركيب، والتقويم بنسب معينة حسب المادة، ولكنها لا تنفذ فى التطبيق. فالواجب إرجاع دور الأنشطة التى تنهض بالطالب ، وتعديل طرق التدريس والوسائط التعليمية, وخفض الحشو بالكتب والمناهج التى تستنفد جهدا كبيرا مضيعا لجهد الطالب, فهناك إمكانات خيالية لدى الوزارة لتطوير المناهج والامتحانات والطالب أيضا، ولديها 4 مراكز قومية للامتحانات والبحوث التربوية, وتطوير المناهج, والتكنولوجيا ودعم القرار, وكل منها يستطيع أن يفعل الكثير فى النهوض بالمناهج بل التعليم المصري, وهى تتكلف مليارات الجنيهات، فالتعليم الحالى أدى بالفعل إلى كارثة, فأصبح ترتيب مصر الأخير عالميا، لأن الحفظ والتسميع لن يخلقا شخصية مبدعة أو متميزة تحت أى مسمى. وقال أستاذ المناهج : إن الثانوية العامة أصبحت من أعجب الشهادات فى تاريخ العالم فهى فى تغير مستمر إذ إن التطوير يعنى إخضاع منهج الكتاب للتغيير والحذف ، فالوزير وحده هو الذى يفكر ويخطط ويلغى كل ما سبقه من أعمال أوإنجاز، ثم يرفع شعار التطوير ، فالوزارة انتهت من المشروع والمؤتمر القومى لتطوير الثانوية العامة فى عهد الدكتور حسين كامل، الذى استغرق إعداده ثلاث سنوات ، وبعد جهد نحو 150 من كبار خبراء التعليم فى مصر ،وبتكلفة بلغت 250 مليون جنيه. جاء الوزير يسرى الجمل وأزال البرنامج بالكامل، وتلاه وزراء آخرون وجد كل منهم نفسه الحلم الذى تنتظره الثانوية العامة، منهم د. محمود أبو النصر ليعلن استراتيجية جديدة تنتهى عام 2030 وجاء د.محب الرافعى ليعطينا تصريحات ووعودا . وننتظر من الوزير الحالى الاستفادة من تلك الأخطاء. والبدء أيضا فى إيجاد حلول للكثافة المرتفعة لتحقيق أهداف المنهج وإزالة الحشو إن وجد بأسلوب علمى ، وتنفيذ استراتيجيات التقويم الشامل لضمان استمرارية الطالب دراسيا والحقيقة أن هذه البرامج ظلت حبرا على الورق ، وغياب مهارات المعرفة ، كما أن الورقة الامتحانية يجب أن تركز على مختلف المهارات لأن نظام الكتاتيب الحالى لا يصلح فى المناهج. ويضيف الدكتور محمد الطيب أستاذ المناهج وعميد تربية طنطا سابقا أن العمر الافتراضى لتغيير المنهج الدراسى دوليا والمتعارف عليه من عام إلى 5 أعوام، لذلك أصبحت هناك ضرورة قصوى لتطوير المنهج بالثانوية العامة بشكل كبير أو حتى تغييره، وعليه يجب مراعاة أسس فى التطوير أو التغيير بأن تكون وفق احتياجات المجتمع والتغيرات التى تطرأ عليه مثل ما حدث فى مصر خلال السنوات الأخيرة وقيام ثورتين .وهناك خطة بالفعل لتغيير جميع المواد للصف الثالث الثانوى باستثناء مادتى العلوم والرياضيات . كما .تراعى المناهج الأمن الفكرى فى ظل انتشار الجماعات والتنظيمات المتطرفة ، ومواجهة الإرهاب من خلال بث القيم الإيجابية مثل التعاون والحوار والتسامح وقبول الآخر ، وكذلك تنمية مهارات التفكير التى أعلن عنها الوزيرمن قبل ، حيث يبدأ التطوير بإعداد وثيقة للمنهج لمعرفة فلسفته والاتجاهات الحديثة التى تمت فى هذا المجال من حيث العرض والمعايير والمؤشرات وأساليب التقويم ، وفى ضوء الوثيقة يتم التعامل مع المرحلة الدراسية وتسمى فى تلك اللحظة دليل التأليف. وقال إننا نذكر تلك اللجان التى عقدت للتطوير فى فترة الوزير جمال العربى وظل الخبراء يعملون لمدة عام فى برامج التطوير وترتيب المادة الدراسية ووضع مواصفاتها ضمن ميثاق المواد التعليمية كل ذلك كان تطوعا راعوا فيه إدخال المعارف للطالب فى كل جانب من المادة ، والغريب أن الوزارة تضعه على بوابتها.