حاجة عجيبة فعلا.. وكأن مصر لا تتغير.. سنوات طويلة مضت ونحن نسمع ونقرأ عن كلمة أزمة وأن إدارة الأزمات تحولت إلي علم له قواعده وأصوله.. ولكن للأسف يبدو أننا مازلنا بعيدين عن هذا العلم.. ففي كل مرة تحدث أزمة في مصر سواء فى السياحة أو حتي أزمة أمطار وسيول أو أزمة حريق أو في أي مجال آخر.. يبدو الأمر وكأننا نواجه أزمة لأول مرة في تاريخنا ولم نتعلم أبدا من الدروس ما يمكننا من مواجهة أي أزمة بشكل علمي سليم يمنع أو يقلل من أضرارها علي الناس أو علي الدولة بشكل عام. أقول هذا بمناسبة حادث الغردقة الأخير الذي تعرض فيه أحد الفنادق لأزمة، البعض صورها علي أنها حادث إرهابي وربط بينها وبين حادث فندق شارع الهرم وأكد أن السياحة مستهدفة.. والبعض الآخر صورها علي أنها مجرد حادث إجرامي وتاهت الحقائق في اللحظات الأولي وكانت النتيجة الأخطر هي وقوع أضرار بالغة علي صورة مصر في الخارج، خاصة ما يتعلق بالحركة السياحية إلي مصر التي تتأثر جدا بما ينشر في الإعلام المصري والدولي بشكل يوثر سلبيا علي الحركة إلي مصر.. وكأن السياحة ناقصة« مصائب».. في رأينا أن المصيبة تكمن في غياب علم إدارة الأزمات.. بمعني أنه كان يجب فور وقوع هذه الأزمة أو هذا الحادث أن تجتمع لجنة معروفة محددة سلفا ولا يتحدث أحد مع الإعلام إلا بعد الرجوع إلي هذه اللجنة وبعد استجلاء الحقيقة.. لأن الحقيقة أو الصدق وحده هو المنجي في مثل هذه الأحداث. علي العموم إن حالة الارتباك في الساعات الأولي لأي حادث هي التي تحدد حجم الأضرار التي يمكن أن تحدث وإذا نجحنا في إدارة الأزمة في هذه الساعات الأولي ننجح في المواجهة أو التقليل من الأضرار.. لن أطيل أكثر من ذلك.. ولكن اقرأوا معي ما كتبه لنا بعض المهتمين والخبراء في السياحة حول حادث الغردقة لنعرف وجهة النظر الأخري فيما حدث وكيف نواجه الأزمات؟ وكيف يمكن أن نستغل أي كلمة إيجابية من أحد أطراف الأزمة لتحول الدفة لصالحنا بدلا من أن يتصيد لنا أحد الأخطاء تماما مثل حالة السائح السويدي الذي أصيب في حادث الغردقة وكان يجب أن يكون كلامه هو العنصر الأول والأقوي في المواجهة والذي كانت يجب أن تستغله البيانات الإعلامية المصرية الى جانب نجاح الأمن فى التصدى للمحاولتين فى الهرم والغردقة بما يعني أن الأمن صاحى وهو عنصر آخر كان يجب استغلاله فى الإعلام الدولى اقرأوا معى الرسالة التالية: الأستاذ/... تعودنا دائما أن نشكي لك ونلقي إليك بخواطرنا فيما يخص السياحة وهمومها ومشاكلها.. والموضوع هنا يا سيدي ما حدث هذا الأسبوع من حادث في مدينة الغردقة وهو تصرف إجرامي من شابين طائشين ولا يمت بصلة لأي تنظيم إرهابي ولكنه أثار حفيظة السياحيين ومنظمي الرحلات الأجانب.. لسوء تناولنا للموضوع إعلاميا محليا، ودوليا ولن أحكي الحادثة لأن الكل يعرفها جيدا ولن أمدح في المواطن الذي نقل السائح المصاب في سيارته وهو يسابق الريح لإنقاذه ولا السيد المحافظ أو أجهزته في المحافظة والشرطة لسرعة تصرفهم واحتواء الموقف في خلال 4 دقائق كما عرفنا.. لأن الذي مدح في هذه التصرفات هو السائح السويدي المصاب في الحادث عندما ذكر اليوم في أحد أشهر الجرائد السويدية الحادث بوقائعه ووصفه بأنه حادث إجرامي وكيف اهتم به الجميع فورا والأثر الطيب الذي تركه في نفسه عندما زاره في المستشفي... للأسف لم نهتم بذكر هذا إعلاميا في الخارج أو لوكالات الأنباء ولكن ذكرته جريدة الافتن بلادت السويدية وعلي الإنترنت.. ولا أدري أين الشركة التي تم التعاقد معها لإدارة مثل هذه الأزمات؟ ولماذا لم نستغل هذا الجانب الإيجابي دوليا؟ إن المشكلة ليس في الجريمة ولكن المشكلة في كيفية تعاملنا مع الأزمة إعلاميا وكيفية تعامل الإعلام المصري الذي أساء وصف الأحداث والواقعة وصور الموقف كأفلام جيمس بوند الخيالية عندما قرأنا أن الهجوم تم من البحر وتجري مطاردة المركب الذي هرب به الشخص الثالث في الهجوم.. وهناك من يحمل إعلام القاعدة وحزاما ناسفا.. إلخ.. وللمقارنة المخزية قبلها بأسبوع احترق فندق بالكامل في دبي في أهم موقع سياحي بالمدينة ولم يشعر العالم بأي حدث سوي خبر صغير جاء علي استحياء يذكر الواقعة وفي اليوم التالي أشاد الجميع بحسن التصرف للحكومة وباستمرار حفلات رأس السنة والألعاب النارية ولم يتطرق أي موضوع خاص بالسلامة عن كيفية احتراق فندق بالكامل في ساعات قليلة.. سيدي العزيز، أليس من الواجب أن تكون لدينا الآن وليس بعد قليل لجنة تسمي لجنة الأزمات بمفاهيم علمية.. ويجب أن تتكون هذه اللجنة تحت إشراف جهات سيادية عليا لأن هناك عدة وزارات مشتركة فيما بينها في هذه اللجنة.. لم أفهم بعد وقد مررنا بأحداث أضرت بالسياحة منذ عام 2011 حتي الآن ولو كنا تناولناها إعلاميا بصورة أفضل منذ وقت حدوثها لن نصبح علي ما نحن فيه اليوم.. الموضوع ليس مهمة السيد وزير السياحة وحده ولا الداخلية وحدها ولا الخارجية وحدها.. يجب أن تكون مسئولية كل الوزراء. انظر لدولة مثل الهند تعدادها مليار وأزيد وبمساحة قارة كان يحدث كل يوم أزمة وكارثة.. ماذا فعلت الهند وغرفة الشركات السياحية الهندية حيث أن هذا يضر بعملهم..كونوا لجنة من مجموعة من الخبرا في كل المجالات وكانت البيانات فقط تصدر عنها بحجمها الحقيقي. سامح سعد .. خبير التسويق السياحي والى رسالة ثانية .. الأستاذ/ .... مازلنا نؤمن بأسلوب السبهللة عن حادث الغردقة أتحدث وأقول إنه حادث يدرس في سوء أسلوب إدارة الأزمات فلا أسلوب ولا إدارة ولا خطة للتعامل من أساسه.. لا أحد يعلم دوره المرسوم ولا يدرك المسئول حدود مسئوليته ولا واجباته ولا دوره سواء الوظيفي أو الاجتماعي ولا الإعلامي.. هل لدينا خطة لإدارة أزمة اقتحام فندق؟ هل في رئاسة الوزارة أو وزارة السياحة أو المحافظة، في كل محافظة مقر لإدارة الأزمة؟ وعند حدوثها يحتل المسئولون أماكنهم ويكون لهم متحدث حصري ووحيد لإصدار البيانات تحت مسئولية مسؤول إدارة الأزمة للإعلام المحلي، وأن تكون هناك رسائل خاصة للإعلام الأجنبي وبيانات وصور. لقد كشف حادث الغردقة عن مجموعة من السلبيات: 1. تولي أمر الإعلام إما جاهل أو مدع أو باحث عن شهرة. 2. تحول الجميع إلي خبراء أمنيين وعليمين ببواطن الأمور. 3. تحولت الحكايات إلي حقائق وضعت المهنية وسط الخيالات. 4. انبري وتصدي الفندق لإصدار بيان وهذا ليس دوره. 5. تداخلت الاختصاصات والأولويات وتراجعت الواجبات تحت ضغط سباق اللقطة والظهور الإعلامي الورنيشي الرخيص. 6. معاناة منظمي الرحلات والسلطات الأجنبية في الحصول علي معلومات مؤكدة تفيد في اتخاذ ما يلزم لحماية رعاياهم واضطرارهم إرسال المتخصصين لتحري الأمر. 7. لم نسمع عن أي تحرك أو نحس بأي نشاط لشركة العلاقات العامة، التي تتقاضي الملايين والتي تتولي تحسين الصورة الذهنية عن مصر، هل إستغلت الدور الإيجابى للأمن المصرى فى المواجهة وحماية السائح؟ بالطبع لا .. اللهم إلا رسائلهم للإعلام المصري، حتي أنت تعطلت بوصلتك.. إدارة الأزمة علم يا سادة، متي تتعلمون؟ هشام تمام.. خبير سياحى ليس لدي تعليق علي الرسالتين سوي أن أقول: بالفعل هناك غياب لعلم إدارة الأزمات وتاريخنا يشهد علي ذلك في كل أزمة.. وتجربة دبى فى ليلة رأسي السنة نموذج للتعلم .. وأيضا أتساءل مع صاحبي الرسالتين: أين شركة العلاقات العامة وما هو دورها في إدارة الأزمة علي مستوي الإعلام الدولي؟ ولن أزيد علي ذلك!! لمزيد من مقالات مصطفى النجار