بداية أنا مدين بشكر واجب لكل القراء الكرام الذين تفضلوا بقراءة مقالي الأربعاء الماضي وتفضلوا بالاتصال بي تليفونيا ومن خلال الرسائل والتعليقات أو حتي من خلال حوارات بين القراء علي وسائل التواصل الاجتماعي وكانت كلها تشيد أو تبدي إعجابها بالمقال الذي كان تحت عنوان تونس تواجه إرهاب السياحة بحملة رائعة.. هل نتعلم؟ الغريب أنني لم أكن أتوقع كل هذا الاهتمام بالمقال ذلك لأنني سبق أن كتبت علي مدي سنوات طويلة مضت عن حملات مصر الدولية للسياحة وفكر التسويق والترويج الحديث الغائب عن مصر في كثير من الأحيان.. لكن يبدو أن مقالنا الأخير عن تونس وكيف تواجه الإرهاب في السياحة بفكر متقدم وبسرعة في رد الفعل وعدم الانتظار ومواجهة ما يحدث فورا وبأفكار جريئة سواء في الحملات الإعلامية والإعلانية أو المبادرات التي قدمتها الحكومة من حوافز وتسهيلات للمستثمرين بعد 48 ساعة من حادث تونس.. قد أثار حفيظة البعض في مصر للكلام وطالبوا بأن نتعلم بالفعل من هذه المواجهة من أجل مستقبل صناعة السياحة في مصر. ما نريد أن نقوله اليوم أن مصر في إطار مواجهتها للإرهاب تعرضت لثلاثة حوادث إرهابية خسيسة أولها العمليات الإرهابية في سيناء ثم جريمة اغتيال النائب العام وأخيرا حادث الانفجار أمام القنصلية الإيطالية صباح السبت الماضي والذي أحدث دويا في وسائل الإعلام العالمية وتصدر نشرات الأخبار في إيطاليا تحديدا وبدا واضحا أنه يمكن أن يؤثر علي السياحة.. صحيح أنه لم يكن موجها للسياح بشكل مباشر مثل حادث مدينة سوسة في تونس.. لكن في النهاية سيؤثر علي السياحة القادمة من إيطاليا إلي مصر ولا أقول من دول أوروبا عامة. لقد سمعت بالفعل عن إلغاءات لرحلات عدد من الأفواج الإيطالية أحدها كان مؤتمرا كبيرا لإحدي الشركات الإيطالية كان سيعقد في شرم الشيخ إذا نحن أمام حادث إرهابي له تأثير مباشر علي السوق الإيطالية السياحية.. فهل تصرفنا أو قمنا برد فعل سريع للحفاظ علي التدفق السياحي الإيطالي إلي مصر مثل ما فعلت تونس مع انجلترا أو حتي خططنا لذلك فورا؟.. بالطبع لا في حدود معلوماتي.. فقط كل ما حدث كلام عن لجنة الأزمات وأنها جاهزة وأنها تتابع ما حدث وأن وزير السياحة اجتمع بقيادات هيئة التنشيط وأشاد بموقف إيطاليا الداعم للسياحة المصرية وأن وزارة السياحة في انتظار يوم 22 أغسطس المقبل للإعلان عن اسم الشركة التي ستتولي حملة مصر السياحية الدولية وفي السوق العربية أيضا. يا سلام علي الكلام.. أما المواجهة علي أرض الواقع في إيطاليا نفسها من رسائل للسائح الإيطالي فعلينا الانتظار للحملة مثلا باعتبار أن الحملة هي العفريتالمختفي داخل القمقم والذي سيظهر فجأة ليحل المشكلة التي ظهرت فعلا بوادرها.. ألم نتعلم من تونس سرعة رد الفعل في الحملات وفي التعامل مع الإعلام الدولي.. فعلا هناك فرق في المواجهة بين حالة مصر وإيطالياوتونسوانجلترا. إن خطورة هذا الوضع أن إيطاليا أحدى الأسواق المهمة جدا لمصر وهي من أوائل الأسواق المليونية أي التي صدرت مليون سائح لمصر منذ بداية هذه الألفية مثل ألمانياوانجلترا وروسيا حاليا.. إذا نحن أمام سوق تحتاج إلي تعامل فوري وإلي خطط »تكتيكية« سريعة ومباشرة في الحملات.. أما الانتظار لحين إعلان اسم الشركة فذلك كلام عجيب. كنت أتصور أن تنتفض هيئة تنشيط السياحة وتجمع كل الخبراء الذين عملوا في مكاتب الهيئة بإيطاليا وكبار الشركات المصرية وخبراء الإعلام والحملات لمواجهة سريعة لمنع حدوث تداعيات سلبية نظرا لأهمية هذه السوق .. ونحن بهذا الرأي لا نتجني علي أحد.. ولعل ذلك واضح جدا في عدد من الرسائل من بين ما وصلني تعليقا علي مقال الأربعاء الماضي أولها رسالة من الشاب محمد صابر يقول فيها: أستاذ/.. أحييك علي مقالك الخاص بتجربة تونس لعل أحد المسئولين يهتم وتبدأ مصر في تغيير العقليات العقيمة والعقول المبرمجة علي الأنتخة وانتظار الراتب آخر الشهر .. نحن في انتظار الجديد منك دائما ورسالة أخري من الخبير السياحي والفندقي إيهاب الكرداني الذي يقول: لقد أعجبت جدا بمقالكم الرائع والذي يتناول رد فعل تونس علي الارهاب الذي حدث في سوسة وقد لفت نظري في ذلك سرعة الاستجابة والتفاعل مع المسئولين بالاستعانة بالخبراء والمتخصصين للتعامل مع الحدث وسرعة ازالة آثاره السلبية. واقترح: تشكيل خلية أزمة دائمة من كل الخبراء والمختصين تبني حملة اعلامية مدعومة بالخرائط التوضيحية والتي تبين موقع الحدث وبعده عن المناطق السياحية فمثلا حين نقول سيناء لا يفرق السائح بين شرم الشيخ أو رفح ولذا يجب توضيح ذلك بشدة. وتبني حملة اعلامية عالمية تستغل الحدث ايجابيا وتعمل علي عواطف المشاهدين مثل الارهاب لن يوقف استمتاعنا بالسياحة.. وتبني حملة ترويجية ضخمة عبر قنوات التواصل الاجتماعي حيث انها الاسرع تأثيرا ووصولا الي القطاعات العريضة الكبيرة من الجماهير المستهدفة. المهم إن كل هذه الآراء والحوادث الارهابية وتأثيرها علي السياحة يدفعنا للحديث عن حملات مصر السياحية الدولية التي يجري الاعداد لها الآن وهنا لابد من القول بأنه ليس مهما الاعلان عن اسم الشركة ولكن هل سنختار الشركة ونترك لها كل شيء؟ بمعني هل هي التي ستوجه رسائلنا للعالم ونحن غائبون عن التفكير.. إن المهم هو ادارة الحملة من خلال مجموعة عمل مصرية متميزة وخبراء متخصصين في الاعلام والتسويق.. إن اللجنة التي تم تشكيلها لاختيار اسم الشركة وبكل وضوح ومع كل الاحترام لاعضائها فليس تخصصهم الحملات وليسوا خبراء في الاعلام.. او التسويق .. ر بما يكونوا ناس شاطرة جدا في اعمالهم الخاصة وهذا ما هو حادث بالفعل.. لكن الحملات الدولية شيء آخر. ونحن هنا نتمني لو أن المهندس خالد رامي وزير السياحة استدراك الأمر وقرر الاستماع لوجهات نظر أخري خاصة خبراء الإعلام.. صحيح أن قانون المناقصات والمزايدات اللعين الذي ترتكب باسمه العديد من الجرائم يحدد ا لكثير من عمل اللجنة.. لكن لا مانع من تنفيذ فكرة سبق أن نفذها أحمد المغربي عندما كان وزيرا للسياحة وهو أن سمح للعديد من مساعديه ولأفراد من هيئة تنشيط السياحة لحضور العروض التي قدمتها الشركات لمعرفة آرائهم دون أن يكون لهم صوت في عمل اللجنة.. ولكن للتعرف علي مزيد من الرؤي. وأعتقد أن فرصة التصحيح والتجويد قائمة لضمان نجاح الحملة الجديدة فمثلا لقد كانت حملات مصر في عهد الدكتور ممدوح البلتاجي تنفذها أكثر من شركة بمعني أن هناك شركة للتعامل مع السوق الأوروبي وأخري للعربي وثالثة لأمريكا واليابان.. لماذا لا نعيد هذه التجربة لأن كل شركة تفهم أو أكثر قدرة علي مخاطبة الأسواق التي تعمل فيها بدلا من أن تستعين الشركة الواحدة بشركات أخري من الباطن.. وإذا كان ذلك صعبا فهل يمكن اختيار شركة لأوروبا وأخري للسوق العربي مثلا. نريد ضمان النجاح.. نريد حملات قطاعية أو نوعية للأقصر وأسوان علي حدة.. وشرم الشيخ والغردقة.. نريد حملات تكتيكية سريعة وحملات علاقات عامة تواجه الأحداث المفاجئة.. نريد قدرة فائقة وعلمية علي إدارة الحملات ولا نتصور أن عملنا هو اختيار الشركة.. وكان الله بالسر عليم. إن علينا أن نسعي لضمان نجاح الحملة خصوصا أنها ستستمر 3 سنوات وتكلفتها 150 مليون دولار تقريبا. و أن نتعلم من تجربة إدارة حملة تونس في انجلترا.. وان نعتمد علي الخبراء والعلم لمزيد من مقالات مصطفى النجار