الاعتداء الذى استهدف قنصليتنا فى القاهرة لن يخيفنا» وأن «إيطاليا لن يتم ترهيبها بهذا الانفجار المميت» التصريح السابق هو لوزير خارجية إيطاليا باولو جنتيلونى، عقب تفجير مبنى القنصلية الإيطالية، وهو تصريح يحمل معانى عديدة، منها ما قد يتعلق بمعلومات سابقة عن نية بعض الجماعات الإرهابية باستهداف منشآت أجنبية، أو توتير العلاقات المصرية الأوروبية، خاصة الإيطالية، والتعاون الأمنى بين مصر وإيطاليا ضد الإرهاب، وما يحدث فى ليبيا. ومن المعانى أيضا فى رسالة وزير خارجية إيطاليا، هو استهداف السياحة الإيطالية القادمة إلى مصر، حيث تحتل إيطاليا المرتبة الخامسة من حيث عدد السائحين وفقا لإحصائيات العام الماضى حيث بلغ عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال عام 2014 «400356» سائحا حققوا 3978033 ليلة سياحية، التى تمثل نحو 10% من إجمالى السياحة الوافدة إلى مصر. سيناريوهات عديدة حول ما حدث أمس فى القنصلية الإيطالية، أهمها كما يقول دكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان هو «رمزية» التفجير، حيث الهدف هو توصيل رسالة خبيثة هدفها بأن مصر غير قادرة على حماية السفارات الأجنبية لديها، والغريب كما يقول د. جهاد هو ما قامت به أوروبا منذ يومين حين أوقفت سفر السياح إلى مصر، حيث بدأت بولندا بحظر مواطنيها من السفر إلى مصر بحجة الأعمال التخريبية، وقد تبعها فى ذلك عدد من الدول الأوروبية، تحت زعم أن هناك شكا من الدول الأوروبية فى القدرات الأمنية المصرية وأشار عودة إلى أن حديث وزير الخارجية الإيطالية عقب الحادث الذى أكد فيه أن الحادث لن يهز العلاقات المصرية الايطالية لأنهم يعلمون أن عمليات إرهابية وارد حدوثها ضدهم، ولديهم خبرة طويلة فى التعامل مع هذا النوع من القضايا. وبالإضافة إلى المعنى المباشر السابق، يتساءل جهاد، هل وراء هذا التفجير سبب إيطالى أم سبب ليبى؟ فالتطورات شديدة فى ليبيا، وما حدث هو مشكلة حقيقية لمصر، رفعت من مؤشرات الأمن إلى مؤشرات السيادة. الأزمة الليبية ويذهب السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية إلى أن تفجير القنصلية بشكل عام هو جزء من عملية أشمل تقوم بها وتنفذها الجماعات الإرهابية، سواء فيما يتعلق بالداخل المصري، أو علاقات مصر الخارجية، خاصة إيطاليا، حيث نعلم جميعا دور إيطاليا الداعم لمصر منذ اليوم الأول لثورة 30 يونيو، وعلاقات مصر وإيطاليا فيما يتعلق بالأزمة الليبية وتطوراتها، والتعاون معا ضد الإرهاب. ويشير شلبى إلى أن هناك رسالة لا تقل أهمية عما سبق وهى استهداف السياحة الأوروبية عامة والإيطالية خاصة، فالتفجير له دوافع ورسائل عديدة تضم كل ما سبق. ورأى شلبى أن كلام وزير الخارجية الإيطالية باولو جنتيلونى مشجع، ونثق فيه، وأن هذا الحادث لن يهز علاقات مصر وإيطاليا، ولن يؤثر على التعاون القائم بينهما فى مكافحة الإرهاب، ومصر تستطيع أن تؤكد قدرة الأمن المصرى على حماية المنشآت الأجنبية، وهذا كان واضحا من لقاء الرئيس السيسى الخميس الماضى مع وزيرى الدفاع والداخلية ورئيس الأركان والمخابرات العامة، من أجل معرفة تطورات الأوضاع الأمنية الداخلية، تحسبًا للمخططات التى تستهدف زعزعة الاستقرار فى البلاد. ويشير شلبى إلى أن رئيس وزراء انجلترا دافيد كاميرون وجه تحذيرا منذ أيام للسائحين البريطانيين بمغادرة تونس حيث وصلت اليه معلومات تفيد بان عمليات إرهابية ستقع، ومن ثمّ فالمنطقة كلها معرضة لعمليات إرهابية، ولابد أن نضع ما حدث فى إطاره الإقليمى. بينما رأى السفير فتحى الشاذلى ما حدث من تفجير فى القنصلية الإيطالية، بأنه تطور نوعى فى العمليات الإرهابية، ويهدف الى توصيل رسالة بأن مصر غير قادرة على حماية البعثات الأجنبية ومنشآت الدول لديها، ومن غير المستبعد أن تكون داعش ليبيا وراء ما حدث، وعلينا أن ننتظر التحقيقات ليكون حكمنا سليما.