نردد كثيرا كلمة «غوغاء» دون أن نعرف معناها، ويقول على بن أبى طالب رضى الله عنه: (الناس ثلاثة: عالم ربانى ومتعلم على سبيل نجاة، ورعاع همج يميلون مع كل ريح، والغوغاء قوم إن تجمعوا ضروا وإن تفرقوا نفعوا)، وفى كتاب «الحلية» يقول محمد بن أسلم: (احذروا الغوغاء فإن الأنبياء قتلتهم الغوغاء)، أما فى كتب اللغة فكلمة «الغوغاء» لها ثلاثة معاني: الجراد إذا ماج بعضهم فى بعض عند الطيران والصوت والجلبة، والسفلة من الناس الذين يحدثون لغطا وصياحا، والمتسرعون إلى الشر غوغائيون لأنهم يحدثون غوغاء بكثرة صياحهم)، وقد استعير لفظ «الغوغاء» لوصف المتسرعين والذين يكثرون من الجلبة والصياح، و«الغوغاء» جميع بين الجعجعة والشوشرة التى يستعملها ضعاف النفوس وفقراء العقل لفرض وجودهم وتغليب وجهات نظرهم، ولا ينصاعون للقانون ولا يعبأون للتحذيرات. والغوغائية تنقض على الخير العام وتسود فى بلاد تعوزها القوة.. وقد عاشت مصر أياما برزت فيها رءوس الفتنة، ولبسوا لها ثوب صلاح وتلونوا وتحدثوا فى الدين والإفتاء، ومن أجل المناصب تسابقوا وليس من أجل البناء، واتبعوا منهجا لمطامع الدنيا، ويتكلمون ولا يعملون ولا يلتزمون بأدب أو حسن سلوك، وإنما الناس نوعان: نوع مفاتيح للخير مغاليق للشر، يشجع ويمنح الأمل والتفاؤل.. والنوع الآخر مغاليق للخير، مفاتيح للشر، مثبط الهمم وقنوط يضع العراقيل والعقبات لكل المشكلات، يقولون «لا» لكل شيء دون تمييز أو تفكير.. ويجب أن نقول لهم بصوت عال «لا» للعنف والهدم والتخريب، وهناك حكمة تقول: عندما يسكت أولو الألباب والعقول يتزايد صياح عميان البصائر والقلوب. محمد مدحت لطفى أرناءوط موجه عام سابق بالتعليم بالشرقية