تتعرض المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكثر القيادات الاوروبية مكانة ونفوذا التى قادت ألمانيا دون منافس حقيقى يجرؤ على تحديها لأزمة ثقة شديدة، هبطت بشعبيتها على نحو حاد على امتداد الشهور الثلاثة الاخيرة، لأنها فتحت أبواب المانيا على مصاريعها لهجرة اكثر من مليون لاجئ سوري، الامر الذى اثار قوى عديدة محافظة فى اوروبا والمانيا وداخل حزبها حيث تهدد مجموعات اليمين المحافظ بمغادرة الحزب، والامتناع عن المشاركة فى عدد من الانتخابات الاقليمية التى يخوضها الحزب. وبرغم الجهود التى بذلتها ميركل على امتداد الاعوام الاخيرة لإنقاذ اليونان من ازمة إفلاسها، ومساعدة أوروبا على الخروج من ازمتها المالية، ونجاحها فى وقف أطلاق النار فى اوكرانيا، تتعرض سياسات ميركل المتعلقة بالهجرة لانتقادات اوروبية حادة أدت إلى عزلتها، وثمة مخاوف حقيقية من ان تصبح المستشارة لأول مرة تحت هجوم حاد داخل مؤتمر حزبها الذى ينعقد فى غضون الاسابيع القادمة، مع ان الجميع يعرف ان الحزب لا يملك بديلا عن انجيلا التى لا تزال تحظى بتأييد واسع من فئات عديدة من الشعب الالماني. وتحاول أنجيلا تخفيف الضغوط المتزايدة التى تتعرض لها تحت دعاوى حاجة المانيا المتزايدة إلى المزيد من السكان لتعزيز قدرتها الانتاجية، وانشغال حكوماتها ببرامج تدريب واسعة للمهاجرين الجدد بما يزيد من قدرة المانيا الانتاجية، لكن قوى اليمين المتطرف ترفض هذه الرؤية خوفا من أن يؤدى زيادة أعداد المهاجرين المسلمين إلى زيادة المتطرفين، فى ظل حملات الكراهية المنظمة ضد الاسلام وضد الجاليات ، كما تحاول انجيلا ميركل التخفيف من وطأة الازمة عند المنبع من خلال دعمها للرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعون مادى يصل إلى حدود 3 مليارات يورو تتحمل المانيا الجزء الاكبر منه، مقابل ان يغلق اردوغان حدوده فى وجه المهاجرين السوريين الذين يعبرون الحدود التركية إلى البلقان ليصبحوا على ابواب المجر والنمسا، لكن ما يزيد ازمة المستشارة الالمانية تعقيدا، ان المهاجرين السوريين الذين وصلوا بالفعل إلى المانيا وأتيحت لهم فرص عمل عديدة، يطالبون بانضمام اسرهم بما يرفع أعداد المهاجرين إلى 3ملايين نسمة، ويسبب فزعا بالغا لمعظم فئات الشعب الالمانى ادى إلى انحسار شعبية ميركل وهدد لأول مرة مركزها الانتخابي. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد