حذر أطباء الأمراض الصدرية من تفشى ظاهرة استخدام الوسائل الالكترونية كالسيجارة والشيشة الإلكترونية كبدائل للإقلاع عن التدخين، وذلك باعتبارها وسائل غير آمنة ولها أضرار كبيرة على الرئة، لما تحتويه من مواد مسرطنة خطيرة، كما كشف العديد من الدراسات العالمية أيضا ارتفاع نسبة النيكوتين والقطران بها إلى ثلاثة أضعاف ما يتم ذكره فى وسائل الدعاية عنها.. جاء ذلك خلال مناقشات المؤتمر الدولى ال 14 للجمعية المصرية للشعب الهوائية، كما ناقش المؤتمر أيضا زيادة مرض الفشل التنفسى نتيجة التدخين والسدة الرئوية، حيث يشغل هؤلاء المرضى 50 إلى 70% من آسرة المستشفيات الجامعية والصدر بوزارة الصحة. ويقول الدكتور طارق صفوت أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس ورئيس الجمعية والمؤتمر، إنه تم مناقشة احدث أبحاث علاج السدة الرئوية، ومشكلات الأوعية الدموية الرئوية بما فيها جلطات الشريان الرئوى، ومرض توقف التنفس أثناء النوم والتقنيات الحديثة فى علاج و تشخيص التليفات الرئوية، كما عقد بالمؤتمر 8 ورش عمل حول مناظير الصدر و الموجات الصوتية على الصدر والقلب وغيرها. وأعلن الدكتور عادل خطاب أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس ونائب رئيس الجمعية عن تأسيس الجمعية لأول ناد لرعاية مرضى الجهاز التنفسى، يسعى للوصول إلى المرضى ونشر الوعى بالأمراض الصدرية ، وذلك من خلال عقد ندوات كل 3 أشهر، إلى جانب تنظيم قوافل طبية للمناطق الأكثر احتياجا وإجراء اختبارات قياس التنفس، كما سيسعى النادى إلى صرف علاج الأمراض الصدرية للمرضى الأكثر احتياجا بالتعاون مع وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية. وتناول الدكتور جمال ربيع أستاذ الأمراض الصدرية بطب أسيوط ومقرر المؤتمر، الفشل التنفسى نتيجة السدة الرئوية المزمنة أو تليفات الرئة نتيجة التدخين ، حيث يعد مشكلة كبيرة تشغل 50 إلى 70 % من أسرة المستشفيات الجامعية ومستشفيات الصدر، وينقسم المرض لنوعين الأول يكون به نقص أكسجين الدم غير مصحوب بارتفاع ثاني أكسيد الكربون ، ويتم العلاج بإعطاء الأكسجين بأى تركيزات، والنوع الثانى يكون مصحوبا بانخفاض الأكسجين بالدم الشريانى مع ارتفاع ثاني أكسيد الكربون، ويكون العلاج بإعطاء تركيزات منخفضة من الأكسجين، وطالب الدولة بدعم مرضى الفشل التنفسى بتوفير أجهزة مركزات الأكسجين الجوى ضمن منظومة العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي . وتحدث الدكتور عصام جودة أستاذ الأمراض الصدرية بطب الإسكندرية عن المعايير الدولية الحديثة لمرض السدة الرئوية، والتى تعتمد على أعراض المرض وشدته وعدد الأزمات الحادة، وليس شدة المرض من خلال المعامل «FEVI»، وتقسم المعايير الجديدة المرض إلى أربع مراحل الأولى وتكون بها الأعراض ودرجة الخطورة قليلة، وصولا إلى المرحلة الرابعة ذات الأعراض الشديدة مع ارتفاع نسبة الوفاة نتيجة المرض، وأشار إلى أن المعايير الحديثة ساعدت فى تغيير اقتصاديات علاج المرض، حيث وجهت الأطباء باستعمال البخاخات طويلة المفعول وقصيرة المفعول سواء منبهات "بيتا" و "لاما" ومهدئات مستقبلات "مسكارنيك" طويلة المفعول، وفى المرحلة الأولى تستعمل البخاخات قصيرة المفعول فقط ، وفى مرضى المرحلة الرابعة تستعمل موسعات الشعب طويلة المفعول بشقيها بالإضافة إلى بخاخات الكورتيزون الموضعى طويلة المفعول. وحول مخاطر البدائل الالكترونية للإقلاع عن التدخين كالسيجارة الالكترونية والشيشة الالكترونية، أكد الدكتور وائل صفوت عبد المجيد استشاري الأمراض الباطنة وعلاج التدخين، خطورة استخدامها، واعتبارها وسائل بديلة لتعاطى التبغ وليس الإقلاع عنه ، كما أنها غير آمنه ولها أضرار كبيرة على الرئة، حيث يوجد بمكوناتها مواد مسرطنة مثل "الجلسرين" ، و "الجليكول" و"النتروزامين"، بالإضافة إلى النكهات التى تعطى رائحة لهذه الوسائل، كما أظهر العديد من الدراسات العالمية ، وأخرها دراسة مستشفى مايو كلينيك أن نسبة النيكوتين بهذه الوسائل الالكترونية غير محددة، كما أنها تصل فى بعض الانواع إلى 3 أضعاف النسب الموجودة بالسيجارة التقليدية، وأكد الدكتور وائل ان السيجارة الالكترونية والشيشة والبايب الالكتروني ليست إلا وسائل لتعاطى النيكوتين وليست وسائل للإقلاع عن التدخين كما يروج لها البعض، لان المدخن يظل مرتبطا بالعامل النفسي مع وجود السيجارة فى اغلب الأماكن كما ترتبط بالجزء السلوكى، ويوضح أن أفضل وسائل الإقلاع هى بدائل النيكوتين الطبية ومنها اللاصقات الطبية والعلكة والعقاقير التى تغلق مستقبلات النكوتين كما تعمل على استثارة افراز مادة «الاندورفين» بالجسم، ويستطيع المدخن الإقلاع بدون مشكلات مع تناول العقاقير خلال شهر واحد.