صيحة تحذير أطلقتها دراسة طبية إقليمية أجرتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع قسم الأمراض الصدرية بطب عين شمس, حيث كشفت الدراسة عن زيادة في معدلات تدخين السجائر والشيشة بين الشباب و الأطفال بصورة جعلت مصر مرشحة لان تكون من أعلي الدول في معدلات الإصابة بمرض السدة الرئوية.. والأكثر خطورة أن الدراسة كشفت عن أن40% من مرضي السدة الرئوية غير مدركين لخطورة التدخين كمسبب رئيسي لإصابتهم بالمرض, وان60% من الأطباء المصريين لم يحاولوا مناقشة قضية الإقلاع عن التدخين مع مرضاهم كأحد مسببات المرض, واكتفوا بوصف العلاج الدوائي.. من ناحية أخري طالبت الدراسة بضرورة تغليظ تشريعات مكافحة التدخين في مصر ووضع ضرائب مضاعفة علي السجائر وإعادة توجيهها لعلاج المرضي. ويقول الدكتور عادل خطاب أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس والمشرف علي الدراسة في مصر إن معدل التدخين في مصر هو31% للسجائر والشيشة أو كليهما معا, مع زيادة معدلات التدخين بين الشباب والأطفال, وبحسب إحصائيات وزارة الصحة المصرية الأخيرة هناك500 ألف طفل مدخن تحت سن15 عاما, مع زيادة معدلات التدخين بالإناث في سن مبكرة, وتمثل نسبة التدخين بالرجال9 أضعافه بالسيدات. ويوضح أن مرض السدة الرئوية هو مرض يحدث نتيجة حدوث ضيق في الشعب الهوائية وانسداد مجري الهواء نتيجة التدخين أو التعرض للغازات والكيماويات ويؤثر في كفاءة الرئة, وتظهر أعراضه في الكحة والسعال وضيق التنفس أو الإحساس بالإرهاق العام, وحدوث اضطرابات في التنفس, وأن معظم مرضي السدة الرئوية المزمن لديهم بعض عناصر الالتهاب الشعبي المزمن والذي يتصف بالسعال المستمر, ومع زيادة المرض تأخذ الأوعية الدموية الرئوية في الضيق مما قد يؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم الرئوي كما قد يؤدي إلي حدوث مضاعفات تتمثل في فشل وظائف الرئتين وعدم كفاءتها وهبوط في وظائف القلب. وتبين من الدراسة التي شملت11 دولة بالشرق الأوسط, واستمرت عامين, وأشرف عليها الدكتور محمد عوض تاج الدين أستاذ الأمراض الصدرية ورئيس الجمعية المصرية للتدرن, أن المرض يأتي ضمن ثالث المسببات للوفاة في البلاد متوسطة الدخل, وفي مصر يصيب3.3% من السكان في مصر, وان10% يعانون من أعراض مبكرة للمرض ومرشحون لإضافتهم إلي نسبة المرضي, وان أسباب الوفاة في المرضي تأتي نتيجة الإصابة بأمراض القلب يليها سرطان الرئة ثم الفشل التنفسي, وان54% من مرضي السدة الرئوية في المرحلة الرابعة المتأخرة وذلك نتيجة تأخر التشخيص والعلاج السليم, وتبين أن49% من المرضي يعانون أمراضا بأجهزة الجسم الأخري, ومنها أمراض القلب بنسبة32%, واضطر28% من المرضي لترك وظائفهم بسبب تأثير المرض علي حالتهم الصحية, في حين اثر المرض بالسلب علي55% من المرضي سواء من ناحية أداء نشاطهم الطبيعي وممارسة الرياضة والواجبات المنزلية. ويضيف الدكتور خطاب أن نتائج الدراسة نشرت في مجلة أمراض الصدر العالمية, وكشفت عن أن40% من المرضي غير مدركين لخطورة التدخين كمسبب رئيسي لإصابتهم بالمرض, وان60% من الأطباء لم يناقشوا قضية الإقلاع عن التدخين مع مرضاهم واكتفوا بوصف العلاج الدوائي فقط, ويري انه برغم عمق الدراسة ودلالاتها الواضحة حول خطورة ظاهرة التدخين في مصر بين الشباب والأطفال إلا أنها لم تتطرق للأسباب الأخري والتي تنتشر في منطقة الشرق الأوسط مثل التلوث البيئي والمعيشي نتيجة الاعتماد علي مواقد الكيروسين والتدفئة بالفحم في الأماكن المغلقة.. وطالب بضرورة تغليظ تشريعات مكافحة التدخين ووضع ضرائب مضاعفة يتم توجيهها لعلاج المرضي, واتباع طرق غير تقليدية في مكافحة التدخين كالمفاضلة في بعض الوظائف وإعطاء الأولوية لغير المدخنين, إلي جانب توعية الأطباء بالإرشادات الدولية للعلاج حيت تشير الإحصائيات إلي أن6.4% من المرضي فقط يتلقون علاجهم وفقا للمعايير الدولية الحديثة للعلاج.