اندهش الجميع خلال حفل تدشين الكتاب الجديد للدكتور محمد نعمان جلال «العلاقات المصرية الصينية - ستون عاما» 1956-2016 من كم الحكايات التى تتحدث عن كواليس الدبلوماسية المصرية من موقعه كسفير لمصر فى الصين، وهى حكايات لا يمكن معرفتها إلا من راويها، ولكنها تعطى رؤية حول الدروس المستفادة فى العمل الدبلوماسى بين بلدين. أبدؤها بكيف قطع إجازته السنوية فى عام 2000 لكى يقنعهم فى الصين بضرورة زيارة رئيس جمهورية الصين لمصر فى مستهل جولته للمنطقة، وقال الصينيون لقد زار القاهرة من قبل، فاقترح السفير نعمان جلال زيارة الرئيس الصينى للإسكندرية ووافق الرئيس الصينى شريطة أن تنتقل الحكومة المصرية كلها إلى عروس البحر المتوسط ووافقت الحكومة وتمت الزيارة. يرى السفير نعمان جلال أن مفتاح العلاقات بين مصر والصين هو فى مجموعة الخبراء المصريين المتخصصين فى اللغة الصينية ويتحدثونها إلا أن الإدارات المصرية المتعاقبة لم تستخدم هذه الورقة الرابحة. ويحكى السفير نعمان جلال أنه حين قدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الصينى جيانج تزمين جهّز مكتب الرئيس عددا من المترجمين من الصينية إلى العربية والعكس، ولكن الرئيس الصينى فوجئ بسفير مصر يتحدث الصينية. فترة عمل السفير نعمان جلال فى الصين كانت من 1998 الى 2001. وقال إن الرئيس الصينى عادة لا يزور البلد الواحد إلا مرة واحدة فى فترة رئاسته حتى يمكنه أن يزور أكبر عدد من الدول فى تلك الفترة ..كان الاستثناء الوحيد هو روسيا والآن فى 2015 تغيّرت الأمور لكثرة المؤتمرات الدولية، فالزيارة الواحدة تتعلق فقط بالعلاقات الثنائية. يقول د. نعمان جلال إن المطلوب فهم العقلية والثقافة الصينية والاستعانة بالخبراء والمتخصصين، حتى أن الوحدة التى أنشئت بمجلس الوزراء بعد الزيارة الأولى للرئيس السيسى للصين لم تستفد ولم تسأل أيًا من المتخصصين المصريين فى الصين الذين لهم سمعة دولية ودراسات عن الصين ويفهمون العقلية الصينية ومنهج التفاوض الصينى. وأصدر 46 كتابا فى مختلف قضايا السياسة الخارجية لمصر والأمم المتحدة والإسلام وتحديات العصر والبنوك الإسلامية وعدم الانحياز وحقوق الإنسان والأمن العربى والبحرين وغيرها من الموضوعات. واختير السفير نعمان جلال عضو مجلس إدارة مؤسسة كونفوشيوس العالمية وعضو منتدى أكاديمية شنغهاى للدراسات الاجتماعية والدارسين فى الشئون الصينية. دشّن كتاب السفير محمد نعمان جلال بمكتبة مصر العامة وقدمه السفير عبد الرءوف الريدى، رئيس مجلس إدارة المكتبة، مع حضور عدد كبير من السفراء و رجال القوات المسلحة والصحفيين والمستشار الثقافى الصينى ورئيس القسم الإعلامى وعدد من المصريين المتخصصين فى الثقافة الصينية وهم من أصدقاء الدكتور جلال واثنين من الباحثين من مملكة البحرين. لمزيد من مقالات هدايت عبد النبى