واصل الدكتور محمد نعمان جلال دراساته عن الصين في العديد من المقالات الصحفية أو الدراسات الأكاديمية التي نشرت باللغتين العربية والانجليزية في عدد من الصحف والدوريات وشارك ببعضها في المؤتمرات الدولية المتخصصة حيث ركز علي التطورات المعاصرة و تفاعلها مع الثقافة وتأثيرها علي الحضارة وبخاصة المدارس الفكرية في الصين القديمة وأثرها علي الفكر المعاصر للقيادات الصينية من ماوتسي تونج وفكره العسكري المتأثر إلي حد كبير بفكر الاستراتيجي الصيني المشهور سون تزو، ثم العمل الإصلاحي المهم الذي قاده الزعيم الصيني دنج سياوبنج عام 8791 ومنهجه في الانفتاح، وبعده الرئيس جيانج تزمين واضافته لمفهوم الرأسمالية الوطنية في وثائق الحزب، وأخيرا الرئيس خوجنتاو وفكره في الوئام والتقدم والتقدم التكنولوجي، وأشرت في كلمتي في المؤتمر أيضا إلي كتاب »الصين بعيون مصرية«، الذي قمت بتحريره وشارك فيه عدد من الخبراء المصريين، وقد ترجم هذا الكتاب للغة الصينية. كذلك دراساتي عن مفهوم التناغم في الحضارات الغربية والصينية والإسلامية. وعن كيفية معالجة الصين للازمة المالية بحيث اثبت اسلوب التعامل مع الأزمة وجود فكر استراتيجي صيني يمكن ان نصفه بأنه فكر استباقي للازمات وليس تركها للفكر الاقتصادي الرأسمالي الحر بمفاهمية التقليدية الخاصة بآلية السوق والعرض والطلب ونحو ذلك. ونشير ايضا لاحد المتخصصين الفلسطينيين في الشئون الصينية هو الدكتور مصطفي السفاريني السفير الفلسطيني الاسبق في الصين وقد نشر باللغتين الصينية والعربية كتابا عن الصين هو بمثابة مذكرات، ولكن معظم دراساته وكتاباته في شكل مقالات وكتابات صحفية باللغة الصينية. كذلك نشير إلي كتابات الصحفي والسفير السوري لدي الصين السيد خير الوادي وحرصه علي متابعة الشئون الصينية بعد انتهاء عمله الدبلوماسي في الصين. وهناك ايضا عدد من الدارسين للغة والثقافة الصينية، كما اشرنا، من جامعة عين شمس وعملوا في الصين مثل الدكتور ناصر عبدالعال المستشار السياحي المصري، والاستاذة عزة الحديدي مدير مكتب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية وهي من المتابعين الجيدين للأحداث الجارية بصفتها صحفية والاستاذ حامد صقر المستشار الإعلامي المصري الاسبق في الصين وغيرهم من خبراء العمل الإعلامي اليومي ولهم دورهم في التعريف بالصين وتطورها. وفي هذا المقال الموجز نود أن نشير إلي اربع ملاحظات عامة الاولي ان الاشارة للدراسات والمناهج في الدراسات الصينية في العالم العربي ومصر بوجه خاص ليسا استعراضا شاملا وإنما هي اشارات انتقائية كمناذج لما هو متوافر من معلومات عن هذه الدراسات في لحظة معينة عندما طلب مني فجأة ودون سابق إعداد التحدث في الموضوع في المؤتمر.والثانية ان الدراسات الصينية في اسرائيل كانت من الناحية الاكاديمية سابقة واكثر تطورا وعمقا من الدراسات العربية واستفادت منها القيادات والسياسة الاسرائيلية بأكثر ما استفادت القيادات العربية بخبرات المتخصصين العرب في الدراسات الصينية، بل ان جنوب افريقيا حرصت علي الاستفادة من خبرة ومعرفة خبير مصري في الشئون الصينية عند اعدادها لمنتدي التعاون الصيني الافريقي الثاني في حين ان مصر ذاتها لم تستفد منه ولم تطلب التعرف علي آرائه وخبرته عند إعدادها للمنتدي الافريقي الصيني في شرم الشيخ أو المنتدي العربي الصيني ايضا أو زيارات المسئولين للصين وهذا من المفارقات اذ ان هذا الخبير المصري معترف به علي مستوي دولي في هذا المجال ولهذا لاعجب ان تتقدم العلاقات الصينية الاسرائيلية والهندية الاسرائيلية وتسير العلاقات الصينية العربية وبخاصة المصرية ببطء شديد لايتناسب مع سبقها الزمني ولا مع تأييد العرب للمواقف والسياسات الصينية في الإطار الدولي. وقد لفت نظري في المؤتمر الرابع للدارسين في الشئون الصينية في شنغهاي خبير أمريكي يهودي يقدم استشاراته لدولة عربية مهمة في العديد من المجالات ولايستبعد ان يكون من بينها علاقات تلك الدولة مع الصين، وقد حظي هذا الخبير باهتمام واضح من المسئولين الصينيين ايضا وألف كتابا عن الرئيس الصيني السابق جيانج تزمين. الثالثة ان الدارسين الغربيين كان لهم فضل السبق في استخدام العديد من مناهج البحث العلمي عن الصين وهو ما استفادت منه الدراسات الاكاديمية في العديد من الدول الاخري والرابعة تأثر الدراسات الصينية في داخل الصين بالمنهج الايديولوجي والسياسي للقيادة الصينية وعدم قدرة الباحثين في الخارج من الاستفادة منها للاعتبار الايديولوجي من ناحية ولان معظمها كان مكتوبا باللغة الصينية من ناحية اخري. وان كنت ألاحظ تطور منهج الكتابة للباحثين الصينيين في السنوات الاخيرة باستخدام منهج التحليل العلمي والتخلي عن منهج الإعلام السياسي الدعائي في كثير من كتاباتهم وهذا يعد تطورا ايجابيا فضلا عن الاتجاه مزيد من تعرفهم ودراساتهم للغة الانجليزية وتحدثهم بها في الكثير من المؤتمرات الدولية، وهذا كله يسهل التفاعل بين الاكاديميين الصينيين والاكاديميين من الدول الاخري وخاصة من الدول النامية الذين لاتتوافر لديهم الخبرات اللغوية الصينية. الخامسة تتمثل في شكوي بعض الدارسين العرب من أنهم لا يجدون اهتماما كافيا من قبل المسئولين الصينيين بدراساتهم أو تشجيعا لها أو تمويلا لبعضها كما يحدث بالنسبة للدارسين والمتخصصين في شئون الصين في البلاد المتقدمة بما في ذلك إسرائيل وان بعض الدارسين العرب ينشرون كتبهم علي نفقتهم الخاصة ويوزعونها مجانا وهذا يمثل عبئا عليهم. كاتب المقال : خبير في الدراسات الدولية والصينية