بعد التوجيهات المشددة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الاهتمام بالمعايير البيئية والصحية للمصانع والشركات حرص بعض أصحاب المصانع على اتباع الوسائل الآمنة لتدوير ملوثات مصانعهم من أجل الحفاظ على البيئة وصحة المواطنين. «تحقيقات الأهرام» التقت بعض أصحاب المصانع لمعرفة دورهم فى المحافظة على البيئة واستمعت إلى آراء عدد من المواطنين المتضررين من مخلفات المصانع التى تلقي بسمومها فى الترع والمصارف: فى البداية .. يقول طلبة السيد - مهندس زراعى بالمحلة إن المدينة تتميز بالعديد من مصانع الغزل والنسيج وبعضها تصرف مخلفاتها فى الترع والمصارف المجاورة للمصانع مما يدمر البيئة ، كما أن طريق المحلة - طنطا دليل واضح على الكميات الهائلة من أطنان الملوثات التي تلقى فى النهر والترع والمصارف من المواد الكيماوية من مخلفات تلك المصانع وسط تجاهل للجهات التنفيذية بالمحلة . مطالبا بفرض غرامة فورية رادعة لمن يلقي بمخلفات مصنعه بالترع والمصارف: ويشير محمود الفقى مدرس إلى أن أهالي قرية صفط تراب التابعة لمدنية المحلة الكبرى يعانون تلوثا غير مسبوق فالمجارى المائية التى تروى الأراضى الزراعية مليئة بأطنان من الملوثات العضوية والصناعية التى تلقى فيها يوميا ويقوم أصحاب المصانع المقامة على الطريق السريع بإلقاء المخلفات الكاوية ومياه تلوين المنسوجات فى الترعة بشكل غير مسبوق فى تحد صارخ للمسئولين والقيادات المسئولة عن حماية البيئة . ويقول سعد جابر من قرية كفر حجازى : إن إلقاء مخلفات المصانع فى المصارف أدى إلى انتشار جميع أنواع الأمراض السرطانية. ويقول على عبد الله - سائق مقيم بالمنطقة الصناعية بالمحلة - إن الغبار الكيماوى الناتج عن المصنع المجاور لمنزله يشكل سحابة ترابية تغطى المنطقة التى يقيم فيها وتنعدم الرؤية تماما فى فترة المساء . ويؤكد أشرف بدران - صاحب مصنع أن الترع والمصارف بمثابة قنابل تلوث موقوتة تهدد حياة المواطنين بسبب تزايد حجم الملوثات حولها وغياب دور الوحدات المحلية لإيجاد وسيلة تخلص آمنة من القمامة التى أصبحت مشكلة كبيرة بعد أن امتلأت بها الشوارع. وطالب بدران - بوقف تراخيص المصانع المقامة على طريق المحلة التى تلقى ملوثاتها فى الترع بشكل غير مسبوق. وقال- بدران - إنه بعد الزيارة التي قام بها الرئيس السيسي إلى سنغافورة والاطلاع على تجربتها في تحويل مياه الصرف الصناعي إلى مياه للري والتخلص الآمن من المخلفات لا بد من نقل هذه التجربة إلى مصر. أما محمد الشعراوى - صاحب مصنع وبريات بالمحلة فيرى أن هناك بعض المصانع تتعمد تشويه صورة أصحاب المصانع وتلقي بمخلفاتها فى الشارع والمصارف فى تصرف غير مسئول منهم بأهمية الحفاظ على البيئة . أما حسن الملاح صاحب مصنع - فيقول إنه ملتزم بالاشتراطات البيئية المطلوبة ويوفر فلاتر لامتصاص الأدخنة والغازات السامة الناتجة عن ملوثات المصنع حتى لا ينعكس ذلك على المواطنين فى المنطقة . ويقول - اللواء السيد سعيد سكرتيرعام محافظة الغربية - إن هناك اهتماما كبيرا بمواجهة مشكلة التلوث الناتج عن مصانع الغزل والنسيج ومعظم الشركات الصناعية قامت بتقنين أوضاعها البيئية ويتم التشديد علي تلك الشركات بعدم إلقاء مخلفاتها بالترع والمصارف . ويعلق د. على عبد الرحمن الخبير البيئي قائلا: إن مصر من أكبر الدول تلوثا فى العالم وأكثر المدن تلوثا بها هى كفر الشيخ لوجود مصانع الأسمدة فيها ، و يرجع انتشار الأمراض السرطانية إلى صرف المصانع نفايتها في النيل رغم تحرير الكثير من المحاضر لها وتعلق د. عواطف محمد أستاذ مساعد بقسم الطب المهني والبيئي بقصر العيني قائلة : إن عددا كبيرا من المصانع لا تقوم بالتخلص من النفايات الخطرة الموجودة بها بالطريقة الصحيحة ويجب على الدولة أن تلزمهم بتدوير القمامة .