رحل عن دنيانا فجأة الصديق و الأخ العزيز عز الدين شوكت. بالنسبة لى شخصيا، عز كما كنا نناديه، كان صديقا شخصياً لأسرتى من خلال زمالتنا فى الاهرام. هو انضم الى أسرة الاهرام فى سنة 1968 حينما دعاه خبير اليونسكو الذى كان يترأس قسم المعلومات فى ذلك الوقت الاستاذ محمد حمدى ليطور به مع آخرين خدمة المعلومات فى الاهرام. كان عز يحسن إدارة علاقاته بالناس، فهو ودود، محب للناس، حبل المودة معه لا ينقطع. احيانا كنا جميعا نطلق عليه تسمية «بيت العز» نسبة الى شخصيته الكريمة و عطائه مع الآخرين. عز الدين شوكت كان خبيراً دولياً فى مجاله-المعلومات-و اثرى مؤسسات كثيرة أنضم إليها بهذه الخبرة. كانت له رؤية كونية فسبق عصره و سبق جيله فى قطاع المعرفة المعلوماتية. وفى شبابه عمل مع عدة محطات تليفزيونية أمريكية وغيرها ففتح المجال لعدد كبير من الصحفيين للعمل فى مجال العمل الصحفى على الشاشة الصغيرة، و كان من الرواد فى هذا المجال. ذكريات و ذكريات المودة والصداقة و الزمالة منها أنه كان يطلق على والدتى نادية حسين مظهر الطوبجى «ميس إليmiss ely “ نسبة الى تشابهها فى الشكل مع ربة الاسرة فى مسلسل بايتون بلاس peyton place الشهير. و كان يحب اولاد اختى كوكو حين ولدا حسين ومحمد، واستمرت صلته بمحمد لانه صديق شخصى لآمنة ابنته. يعنى نحن نتحدث عن صداقة تفوق السنوات الأربعين من عمرينا. ولكن الدنيا أخذتنى سنوات و سنوات وانا بعيدة عن الوطن ثم وانا أعد لمجلة حقوق الناس للإصدار منذ سنة ونصف السنة فلم أعد أرى احداً إلا من هم فى دائرة هذا العمل وأسرتى المباشرة واندم كثيرا لأننى لم استوقفه فى آخر مرة رأيته بنادى الجزيرة لنتحاور عن ماذا جرى فى حياتنا. أتذكر اليوم بعضا من ذكرياتى فى صحيفة الاهرام حين كنت عضوا فى القسم الدبلوماسى كانت تغطيتى للصحيفة محصورة ما بين وزارة الخارجية فى التحرير وفى الجيزة أى فى مربع محدد وبقية القسم يجوبون الدنيا طولا وعرضا بالسفر فما كان من عز ان هب للدفاع عنى و قال للمسؤولين «هى هدايت مندوبة مربع التحرير - الجيزة و لا إيه»؟ عز الدين شوكت خرج من عائلة عسكرية فقد كان والده أميرالى بالجيش المصري. و لكن عز لم يبق داخل الحدود فقد اخذه العمل الى واشنطن حيث عمل ملحقا إعلاميا لمصر و شرف مصر هناك و هو عمل مع الراحل الاستاذ محمد حقي، الذى كان مستشارا إعلاميا لمصر فى العاصمة الامريكية، و توفى منذ أسابيع أيضاً. الاستاذ محمد حقى كان فى الاهرام رئيساً للقسم الخارجى و اول رئيس لى عملت معه. و بعد عودته من واشنطن عمل عز مع صاحب السمو الملكى الامير طلال بن عبد العزيز ال سعود، الرئيس والمؤسس لبرنامج الخليج العربى للتنمية (أجفند). و خلال تلك الفترة عملت المملكة العربية السعودية على جس النبض من خلال حديث صحفى يدلى به الامير طلال لصحيفة الاهرام لعودة العلاقات المصرية العربية بعد كإمب ديفيد و القطيعة، و اختارنى عز لإجراء الحديث و كان قد نشر فى الاهرام و كان صداه كبيرا. ثروته من مؤسسة الأهرام هى أسرته حيث تعرف على زوجته هناك، زميلته و زميلتنا فى الاهرام ليلى حافظ اسماعيل، وكان من بين مناصبها مديرة لمكتب الأهرام فى باريس. و أنجب منها يحى وآمنة وله حفيدة من يحى هى الجميلة تايا. رحم الله عز الدين شوكت واحد من قدامى الأهراميين و من أعمدتها. لمزيد من مقالات هدايت عبد النبى