تعثر تنفيذ اتفاق لخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم داعش الإرهابي، من ثلاث مناطق جنوب العاصمة السورية، وذلك فى أعقاب مقتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام» فى غارة سورية. وكان من المفترض ان تبدأ اليوم عملية خروج حوالى أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من ألفى مسلح غالبيتهم من داعش وجبهة النصرة من مناطق القدم والحجر الأسود واليرموك جنوبدمشق إثر اتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء تلك المناطق. وقال مصدر مطلع: «توقف خروج المسلحين من داعش وفصائل أخرى من الحجر الأسود جنوبدمشق بعد مقتل علوش حيث كان من المفترض أن يؤمن هذا الفصيل خروج القافلة إلى بئر القصب» فى ريف دمشقالجنوبى الشرقى ومنها إلى مناطق توجه المسلحين فى الرقة ومارع. وأوضح المصدر أن «الحافلات التى كان من المفترض أن تنقل حوالى 1200 شخص غادرت القدم والحجر الأسود»، مشيرا إلى أن توقيت إتمام العملية لم يعد واضحا. وقتل علوش الجمعة فى غارة شنتها الطائرات الحربية للقوات السورية، واستهدفت اجتماعا لتنظيمه فى الغوطة الشرقيةلدمشق. وتعد مارع من أبرز معاقل الفصائل المعارضة المقاتلة، وبينها جبهة النصرة فى ريف حلب الشمالي، كما تعتبر الرقة معقل تنظيم داعش فى سوريا. جاء هذا فى الوقت الذى أشارت فيه أنباء أذاعتها قناة المنار التابعة لحزب الله اللبنانى أنه تم تعليق تنفيذ الاتفاق بعد مقتل زهران علوش ما يسمى بتنظيم «جيش الإسلام» فى غارة جوية بدمشق أمس الأول. على جانب آخر، وفى تهديد جديد للمفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة المقرر عقدها شهر يناير المقبل فى جنيف، أعلن «جيش الإسلام» انسحابه من «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض، ردا على مقتل قائده. ورفض التنظيم فى بيان له، نقلته وكالة أنباء سبوتنيك الروسية، الدخول فى أى مفاوضات مع الحكومة السورية، متعهدا برد عنيف داخل دمشق، التى أعلنتها السلطات السورية منطقة عسكرية. وكان مسئولو التنظيم قد أعلنوا وبعد ساعات من مقتل علوش تعيين قائد جديد لهم هو أبو همام البويضانى (40عاما) الملقب ب»أبو همام»، الذى ينحدر من مدينة دوما فى ريف دمشق، وهو مقاتل تقيم عائلته علاقات وثيقة مع تنظيم الإخوان فى سوريا، وفقا لمصادر فى المعارضة. من جانبها، وفى أول رد فعل لها على الحادث، ذكرت قيادة الجيش السورى فى بيان بثه التليفزيون الرسمى أنها شنت «عملية خاصة» أدت إلى مقتل علوش فى إطار «مهمة وطنية». ومن جهته، صرح مصدر أمنى سورى لوسائل الإعلام بأن «عشرات» المقاتلين المسلحين قتلوا فى الغارات التى شنها الطيران السورى بصواريخ روسية حصل عليها مؤخرا. وأضاف المصدر أن الطائرات شنت غارتين استهدفتا الاجتماع، وأطلقت 4صواريخ فى كل غارة، مما أسفر عن مقتل 12على الأقل من أعضاء تنظيم جيش الإسلام، و7من أعضاء تنظيم «أحرار الشام». وفى السياق نفسه، شن عمران الزغبى وزير الإعلام السورى هجوما حادا على خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطرى واصفا قطر بالإمارة «المأمورة». وجاءت هجوم الزغبى ردا على تصريحات العطية خلال لقاءه ونظيره الروسى سيرجى لافروف أمس الأول فى موسكو، وقال فيها إنه»يجب فهم منطق ودوافع الجماعات السورية التى حملت السلاح ضد الدولة فى سوريا». ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن الزغبى قوله إن»دفاع العطية عن الإرهاب لا يعكس فقط تورط دولته فى الإرهاب الدولي، بل إصرارها على الاستمرار فى دعم ممثليه فى سوريا رغم القرارات الأممية، ولا سيما القرار 2253الصادر مؤخرا». وأضاف الزغبى أنه»إذا كان من أحد يجب أن يحاسب على ما حصل فى سوريا فهو قطر وتركيا».