تمر علينا اليوم الذكري العطرة لمولد الحبيب المصطفي, وسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم , كل عام وكل أمتنا الإسلامية والعربية بخير وأمن وأمان . و ما أحوجنا هذه الأيام للاحتفال بهذه الذكري المباركة, واستدعاء حياته وسيرته وأخلاقه وتعاملاته وكل ما يتعلق بشخصه الشريف , لكي نقتدي به كما أمرنا المولي عز وجل فقال تعالي " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثير " صدق الله العظيم . ولكن وللأسف لما غاب عنا الاحتذاء بهذا السلوك القويم لرسولنا الكريم , أصبحنا علي ما نحن عليه الآن , وكأننا تحولنا إلي يأجوج ومأجوج حيث نتصارع جميعا فيما بيننا , وكانت النتيجة الحتمية هي ظهور كل التيارات الدينية المتشددة التي جاءتنا من كل حدب وصوب فانتشرت بيننا كالنار في الهشيم ! ومنها علي سبيل المثال جيش النصرة وأنصار بيت المقدس , وكل الجماعات الإسلامية الأخرى , التي وبسبب كثرة أعدادها المهولة يصعب حصرها , وكلها تدعي علي نفسها أنها إسلامية بينما الإسلام بريء منها ومن كل تصرفاتها التي لا يوجد وصف واحد لها سوي أنها إرهابية ! وهل ما تفعله داعش من تصرفات همجية كشفت عنها مؤخرا نادية مراد " الإيزيدية " وهي تلك الفتاة التي استطاعت أن تهرب من جحيم داعش , فراحت تتحدث وتكشف بل وتفضح أفعالهم مع البشر من ذبح وحرق وقطع الرءوس والنكاح وتجارة الرقيق وتجنيد الأطفال واغتصاب النساء , هي نفسها قالت أنه قد تم اغتصابها منهم العديد والعديد من المرات ! فهل هذا هو ما يريده لنا أو يحثنا عليه ديننا الحنيف ؟ معاذ الله أن يأمرنا إسلامنا بمثل هذه العادات الجاهلية التي لم يرتكبها حتى عتاة الإجرام من التتار ولا المغول ولا الفرس ولا أي قوات ديكتاتورية شهدها العالم سواء في الزمن الغابر أو زمننا الحديث ! بل علي العكس فقد جاء الإسلام ليقضي عليها , ومن أجلها بعث أيضا الهادي البشير محمد صلي الله عليه وسلم ليتمم لنا مكارم الأخلاق , وصدق رسوله في حديثه الشريف " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وليتنا ونحن نحتفل حاليا بمولد الهدي , أن نستعيد فيما بيننا قيم إسلامنا , وأن نهتدي ونقتدي بأخلاق من وصفه الله عز شأنه بأنك لعلي خلق عظيم , وأن كنا قد انحرفنا عن صراطنا المستقيم كثيرا , فليس هناك ملاذ غير الله نلجأ إليه بالتوبة والاستغفار , فرحمته سبقت غضبه . واعتقد أن هناك من البشارات ما يؤكد أن الله سيرحمنا مما نحن فيه وكلنا أمل في ذلك , وليس أدل علي ذلك من حدوث تلك الظاهرة الغريبة التي لا تأتي إلا كل 33 عاما ! حيث جاءت ذكري ميلاد المبعوث رحمة للعالمين مرتين في عامنا هذا , كانت الأولي في 3 يناير 2015 , والثانية في 23 ديسمبر 2015 أيضا لمزيد من مقالات علا السعدنى