وصف وزير خارجية جنوب السودان برنابا مريال بنجامين مساهمة الصين بقوات خارج حدودها للمرة الاولى فى تاريخها تحت مظلة الأم المتحدة بأنه يمثل تغيراً جذريا فى سياسة بكين تجاه افريقيا،ودعا رجال الاعمال الافارقة - فى حواره ل«الاهرام» على هامش مشاركته فى قمة الصين- افريقيا التى عقدت اخيرا بجوهانسبرج- الى الانخراط فى عملية البناء التى تشهدها جوبا، وعدم ترك الساحة للشركات الصينية وحدها حتى تكون المنفعة متبادلة بين الجانبين، واشاد بالدعم الذى تقدمه مصر لبلاده فى مختلف القطاعات لاسيما افتتاح فرع جديد لجامعة الاسكندرية فى جنوب السودان .. وفيما يلى نص الحوار: كيف ترى نتائج منتدى الصين افريقيا؟ اود ان اشير بداية الى ان جنوب السودان شاركت فى قمة «الفوكاك» افريقيا-الصين بوفد كبير مكون من ثمانية وزراء يمثلون مختلف القطاعات برئاسة الرئيس سيلفا كير دلالة على الاهمية التى نوليها لهذا المنتدى فهناك تعاون بناء بين الصين وبلادى فى كثير من المشروعات التنموية فى قطاعات الصحة، والتعليم والبنية التحتية، كما ان الصين تحصل على 40%من انتاج البترول من جنوب السودان. وتكمن اهمية المنتدى الصينى الافريقى فى انه سيسمح للافارقة بالانخراط فى تمويل المشروعات التى تمثل اولوية بالنسبه لهم، كما سيدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالاضافة الى تعزيز قدرات القارة فى مجال التصنيع حتى تتمكن افريقيا من مواجهة تحدياتها، وبالتالى سيؤدى الى خلق فرص عمل للحد من ارتفاع معدلات هجرة الشباب للخارج . ولكن الاهم من ذلك ان نرى شركات، ورجال اعمال افارقة يعملون جنبا الى جنب مع الشركات الصينية حتى يعكس التعاون بين الجانبين المنفعة المتبادلة. الصين تشارك بقوات لحفظ السلام فى جنوب السودان كيف تنظرون لهذا الامر؟ مشاركة الصين فى عمليات حفظ السلام فى جنوب السودان تاتى تحت مظلة الاممالمتحدة وهى المرة الاولى فى تاريخ بكين التى تشارك فيها بقوات خارج حدودها مما يعنى ان هناك تغيرا جذريا فى سياسة الصين تجاه افريقيا، وليس لدينا اى اعتراض على وجودهم ماداموا يعملون فى اطار الاممالمتحدة ووفقا للفصل السابع من ميثاقها فنحن كاعضاء فى هذة المنظمة الدولية ملتزمون بقراراتها. كما ان الصين تقوم بجهود رائعة ليس فقط فى حفظ السلم والامن، وانما فى دعم قطاعات اخرى كبناء الطرق، ودعم وتدريب افراد الشرطة لذلك فإن دورها محل ترحيب لدينا. وما الذى تحصل عليه الصين فى المقابل ؟ جنوب السودان ارض بكر والصينيون يحصلون على 40% من انتاج النفط فى بلادي، كما ان لدينا امكانات زراعية كبيرة فضلا عن وجود ثروة حيوانية هائلة تقدر ب 37 مليون رأس ماشية، وكل هذه الموارد تحتاج استثمارات لتوظيفها، وتنميتها، وما نحتاجه الآن هو البنية التحتية فالرئيس سيلفا كير يقول دائماً «اذا اردت ان تغتنى عليك ان تبنى طرقاً» لذلك فانه دعا خلال كلمته امام قمة «الفوكاك»رجال الاعمال ليس فقط الصينيين وانما الافارقة ايضا ان ياتوا الى بلادى ويستغلوا الفرص المتاحة خاصة ان جنوب السودان دولة وليدة لا يتعدى عمرها اربع سنوات لذلك فهى تستوعب الكثير. وما هى الجوانب السلبية التى تعوق هذا التعاون من وجهة نظركم؟ افريقيا تواجه العديد من التحديات كالافتقار للتكنولوجيا، والصراعات التى تحتاج الى حلول سلمية وتعرقل عملية التنمية،كما ان هناك قضايا عالمية اخرى تواجهها القارة وتحتاج الى ضرورة التنسيق مع المجموعات الاخرى فى الاممالمتحدة من الدول النامية وعلى رأسها الصين كالتغيرات المناخية، والتعاون فى اطار مجلس السلم والامن الدولي،والظلم التاريخى الذى تتعرض له القارة فى المنظومة العالمية وكل هذه القضايا تحتاج الى تنسيق مع جميع الاطراف الفاعلة فى النظام الدولي. وماذا عن مستقبل التعاون مع مصر؟ لدينا تعاون مع مصر فى العديد من المجالات ومصر تساندنا فى دعم قطاعات الزراعة ،والاستخدام الامثل للموارد المائية، بالاضافة الى الرعاية الصحية،والتعليم، كما ان مصر ستفتتح فرعا لجامعة الاسكندريةبجوبا هذا فضلا عن التعاون السياسى والاقتصادي. بالنسبة لاتفاقية عنتيبى موقفكم غير واضح هل ستوقعون فعلاً عليها ام لا ؟ النيل هو هبة من الله والتعاون بين الدول الاعضاء فى حوض نهر النيل امر مهم، ونحن ندرك جيداً اهمية النيل بالنسبة لكم،فلو لم يكن هناك نيل لا وجود لمصر،لذلك يجب ان تستخدم موارد النهر لمصلحة جميع الدول المطله عليه بمن فيهم مصر.