تعهدت الصين بتقديم 60 مليار دولار لتنفيذ خطتها لتطوير التعاون مع إفريقيا خلال السنوات المقبلة، والتى تتضمن 10 محاور تشمل جميع المجالات. وكشف الرئيس الصينى شى جين بينج عن ما ستقدمه الصين من منح وقروض ومساعدات للقارة، خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية لقمة منتدى الصين- إفريقيا (الفوكاك) الثانية التى بدأت أعمالها أمس بمدينة جوهانسبرجبجنوب افريقيا ورأس الوفد المصرى بها رئيس الوزراء شريف إسماعيل. وأوضح الرئيس الصينى أن هذا المبلغ لدعم التنمية بإفريقيا فى مجالات الزراعة، والبنية التحتية، والاستثمار، والطاقة، والحد من الفقر، والرعاية الصحية، والثقافة، والسياحة، والتصنيع، حيث ستقدم الصين مساعدات وقروضا بدون فوائد بقيمة 5 مليارات دولار، فضلا عن قروض ميسرة وائتمانية بقيمة 35 مليار دولار، و5 مليارات دولار للصندوق التنمية الإفريقى, وأشار إلى أن الصين ستعمل على رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية مع إفريقيا، موضحا أنه فى القطاع الزراعى ستدعم الصين المشروعات الزراعية فى 100 ألف قرية إفريقية وتدعم المنتجين الزراعيين، وسترسل 30 بعثة من الخبراء الزراعيين إلى إفريقيا، بجانب التعاون بين المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث الزراعية، خصوصا أن دول القارة تعانى نقص الموارد الغذائية والمحاصيل الزراعية، وأن الصين ستقدم مساعدات بقيمة 100 مليون يوان صينى للمزارعين الذين تضررت محاصيلهم الزراعية بسبب الآفات أو الكوارث الطبيعية. وفيما يتعلق بالبنية التحتية قال الرئيس الصينى إن بلاده تدعم شركاتها لإقامة هذه المشاريع فى دول القارة وهناك 50 مشروعا ستنفذها الصين فى هذا المجال، كما أعلن أن الصين ستدعم تنفيذ 10 مشروع للطاقة النظيفة وحماية الحياة البرية وإقامة مدن ذكية، حتى لا يكون تطوير التصنيع فى القارة الإفريقية على حساب البيئة. وأكد الرئيس الصينى أن بلاده ستلتزم بزيادة حجم وارداتها من دول القارة الإفريقية، بالتعاون مع المنظمات الإقليمية الإفريقية، والتعاون فى مجال تحديد معايير الجودة والتجارة الإلكترونية. وأكد دعم الصين لقطاع الرعاية الصحية فى إفريقيا من خلال المركز الإفريقى لمكافحة الأمراض، ومواصلة إرسال الفرق الطبية الصينية لدول القارة، وتقديم الدواء الصينى الجديد لمكافحة الملاريا، وتشجيع شركات الأدوية الصينية على إنشاء مصانع لها فى القارة. كما أعلن شى جين بينج إعفاء الدول الإفريقية الأقل نموا من القروض التى لم يتم سدادها حتى 2016، وتقديمه منحة بقيمة 60 مليون دولار للاتحاد الإفريقى، بالإضافة إلى دعم قوات التدخل السريع التابعة للاتحاد الإفريقى فى مجالات مكافحة الإرهاب والشغب وإدارة الهجرة، فى إطار التعاون مع القارة فى عمليات حفظ السلام. وكعادته هاجم روبرت موجابى -رئيس زيمبابوى الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى- الغرب مخاطبا الحضور قائلا: “الغرب يقول إن الصين جاءت إلى إفريقيا للاستيلاء على المواد الخام. هذا ما يصوره لهم خيالهم المريض، ونحن نرد عليهم بأننا نرحب بوجود الصينيين بيننا”. من جانبها قالت نيكوسوزانا زوما، رئيسة المفوضية الإفريقية، إن منتدى الصين- افريقيا منذ إنشائه عام 2000 أكد إمكانية اللحاق بركب التنمية، وهو ما يتفق مع أجندة التنمية الإفريقية لعام 2063، لنصل إلى الصورة التى نرجو أن تكون عليها إفريقيا. وأشارت زوما إلى أن إفريقيا تنفق 80 مليار دولار سنويا على استيراد الغذاء، وهو ما يؤكد أهمية التعاون فى مجال الزراعة لزيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء، وما يترتب عليه من تشغيل للأيدى العاملة، وخلق صناعات قائمة على الزراعة. 0وفى كلمته أشاد رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما بمبادرة الصين لدعم قوة التدخل السريع التابعة للاتحاد الإفريقى، وجهودها لضمان الأمن والاستقرار وإحلال السلام فى العالم.