تحركات على مدى الساعة تقوم بها الدبلوماسية المصرية دوليا واقليميا وعلى الصعيد الافريقي لاتمر أيام إلا وتكون هناك زيارات سواء لوزير الخارجية أو لمسئولين أفارقة في اطار سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها السياسة المصرية للتواصل وتحقيق التعاون في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية . وتؤكد الجولات التي قام بها سامح شكري وزير الخارجية على مستوى القارة الأفريقية دور مصر الريادي بها والعودة للقارة من أوسع أبوابها حيث كانت هناك زيارات مؤخرا الى السودان وإثيوبيا في اطار ملف حوض النيل حيث قام الوزير منذ أيام بجولة إفريقية استغرقت 28ساعة بين جوبا عاصمة جنوب السودان واسمرة عاصمة اريتريا هي الأولى من نوعها للوزير لبحث سبل التنسيق والتعاون السياسي والاقتصادي مع البلدين، فبالنسبة لجوبا جاءت الزيارة بعد زيارة الرئيس سلفاكير لمصر والتي تم خلالها توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مشترك كما جاءت زيارة أسمرة بعد زيارتين قام بها الرئيس افورقي لمصر. الوزير شكري أكد حرص مصر على الاهتمام بدول حوض النيل و إبراز اهتمام خاص بالدول المطلة على شاطئ البحر الأحمر والاهتمام بعلاقات مصر مع الدول الافريقية دائما خاصة مع اقتراب قمة التجمعات الاقتصادية الثلاث التي ستفتح مجالا وأسواقا في القارة الافريقية . وكشف عن ان المشروع المصري هو الاستمرار في دعم الجهود التنموية للدول الافريقية والعمل بوزارة الخارجية من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، برفع كفاءة الكوادر الافريقية و العمل على توفير الخدمات الصحية والبرامج التعليمية وايضا تكثيف التبادل التجاري والاقتصادي نظرا لان هناك قدرة تنافسية مصرية، بالاضافة للعلاقات السياسية التي تربط مصر بأشقائها الافارقة والدورالمصري في دعم حل المنازعات في القارة جوبا - جنوب السودان عناصر رئيسية وثوابت للموقف المصري تجاة جنوب السودان أكدت عليها الزيارة من خلال موقف مصر الداعم للاستقرار في جوبا دون أي تدخل في شئونها الداخلية، حيث وصل سامح شكري لجوبا وحضر معه في نفس الزيارة الدكتور حسام مغازي وزير الموارد ألمائية والري الذي واصل تواجده في جوبا بعد انتهاء زيارة شكري لاستكمال المشاورات مع المسئولين هناك حول المشروعات المصرية حيث كان مضمون الرسالة التي نقلها للرئيس سلفاكير يتضمن اهتمام مصر بالتشاور مع أشقائها الأفارقة استمرارا لخطة التواصل مع دول القارة التي تنتهجها اقليميا والعودة لإفريقيا انطلاقا من الدور المصري التاريخي في القارة مع الاهتمام بتطوير العلاقات الثنائية قي المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والدعم المصري في مجالات بناءالقدرات والتدريب وفي قطاعات التعليم والصحة والري والمصائد السمكية. كما تم بحث تطورات الازمة السياسية في جنوب السودان و دعم مصر لجهود الإيجاد للتوصل الي تسوية لهذه الازمة بين الحكومة والمعارضة، كما تم عرض مفاوضات الوساطة الجارية قي إطار الإيجاد واهمية الدور المصري في دعم هذه المفاوضات كما احتلت القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة القضايا المرتبطة بالإرهاب والأوضاع في جنوب السودان ومنطقة القرن الافريقي وقضايا التنمية والاستقرار في القارة الافريقية . بالاضافةإلى ملف مفاوضات حوض النيل وبحث ملف ترشح مصر للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عام 2016-2017 , المباحثات في جوبا كانت إيجابية حيث تم اطلاع الرئيس سيلفا كير على المفاوضات الجارية بخصوص سد النهضة واطلاعه على ما تم فى اتفاق المبادىء الموقع بين الدول الثلاث مصر والسودان واثيوبيا سعيا للاتفاق بعد انتهاء الدراسات الفنية التى يقوم بها المكتب الاستشارى، وأعرب الرئيس سيلفا كير عن سعادته لما تم التوصل اليه من اتفاق المبادىء. أما وزير خارجية جنوب السودان. برنابا بنجامين فأكد قوة العلاقات الثنائية بين الجانبين على مستوى القيادتين والشعبين والحكومتين مؤكدا ان مصر ظلت دوما مسانده لجنوب السودان فى اليسر والعسر وسوف تظل جنوب السودان مساندة لمصر، واننا راضون لقيام مصر بدعم دولتنا ولكن ايضا نحتاج مزيدا من الدعم ونرحب به، مشيرا ان زيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لبلاده للمرة الاولى مؤشر واضح على أن هذا الدعم المصرى يلقى ترحيبا كبيرا من شعب جنوب السودان . السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية كشف ان الزيارة لجنوب السودان كانت ناجحة بجميع المقاييس ومنها التأكيد على رسائل مهمة من دعم مصر حيث كانت القاهرة أول عاصمة تعترف بجنوب السودان بعد الخرطوم مباشرة، كما كانت مصر من أوائل الدول التي قامت برفع مستوى التمثيل بعد إعلان الاستقلال مباشرة إلى مستوى سفارة، كما كان كان تأكيد الرئيس سلفاكير ان بلاده حريصة على استمرار دفع العلاقات القوية بين البلدين والشعبين، وانه ملتزم تماما بالحفاظ علي المستوي الراهن لهذه العلاقات والمزيد من تطويرها كما أن هناك عددا من مجالات التعاون المشترك التي تربط بين البلدين، وفي مقدمتها مجال حفظ السلام و قامت القوات المسلحة المصرية بإنشاء العديد من المستشفيات الميدانية، وفي مجال التعاون الكهربائي تم إنشاء أربع محطات للكهرباء وحفر 30 بئرا جوفية، وفي مجال التعليم شمل أيضا بناء 3 مدارس في جوبا وجونجلى وواو كما تم تجهيز وافتتاح عيادة طبية بحي الجلابة بجوبا ويعمل بها أطباء مصريون . أسمرة - إريتريا وخلال زيارة وزير الخارجية سامح شكرى الى أسمرة عاصمة اريتريا تصدر ملف أمن البحر الأحمر والملاحة البحرية والوضع في اليمن بجانب العلاقات الثنائية المحادثات المشتركة بين الجانبين وخلال اللقاء مع وزير الخارجية الاريترى عثمان صالح وبحضور يمانى اب مستشار الرئيس الاريترى أسياسى أفورقى للشئون السياسية،تم تناول القضايا الاقليمية المهمة، كما تم استعراض جميع الجوانب المرتبطة بظاهرة الارهاب وكيفية مواجهة جميع التنظيمات الارهابية بكل حزم، بالاضافة للوضع الراهن فى الصومال لخطورته البالغة على الاستقرار فى منطقة القرن الافريقى وسبل تحقيق الاستقرار ودعم الحكومة الشرعية ومواجهة حركة الشباب الإرهابية المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أكد ان مصر ملتزمة بالحفاظ على العلاقات القوية والمتينة مع إريتريا والتنسيق معها فى مختلف المجالات فضلا عن الاستمرار في تقديم جميع المساعدات الممكنة فى قطاعات التعليم والصحة فضلا عن التنسيق الامنى بين البلدين حيث عبر وزير الخارجية عن شكر مصر لدعم إريتريا الكامل لترشح مصر للمقعد غير الدائم بمجلس الامن للفترة 2016-2017 مجددا التأكيد على ان مصرعند عضويتها بمجلس الامن لن تدخر وسعا فى الدفاع عن مصالح الدول الافريقية الشقيقية وتبنى القضايا الافريقية. أما وزير خارجية إريتريا فأكد ان هذه الزيارة المهمة فى هذا التوقيت تأتي مع استعادة مصر لدورها ومكانتها فى القارة آخذا فى الاعتبار التحديات الخطيرة القائمة التى تتطلب دورا مصريا محوريا لمواجهتها . وفي ختام الزيارة سلم شكري أب دعوة مكتوبة من الرئيس عبد الفتاح السيسى للرئيس أفورقى لزيارة مصر وحضور قمة تجمع التكتلات الاقتصادية الثلاثة، المقرر عقدها بشرم الشيخ فى شهر يونيو القادم، والتى تستهدف إقامة منطقة تجارة حرة واسعة فى القارة الافريقية بما يدعم العمل الافريقى المشترك ويضاعف حجم وحركة التجارة البينية الافريقية.
