كل ذنبهم أنهم ولدوا لآباء وأمهات جعلوهم كبش فداء لمشكلاتهم ونزواتهم وبدلا من أن يقدموا الغالي والنفيس ويضحوا من أجلهم خُلق هؤلاء الأطفال ليضحوا بكل ملذات الحياة ثمنا لأهواء هؤلاء الآباء والأمهات، يعيشون حياتهم تحت وطأة الحرمان والمعاناة. وقدموا حياتهم قربانا لأب طلق زوجته وتزوج بأخري وأم أبت أن تضحي من أجل أطفالها فوضعتهم عبيدا لزوجها الثاني ليعيش هؤلاء الأطفال كخادمين لدي زوجات آبائهم وأزواج أمهاتهم وعلي الرغم من أنهم رضوا بذلك مرغمين إلا أن الدنيا لم ترض وسلطت عليهم زبانية جهنم من أناس نزعت من قلوبهم الرحمة ولم تشفع لهؤلاء الأطفال دموعهم البريئة. فقد تجردت تلك الزوجة من كل مشاعر الأمومة وجرعت إبنة زوجها كل ألوان الحرمان والآلام بعد أن أخذها أبوها لتعيش معهما بعد إنفصاله عن أمها وكانت تتمني موتها بين لحظة وأخري وبسبب قطعة لحم قتلتها، وهذا السائق تعرف علي مطلقة لديها طفل صغير وقررت الزواج منه متناسية طفلها الرضيع ولأنه ليس ابنه فكان لا يطيقه بل إن أنفاسه بالنسبة له عبء عليه ولم يستطع حتي تحمل أناته ووجد في ذلك سببا كافيا لعقابه بل إنه لم يكتف بذلك بل قتله حتي يستريح منه للأبد ليأتي هؤلاء الأطفال إلي الدنيا رغما عنهم ويرحلوا عنها أيضا دون أن يعلموا السبب ولم يفعلوا حتي إثما أو ذنبا يحاسبهم به الله سبحانه في الآخرة إلا أن المخلوقات حاسبتهم بذنوب لم يقترفوها. بعد ما طلقت زوجته و فشلت حياتهما أخذ طفلته فرحة التي أنجبها منها و علي الرغم من أن إسمها فرحة إلا أن حياتها خلت من هذا المعني تماما و لم يمر الوقت حتي قرر الزواج من أخري إعتقد أنها سترعي طفلته إلا أنها كانت كالحية تتظاهر بحبها للطفلة وما إن يخرج للعمل كانت تجرعها كل صنوف التعذيب، وبطفولة بريئة شعرت الطفلة بالجوع وفتحت الثلاجة لتتناول قطعة لحم تسد بها جوعها إلا أن سجانتها أمسكت بها وعذبتها حتي فارقت الحياة، وتمكن العميد عبدالوهاب شعراوي رئيس مباحث قطاع جنوبالجيزة من ضبطها بإشراف اللواء مجدي عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة. وكأننا أمام مسلسل طويل الحلقات يعرض الأطفال ضحايا زوجة الأب وزوج الأم فإن أدهم 5 سنوات نال نفس ما نالته فرحة حيث طلقت أمه من أبيه وتزوجت من آخر وتزوج أبوه من أخري ليكون أدهم هو قربان الفشل وضحية نزوات وأخطاء والديه وعاش الطفل الذي يتعلم الكلمات لتوه بعدما سقطت من قاموس مفردات اللغة لديه كلمة (بابا) ليبقي في نظر زوج أمه مصدرا للقلق وعلي استحياء تركته أمه مع زوجها بالمنزل وخرجت لتشتري بعض حاجياتها فبكي الطفل ليستيقظ زوج أمه بسبب بكائه وينهال عليه ضربا حتي مات بين يديه، وتمكن اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بالجيزة من ضبطه، وأمام المقدم هاني الحسيني رئيس مباحث بولاق الدكرور اعترف بجريمته.