يمثل المصارع الذهبى كرم جابر إحدى العلامات المهمة فى تاريخ الرياضة المصرية، ويحتل المرتبة الأولى كأهم مصارع فى تاريخ اللعبة بإحرازه لأكبر عدد من الميداليات الأوليمبية والعالمية والمتوسطية والعربية والإفريقية، وفوق كل ذلك الموهبة الفطرية الفذة التى وهبها الله له، واعترف له بها الاتحاد العالمى للعبة، واللجنة الأوليمبية الدولية، التى أبقت على المصارعة بسبب الأداء الفنى العالى الذى منحه كرم لأبسطة اللعبة.. شئنا أم أبينا تحول كرم جابر إلى رمز فى المصارعة، ومع كل هذا لاحقته الأزمات أينما وجد، خاصة المنشطات التى تعتبر أكبر آفة تحاربها الأنظمة الرياضية واللجنة الأوليمبية الدولية المتمثلة فى لجنة مكافحة المنشطات «الوادا»، التى هى من أقوى اللجان العاملة داخل اللجنة الأوليمبية الدولية، ويمتلك أعضاؤها رؤية وتحليل موقف الأبطال فى كل أنحاء العالم، وكرم جابر أحد هؤلاء الأبطال الذين يشار لهم بالبنان، ولابد أن يكون تحت الرقابة والملاحظة والكشف الدورى عن المنشطات، والحقيقة التى لا تقبل الجدال بصفتى مسئولا باتحاد المصارعة ومكتشف وأخا أكبر وداعما بقوة، له أؤكد أن كرم ليس من هواة تعاطى المنشطات طوال عمره، وشهد اجتماع لجنة «الوادا» قرارا تاريخيا بعد مناقشات مستفيضة بتأجيل النظر حول تعاطى كرم للمنشطات إلى منتصف يناير المقبل، على الرغم من صدور قرارات إيقاف عديدة قاربت العشرين بطلا من مختلف أنحاء العالم تم ثبوت تعاطيهم للمنشطات، أما كرم فالقضية تتلخص فى عدم وجوده فى الأماكن التى قامت لجنة «الوادا» بتحديدها لكرم بضرورة الوجود فيها، أو إنه لم يعط لجنة «الوادا» الأماكن التى يقوم بالتدريب فيها. إذن المسألة تتلخص فى مجرد سوء تقدير من كرم جابر، وعلى وعد أن المصارع الذهبى يلتزم وينضبط فى المستقبل القريب، خاصة بعد تسامح «الوادا» معه تقديرا لتاريخه. والخطأ غير المقصود الذى وقع فيه نتيجة سوء تقدير لدور الوادا. لذا أثق فى عدالة منظمة «الوادا» بالإضافة إلى قوة ومنطقية الأوراق والمستندات المقدمة دفاعا عن كرم جابر لتصدر اللجنة (إن شاء الله) قرارا بتخفيض العقوبة عن البطل صاحب التاريخ والبطولة، ليواصل رحلة الإبداع على البساط فى أوليمبياد ريودى جانيرو 2016، ليتواصل معه المشوار الناجح للمصارع الذى لن يتكرر، ولتحتفظ له الذاكرة الأوليمبية بالنجاح والوجود للمرة الرابعة على التوالى فى الساحة الأوليمبية، ويقفز هنا سؤال: هل فى إمكان كرم جابر إحراز ميدالية فى ريودى جانيرو؟ لمزيد من مقالات حسن الحداد