أصبح موضوع الاختفاء القسري مثل النغمة النشاز التي يرددها البعض بصوت عالي حاليا , وبما أن البر ادعي الذي كان يحتل منصبا رفيع المستوي بعد ثورة يونيو عندما كان وقتها نائبا لرئيس الجمهورية , أما الآن وبعد أن أصبح خالي شغل , فاستعاض عن ذلك بكتابة "التويتات" أو التغريدات التي لا يترك فيها شاردة ولا واردة يمكن أن تساعده في الإساءة للبلد والقائمين علي الحكم فيها! وهاهو قد أصبح يخصص تويتاته مؤخرا للتعرض لهذا الموضوع وأخرها ما قاله : " أن التعامل مع حالات موثقة للاختفاء القسري بالصمت أو بتحويل المأساة إلي مادة للتندر , يعكس ما وصل إليه البعض من تدهور خلقي , ثم أكمل باقي عبارته ب : لا مصداقية بدون شفافية !
وهكذا يصمم البر ادعي وكل من هم علي شاكلته علي وجود هذا الاختفاء المزعوم , أو ولكي نكون أكثر دقة فأنه مصمم علي إرساء هذا الكلام ظنا منه أن تكراره سيجعله وكأنه حقيقة أو قاعدة باتت مؤكده عندنا .
ويبدو أن كل ما أصبح يتحدث به هذا الرجل الآن يعتبر في حكم الهراء أو التهيؤات، حيث أنه يتكلم ويوجه الاتهامات فقط، دون أن يحدد ولو مرة واحدة دليله علي ما يقوله ! وطبعا هو لا يعنيه موضوع الأدلة ولا غيره من أي إيجابيات موجودة مطلقا، بل العكس هو الصحيح فهو معني فقط بتوجيه الاتهامات وإظهار السلبيات عمال علي بطال!
بدليل أن هذا الموضوع ليس له أساس من الصحة , خصوصا وأن الشخصين اللذين كانت الشرطة متهمة باختطافهما , ثبت بعد ذلك أنهما قد انضما لداعش، وفي الحقيقة فأن اتهام الشرطة بهذا الأمر، شيء ساذج ولا يصدقه عقل، حيث أنها سبق وألقت القبض علي قيادات الأخوان وأقطابهم وبالقانون، فلماذا تلجأ لذلك الآن وهي غير مضطرة له أصلا!
وحقيقة الأمر أن موضوع الاختفاء القسري ليس جديد , وإنما كان له جذور قديمة تربطه ارتباطا وثيقا جدا بالتجهيزات التي يعدها الأخوان منذ وقت كبير لأحياء ذكري 25 يناير القادمة , والتي يتوهمون فيها أنهم قد يحققوا مرادهم ويعودا للحكم مرة أخري , وعليه فأنهم لا يكلوا ولا يملوا من إعداد العدة والعتاد لتحقيق هذا الحلم , ويقدمون في سبيله كل ما يستعطون من أساليب وحيل وألاعيب شيحة التي لا تنتهي عندهم أبدا !
وللعلم فأنهم هم الذين قد اخترعوا هذا الموضوع , وظلوا يروجوا له منذ وقت طويل في قنواتهم , ولكن كان ذلك علي استحياء في البداية , ثم تصاعدت وتيرته شيئا فشيئا حتى وصلت ذروته هذه الأيام ومن الأكيد أنها ستتصاعد أكثر وأكثر كلما اقتربنا من شهر يناير !
اعتقد وبعد كل ذلك أنه لم يعد هناك شك في وجود علاقة بين البرادعي والأخوان ومعهم أمريكا طبعا , حيث أنهم جميعا يعملون كأيد واحدة في التأمر علي مصر من أجل إسقاطها !
ولذلك لا ينبغي أن نندهش أبدا عندما نري تويتات البرادعي وهي تتجه ناحية البوصلة التي يحددها هؤلاء المتآمرين , فيجعلوه يظهر بميعاد ثم يختفي بعد ذلك في ظروف غامضة , لعل وعسي أن يروجوا له بعد ذلك بأنه قد تم اختفاؤه قسريا ! لمزيد من مقالات علا السعدنى