يبدو جليا أن الأفق القريب سيكون ملبدا بالغيوم، خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات المتوترة أصلا بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط مقاتلة روسية قبل شهر تقريبا، وهو الحادث الذى ترك آثاره السلبية على العلاقات بين الدولتين، ولم يكن كشف موسكو النقاب عن أن مدمرة روسية اضطرت لإطلاق النار أمس الأول بهدف تجنب الاصطدام بسفينة تركية فى بحر إيجه، سوى أول التداعيات العسكرية للأزمة الناشبة بين البلدين. ويبدو أيضا أن التهديدات الروسية لتركيا لن تتوقف فى الوقت الراهن على العقوبات الاقتصادية، خاصة أن ما شهدته جزيرة ليمنوس اليونانية فى شمال بحر إيجه، سيكون مقدمة لتوسيع تلك التهديدات لتشمل العمليات العسكرية، بما ينذر فعلا باندلاع حرب إقليمية تكون بدايتها بين روسيا وتركيا. ولم يكن استدعاء موسكو الملحق العسكرى التركى وتوجيه تحذير شديد اللهجة من عواقب وخيمة محتملة يمكن ان تخلفها أعمال أنقرة المتهورة حيال القوة العسكرية الروسية، سوى نذير يصب فى خانة التوجهات الروسية بشن أعمال عسكرية ردا على سقوط القاذفة قبل شهر، كما أن مضمون البيان الروسى الصادر عقب حادثة بحر إيجه الذى تحدث عن تجنب مأساة، ربما يدل على أن موسكو لا تميل للتهدئة من جانبها. خطورة ما نتحدث عنه أنه جاء عقب تعليمات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قبل أيام لقيادات جيشه بالرد «بأقصى درجات القوة» على كل قوة تهدده فى سوريا، وهو ما حفز أنقرة لتدعو على لسان وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، روسيا إلى «الهدوء»، ولكن مما زاد من تأزم الموقف، أن الوزير التركى استدرك دعوته المذكورة بتوجيه تهديد لم يكن مبطنا بقوله «إن لصبر أنقرة حدودا». ومما يؤسف له، أن الطرفين لم يبذلا من الجهود ما يرمى الى رأب الصدع بينهما، وبدلا من تكريس الجهود الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر كمقدمة لإذابة الجليد بين موسكووأنقرة، تشبث كل طرف بموقفه. لمزيد من مقالات رأى الاهرام