تعتمد السياحة على السفر والسعى للتمتع بمشاهدة ما خلق الله سبحانه في أرضه من عجائب متعددة كما ان القرآن الكريم قد شجع ودعي لذلك كما شجع ودعي إلى دخول مصر وزيارتها والسياحة إليها فيقول تعالى في كتابه العزيز في سورة يوسف فى الآية رقم (99): (ادخُلُوا مِصرَ إنْ شَاءَ اللهُ آمنينَ) وفي ذلك بيان واضح وإشارة إلى معزة دخول مصر وإلى نعمة من أكبر نعم الله على خلقه ألا وهى الأمن والأمان وكيف أنه سبحانه في قرآنه العظيم قد خص مصر بذلك. هذا ولقد قام د.كرم الظواهرى, الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بأعداد دراسة توضح وتوْكد ان القرأن الكريم قد دعا للسفر والسير في الأرض والإنتقال والذهاب في رحلات سياحية لرؤية بقايا وآثار الأمم السابقة والبائدة, حيث يقول سبحانه في مواضع أخرى كثيرة فى دعوة لرؤية هذه الآثار (قل سيروا فى الأرض فانظروا) "العنكبوت :20" ويتكرر ذلك في آيات اخرى بجمل مختلفة. ففي قوله تعالى: (يَمشُونَ في مساكِنِهِم) دعوة صريحة للتحرك والسير والمشاهدة من اجل الإعتبار والعظة، فالسفر والإنتقال من أجل المشاهدة هى طبيعة عمل السياحة لما فيها من فوائد للمسافر وعظة ومنافع أيضا في متعة التواصل مع الشعوب الأخرى وجلب الرزق لكل من الطرفين. واضاف أن القرآن الكريم في عدة آيات يدعو بوضوح شديد إلى الحفاظ على الآثار القديمة ويدعوا إلى مشاهدتها وزيارتها وتأملها بشدة وذلك للعبرة والإعتبار. فيقول تعالى في كتابه العزيز في سورة آل عمران في الآيتين رقم 137 ، 138 (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِى الأرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ* هَذا بَيَانٌ لِلِّنَاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلمُتَّقِينَ). وفي سورة الفجر الآيات رقم (6،7، 8): (ألمَ ترَ كيفَ فعلَ ربُكَ بعادٍ*إرمَ ذاتِ العمادِ* التيِ لمْ يُخلَقْ مثلُهَا فيِ البِلاَدِ) وقوله تعالى: عن آثار الفراعنة والأهرامات العتية في سورة الفجر أيضا الآية رقم (9،10): (وَفرعوْنَ ذِي الأوْتَادِ). وفي سورة السجدة فى الآية رقم (26) نجد قوله تعالى: ?أوَ لَم يهدِ لهُم كَم أهْلَكْنَا من قبلهِم مِنَ القرُونِ يَمشُونَ في مساكِنِهِم إنَّ في ذلكَ لأَياتٍ أفَلا يَسْمَعُونَ? وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلى وجوب الحفاظ على آثار الأمم السابقة لتكتمل برؤيتها الموعظة للأجيال المتتابعة. وفي سورة فاطر الآية رقم (44) في قوله تعالى: ?أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشدَّ منهم قوَّةً وما كان اللهُ ليعجزه من شىءٍ في السماوات ولا في الأرضِ إنهُ كان عليمًا قديرًا?. وان الحكمة المستفادة من الآية أن النظر لاثار الأمم السابقة فيه موعظة كبيرة ومثل هذه الآيات فيها دعوة للحفاظ على الآثار وليس تدميرها كما يريد البعض. واشار د. كرم الظواهري الي ان القرآن الكريم شجع ودعي إلى دخول مصر وزيارتها والسياحة إليها وفيها كما يظهر ذلك من آيات قرآنية فيقول تعالى في كتابه العزيز في سورة يوسف فى الآية رقم (99): (ادخُلُوا مِصرَ إنْ شَاءَ اللهُ آمنينَ) وفي ذلك بيان واضح وإشارة إلى معزة دخول مصر وإلى نعمة من أكبر نعم الله على خلقه ألا وهى الأمن والأمان وكيف أنه سبحانه في قرآنه العظيم قد خص مصر بذلك. هذا وقد ورد ذكر مصر في القرآن الكريم في خمسة مواضع منها أربعة بلفظ "مصر" ومرة خامسة "مصراً". وجدير بالذكر أن المتأمل لهذه الآيات يستشعر وصف مصر بأنها بلد الأمن والأمان ففي سورة يونس يقول سبحانه في الآية رقم (87): (وَأوحينَا إلَى مُوسَى وَأخيهِ أن تَبوَّءَا لِقوْمِكمَا بمصْرَ بُيُوتًا) وفي سورة يوسف ذكرت مصر مرتين يوحيان بنفس المعنى ففي الآية رقم (21): (وقالَ الذِى اشتراهُ مِن مِّصْرَ لإمْرأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ) وهذه الجملة القرآنية فيها دلالة واضحة على كرم أهل مصر وطبيعتهم في حسن الإستقبال وكرم الضيافة . وفي سورة البقرة في الآية رقم (61) يقول سبحانه وتعالى: (اهْبِطُوا مِصْرًا فَإنَّ لكُم مَّا سَأَلْتُمٌ). وهذه الآيات بالإضافة إلى الآية رقم (99) من سورة يوسف (ادخُلُوا مِصرَ إنْ شَاءَ اللهُ آمنينَ) تكرم وصف مصر في القرآن الكريم.
ولا يفوتنا أن نشير إلى أهمية الجانب الإقتصادي فالسياحة والسفر والإنتقال لها الأثر القوي على اقتصاد الأمم ويكفي قوله تعالى في سورة قريش: (لايلَفِ قُرَيْشٍ* إلافِهِمْ رحْلةَ الشتَاءِ وَالصَّيفِ* فَليعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البيتِ* الذِى أطعَمَهُم مِنْ جُوعٍ وَءَامَنَهُن مِّن خَوْفٍ) وهذه السورة القصيرة الكريمة تشير إلى ما نقصد بيانه من أثر على الجانب الإقتصادي للأمم والشعوب وكيف أن الآية بينت أهمية التبادل التجاري وجلب المنافع إلى جانب الأمن والأمان. وختاما نقول أن السياحة دعوة إيمانية إسلامية قرآنية لما فيها من عظة وإعتبار بآثار أمم سابقة كانت لها حضارات عاتية. [email protected] المزيد من مقالات رانيا حفنى