بالأهتداء بالآيات القرآنية الكريمة , وتفسير علماء المسلمين للآيات التى تدعوا الى : السير فى الأرض ( قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الأمم من قبلكم ) ( قل سيروا فى الأرض ثم انظروا كيف بدأ الخلق ) وغيرها من الآيات كثيرة بتوفيق من الله عند الله سبحانه وتعالى ومع الداومة على قراءة القرآن الكريم ، وما ينتج عنها من نعم كثيرة ، وباعتبار كتاب الله تعالى النور الذى يهدى المؤمنين ، رأينا تعدد الآيات الكريمة التى تدعوا الى : السير فى الأرض للنظر : كيف كانت عاقبة الأمم السابقة ، وللنظر : كيف بدأ الخلق ، وغيرها من الآيات العديدة . " قلنا أن الاسلام ينزل الانسان منزل الراشد ( لا القاصر ) ولم يكلفه من العقائد الا ما لو خلا بنفسه لأهتم بها لأنها نتيجة عواطفه المغروزة فى طبيعته -- وقلنا أنه لو شك فيها يعالجه بعلاج الشك " وهو العلم " لا بالضغط على فكرة أو حرق جسده كما فعل غيره ، لهذا جعل العلم قوام الدين وملاك اليقين ، حتى فرضه الله تعالى على عموم أتباع الاسلام من ذكر وأنثى ، وسن لهم كل ما من شأنه زيادة العلم ونمو مادته : " كالسياحة " واستشراف أحوال الأمم – وتعرف نواميس الخليقة والعمران – وكالنظر فى الكون وتنور أسرار الكائنات ( وهو الكانون يخبز فيه ) وانظر كيف أن السياحة واستطلاع أحوال الأمم والكون قد ندب اليها الاسلام بصفتها مقوية للعقيدة – مثيرة لروح الدين – مثبتة لأركان اليقين " – المصحف المفسر – للعلامة محمد فريد وجدى – دار المعارف – الطبعة الثانية ص 28 – 29 . وجاء فى نفس المصدر أيضا : السياحة تزيد فى سعة المدارك وتشرف بالانسان على أسرار العالم وعلى نواميس العمران والخراب فى الأمم ، وعلى أسباب المدنية والوحشية فى الشعوب والتأخر والتخلف ، وتجعل للأنسان فكرة عامة على معنى الحياة الأنسانية الصحيحة والنظر فى الكون نتيجة توسيع نطاق سلطة العقل الانسانى على الادراك والسريان فى ضمائر الكون ، والوقوف بالتصور والفكر – المواقف التى هما جديران بها من هذا العالم البديع ، وتحويل القوة البشرية خاصية استخدام قوى الكائنات فى تحسين الحياة الأنسانية وتهذيبها بما يفتح للعقل من مغلق المساتير ومؤصد الأسرار . ان الذى حرم المسلمين من التمتع بمزايا دينهم هو : اضرابهم عن السياحات وعن تعرف الأحوال والنظر فى الكون ، ومتى جاء ذلك اليوم الذى يأذن الله تعالى فيه للحقيقة الاسلامية أن تنفذ الى أوربا والعالم من خلال هذه التعصبات القديمة ، ولما ترتقى روحها السائدة فى هذا الجيل ( 1323 هجرية ) عما هى عليه درجات أخرى ، فسنرى فى ذلك اليوم كيف يكون رجوع الحق الى نصابه " ويكون الدين كله لله : - المصحف المفسر – محمد فريد وجدى . فانظر الآن ونحن فى عام 1433 هجرية بعد أكثر من مائة عام من هذا الكلام !!! وعن نشأة السياحة نقول ان مفهوم السياحة ، نشاط قديم ، نشأ منذ أن بدأ الانسان ينظر ويتدبر ليرى أن احتياجاته فى المكان الذى يقيم فيه دائما ، لا تشبعها الأمكانيات المتوافرة بهذا المكان ، فبدأ يبحث عنها فى أماكن أخرى يستطيع أن يذهب اليها ويعود بما يعود عليه وعلى غيره بالنفع . كما أن هناك اماكن أخرى تتوافر بها بكثرة حاجات الانسان ، رأى المقيم بها أن يذهب ببضاعته ليعرضها وبيعها ويتكسب من ورائها .ان هذا النشاط القديم ما هو فى الحقيقة : الا السفر من أجل التجارة وعقد الصفقات وحضور المعارض التجارية : أو سياحة رجال الأعمال . وقياسا على هذا النشاط التجارى منذ القدم ، هناك أيضا عدة أنواع من السفر كان يقوم بها الأنسان اما :- لتلقى العلم ، أو العلاج ، أو القيام بالمناسك الدينية .كما اختلفت وسائل الأنتقال وتطورت من : السفر على الدواب ، فالسفن ، فالقطارات ، والطائرات ، فالسيارات الخاصة والعامة .واختلفت أماكن الأقامة : من اقامة التاجر القديم بنصب خيمته ، أو عند تجار أمثاله ، الى النزل والخانات ، والأستراحات ، فالفنادق وأماكن الأقامة المختلفة وتنوعت أشكال السياحة : اما سياحة أفراد أو مجموعات وعائلات وتعددت أغراض السياحة : فمنها السفر من أجل التجارة ، أو لتلقى العلوم ، أو لقضاء العطلات الموسمية أو للعلاج أو لأداء المناسك الدينية أو : السياحة الدينية ،و السياحة العلاجية ، والرياضية ، والترفيهية ، الخ .ونرى مما سبق أن السفر نشاط قديم متجدد زمانا بعد زمان ، لأغراض متعددة ، بوسائل مختلفة ، الى جهات وأماكن شتى ، وكلها أنشطة ضرورية تشبع حاجات الأنسان وتحقق آماله وتعود عليه بالنفع . وهناك نشاط انسانى يدعونا الله تعالى للقيام به : هذا النشاط المتمثل فى السير فى الأرض للنظر والأعتبار : فهل نطلق عليه : السياحة الفكرية ( السير فى الأرض للنظر والأعتبار ) . وبعد ثورة 25 يناير وما نتج عنها من انهيار دولة الفساد فى الأرض وقرب ظهور دولة الحق والعدل على يد اخوة فى الدين ينشدون للحكم بما أنزل الله تعالى – اذا بقيامة الكارهين لشريعة الله أن تسود – الذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة – تقوم قيامتهم " جنبا الى جنب مع قيامة أعداء الاسلام " مثل يوم الأحزاب حين تحزب الجميع لمحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه فى المدينة -- وارتفع العويل والبكاء على " حقوق العراة أن يتعروا وأن يسفروا – وحقوق الأقباط – و قرب انهيار صناعة السياحة " فور تولى الاسلاميين للحكم " ان هذه الدراسة التى قمنا بها " قبل عامين من ثورة يناير – وأن السياحة " فرض من فروض الاسلام وأن الله سبحانه وتعالى يدعوا الناس جميعا " المؤمنين وغيرهم " بالسير فى الأرض " للنظر والاعتبار – ولمعرفة كيف بدأ الخلق – والسير فى الأرض " هى السفر والسياحة " 1- اذن السياحة ليست حراما فى الاسلام – هذا مبدأ أساسى ورئيسى ومدخل لدحض أى مقولة " فضائية أو أرضية مغرضة !!! ؟ 2- هل السياحة والسائحين يأتون الى مصر " لشرب الخمر ولعب القمار والتعرى على شواطئها ؟ اذا كانت الاجابة " نعم " – اذن لا الاسلاميين ولا غالبية الشعب بمسلميه وأقباطه " يقرون هذا ولا يقبلوه -- واذا كانت الاجابة " لا " وأن السياح يأتون لمشاهدة آثار مصر العريقة ومعالمها الأثرية " الفرعونية والقبطية والاسلامية والحديثة – والاستمتاع بشمسها فى شرمها وقصيرها – ومطروحها ومارينها – " فنعمّا هى " . 3- اذا كانت الأسواق السياحية " العالمية " ومنظمى الرحلات الكبار " ومحتكرى سوق السياحة والسفر " من أوربا وروسيا وأمريكا – سيضغطون على مصر " حكومة وشعبا " لعقابها أن أختارت الاسلاميين للحكم – وسينشرون اكاذيبهم ودعايتهم " عبر آلة الاعلام التى يملكونها عبر العالم وخداع " شعوب الأرض " المغلوبة على أمرها – وأن السياحة الى مصر " غير مرغوب فيها حتى " نتبع ملتهم " وألا نولّى الاسلامين بعد الآن للحكم لأنهم " حاربوا الناس فى أرزاقهم " -- نقول اذا حارب منظمى السياحة – السفر الى مصر – فرب ضارة نافعة : ان الأسواق السياحية العربية والاسلامية – لغنية بالسائحين الذين ينشدون ويتوقون السفر الى مصر " من السعودية والخليج – والمصريين العاملين بها والعاملبن أيضا فى أوربا وأمريكا الى الأسواق السياحية الآسيوية من " سوق السياحة العظيم فى الصين مثل سوره " وهو السوق الواعد ذو الخمسين مليون سائح سنويا الى العالم " ويزداد عاما بعد عام – والأسواق السياحية الواعدة الأخرى من " الهند – وماليزيا – واندونيسيا وكذلك " سوق السياحة من ايران " وهم بالملايين ويرغبون " الآن – بمعنى – الآن " أن يسافروا الى مصر – لزيارة مقامات آل البيت – والعائق الوحيد والرئيسى هو " احجام الحكومة المصرية عن – منح التأشيرة للسائح الايرانى " بحجة سخيفة ساذجة أو ماكرة " مكر النظام البائد " من الخوف أن يتشيع أهل مصر بالمذهب الشيعى – " اذا ما توافد " السياح الايرانيين الوحشين – بعد أن ظلت الحكومات المصرية الرشيدة " تحافظ على أن يسود ويبقى المذهب السنى فى أرض المحروسة منذ عهد الدولة الأيوبية وصلاح الدين والذى قضى على الدولة الفاطمية – والمذهب الشيعى – فى مصر" !!! ؟؟؟ وهل تعامى هذا الرأى عن رؤية " ملايين الايرانيين " فى الأراضى المقدسة بمكة والمدينة كل عام للحج والعمرة -- ومثلهم وأكثر منهم فى " تركيا " السنية أيضا – حيث يسافر اليها ملايين الايرانيين للسياحة الترفيهية -- وتعدنا " شركات ايرانية كثيرة – بآلاف السائحين من ايران الى مصر فور التوصل الى حل عقلانى " لأزمة التاشيرات " المزعومة – والتى نرى " آثارا أمريكية – اسرائلية " لتخويف مصر من التقارب " السياسى والاقتصادى – والسياحى – مع " ايران " ومحور الشر !!! ؟؟؟ اننا ننادى " بمحاكمة المسئولين عن السياحة فى مصر عبر السنوات السابقة – ولو كانت محاكمة معنوية – بأن أضاعوا على مصر مليارات من العملة الصعبة .!!! ؟؟؟ انهم سمحوا " بتجريف صناعة السياحة فى مصر لأكثر من عشرين عاما . كيف تباع الخدمة السياحية " والغرف الفندقية " فى الفنادق ذوات النجوم الخمسة – بأثمان بخسة " ودراهم معدودة " ؟ من الذى سمح لمنظمى الرحلات " العالميين " وعصابات المافيا فى " ايطاليا وروسيا " أن تتحكم فى أسعار الفنادق فى الغردقة وشرم الشيخ حتى يتدنى سعر الفرد فى اليوم فى الغرفة المزدوجة الى 20 و30 دولار شاملة الوجبات الثلاث والمشروبات ---- بينما ندفع نحن أصحاب الشركات السياحية المصرية ومديرى التسويق والمبيعات عند سفرنا للمعارض السياحية سواء فى أوروبا أو آسيا – الى افريقيا " ونيجيريا " حيث سعر الفرد فى الغرفة فى أقل فندق ثلاث نجوم مابين 90 الى مائة دولار فى اليوم " وبالافطار فقط " – أما الفنادق الخمس نجوم فما بين 200 الى 300 دولار " وبالافطار أيضا " وكذلك " تأشيرة الدخول السياحية فى أية دولة أوربية أو أمريكا – الى الهند والصين – الى افريقيا " حيث كنت مسافرا الى نيجيريا فى معرض سياحى مابين 50 الى مائة دولار أمريكى – بينما تأشيرة دخول مصر خمسة عشر دولارا فقط لاغير .!!! ؟؟؟ نرى أن يقوم القائمون بالأمر للتصدى بكل قوة وحزم لكل الدعوات التى " تخيف الناس " بأن الاسلاميين " يكرهون – وسيدمرون السياحة فى مصر " بينما الحقيقة غير ذلك – فلقد قام بتجريف صناعة السياحة " الليبراليين وحلفائهم فى الغرب والشرق " وسيأتى الاسلاميين لاحيائها ونهضتها وازدهارها .