السياحة هي الضرب في الأرض والانتقال من مكان إلى مكان لطلب العلم او لطلب الرزق او للتعرف على اثار الحضارات أو للاطلاع على أوضاع الشعوب أو لتحقيق أهداف أخرى يسعى اليها السائح . ويمكن أن نقول إن السياحة تختلف عن الهجرة مثلا ، فمن يهاجر في سبيل الله فهو "مهاجر" وليس مجرد سائح، ومن يهاجر هربا من الظلم الى بلد أو الي مكان آمن فهو مناشد للأمن وليس لمجرد السياحة، وان كان في الهجرة او الذهاب الي ميادين القتال شبه بالسياحة في السفر والانتقال . وقد حث الله المؤمنين على السياحة لطلب العلم في قوله تعالى : "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون" ، وعلى السياحة لطلب الرزق في قوله تعالى : "هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه" وعلى السياحة للتعرف على آثار الحضارات في قوله تعالى : " قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" وقوله : "قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم"، وعلى السياحة للاطلاع على أوضاع الشعوب في قوله تعالى : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " . اما السياحة للفساد والإفساد – وهي رغبة الكثيرين ممن يتبعون اهواءهم وتتحكم بهم شهواتهم – فقد كشف الله عن صورتهم المخزية ووضعهم المتردي بقوله تعالى : "وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد . وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد" . وقد يضيف السائح للعلم والمعرفة أو للرزق والتجارة أو للنظر والاطلاع ، وقد يضيف الي ذلك شيئاً من تصرفات المفسدين والفاسدين حيث يجري مع هواه ويشبع شهواته ويقترف المحرمات . إن السياحة في أرض الله لابد ان تكون التزاما بما يرضي الله واستزادة مما يجعل القلب متعلقاً به والفكر نهماً في الإطلاع على بدائع كونه .