كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن سعى جامعات أمريكية منها جامعة «نورث ويسترن» و»جورج تاون» إلى تعزيز وجودها فى دولة قطر عبر إنشاء فروع لها فى مدينة التعليم القطرية. وأشارت الصحيفة الأمريكية واسعة الانتشار إلى أن هذا الوجود المكثف للجامعات الأمريكية يطرح العديد من الأسئلة بشأن العلاقة بين الدوائر الأكاديمية الأمريكية والعائلة الحاكمة فى قطر، إلى جانب تأثير التعليم بهذه الجامعات بتقييد قطر لحرية التعبير والبحث العلمي. وأوضحت «واشنطن بوست» أن جامعة مثل «نورث ويسترن» كانت دائماً تؤكد فى فرعها الرئيسى بشيكاغو على أهمية الحرية الأكاديمية، ولكنها فى المقابل وضعت برامج تعليمية لفرعها فى الدوحة يثير التساؤلات بشأن مدى التزامها بهذا المعيار، وبالتالى تأثير وجودها فى قطر على سمعتها العالمية. من جانبه، قال إيفيريت دينيس رئيس فرع «نورث ويسترن» فى الدوحة إن وجود الجامعة هناك لتعليم الصحافة والإعلام يمثل «اتفاق جيد»، مشيراً إلى عدم وجود أى مخاطر مالية، وأن المخاطر فقط تنحصر فى التأثير على السمعة»، فيما أوضح أن الجامعة لن تضع معاييراً أقل لإرضاء أهواء شيوخ الإمارة الخليجية. وذكرت «واشنطن بوست» أن هناك ست جامعات أمريكية منها «جورج تاون» و»كورنيل» و«كارنيجى ميلون» و«تكساس إيه أند أم» و«فيرجينيا كومنولث» انشأات فروعاً فى الدوحة بتكلفة تصل إلى 320 مليون دولار سنوياً تتضمن أجور الأساتذة القادمين من الخارج بهدف حصول الطلاب القطرين على الدرجات العلمية دون الحاجة للسفر فى بعثات للولايات المتحدة. وشككت «واشنطن بوست» فى قدرة هذه الجامعات على تقديم المادة العلمية فى البيئة القطرية فى ظل القيود المفروضة بهذه الإمارة الخليجية على حرية التعبير والبحث العلمي، فيما أكد المسئولون بهذه الجامعات أن الاتفاق حول إنشاء هذه الفروع تتضمن عدم الخروج عن القواعدالأكاديمية لهذه الجامعات. فى المقابل، اعتبر البعض أن منظومة القيم ستؤثر سلباً على مناهج وقواعد التعليم بهذه الجامعات الأمريكية العريقة، مما قد يؤثر على سمعتها العلمية فى العالم، إلى جانب أن وجودها فى قطر يطرح أسئلة دون إجابة بشأن علاقتها بالنظام الحاكم فى الدولة الخليجية. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى موجة انشاء الجامعات الأمريكية فى قطر بدأت عام 2001 عندما اتفقت جامعة «كورنيل» مع الدوحة على إنشاء فرع لتعليم الطب بتكلفة تصل إلى 750 مليون دولار خلال 10 سنوات.